TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: أبـو سـعفـة

نص ردن: أبـو سـعفـة

نشر في: 14 فبراير, 2012: 08:10 م

 علاء حسن ابتكارات النظام السابق في منح  الرتب العسكرية والشارات والانواط والاوسمة انتهى بها المطاف في بسطيات باعة الارصفة في منطقة الباب الشرقي ، ولا تجد اقبالا من الزبائن، لانها ما عادت تحتفظ باية قيمة ، وقتذاك كانت الرتبة المخصصة لاعضاء القيادة القطرية من الرفاق الكبار تمثل سعفتين تحتضن الوان "علم الوحدة العربية" ، وبعض المسؤولين يضعون على كتافيات البدلة الزيتوني سعفة واحدة ، كعلامة على ان من يحملها ليس قياديا او مسؤولا كبيرا ،
وهذا الفارق ، انعكس على تعامل المواطنين مع اولئك المسؤولين ، وفي احتفال جماهيري اقيم في ناحية في شمالي العاصمة بغداد ، نهاية عام الفين ، اعترض وجهاء الناحية على افتتاح مشروع اروائي من مسؤول "ابو سعفة " واحدة ،  وعبروا عن اسفهم لنحر الذبائح والتضحية بعشرات الاغنام عندما مرت سيارات الموكب الرسمي ، لانهم كانوا يعتقدون ان ضيف الناحية يساوي اكثر من "15 طلي  هرفي" ، وبعد دقائق ادركوا ان "ابو سعفة" لا يستحق سوى "دجاجة مصلحة" مشوية بالتنور .الساحة السياسية العراقية اليوم، تشهد تصريحات تكشف هي الاخرى عن حجم وحضور اصحابها وتأثيرهم داخل كتلهم النيابية او احزابهم ، فليس كل من يتحدث ، يكشف عن  موقع مسؤوليته ومركزه المتقدم بين صناع القرار ، بمعنى ان التصريحات تكشف عن الحجوم ، ولكن في المشهد العراقي انقلبت الصورة ، فصاحب التصريح الناري، وفي زمن النظام السابق الثوري ، المتضمن الاتهامات الخطيرة والكشف عن المخططات الاقليمية والدولية ، هو عادة من اعضاء القائمة او الائتلاف ، خاب حظه العاثر في الحصول على مقعد في مجلس النواب ، لكنه يصر على صفة القيادي في محاولة لوضع "سعفة على كتفه " للحصول على دجاجة مشوية بالتنور ، وترك الطليان لاصحابه من الرفاق السابقين واللاحقين.  وبالعودة الى " ابو سعفة " وكان يلقب بالدكتور الذي رعى افتتاح المشروع ، واثناء تناول الغداء استفسر منه احد الحاضرين عن امكانية حصوله على  علاج للتخلص من ارتفاع الضغط ، فاجابه ابو سعفة انه ليس طبيبا ، وانما هو يحمل شهادة الدكتوراه بالتاريخ ، فانصرف صاحب السؤال مرددا " لو مسويلك فجة مو احسن " يقصد كان المفيد ان يصنع ابو سعفة سجادة افضل من ان يلقب بالدكتور وهو يجهل وصف علاج لارتفاع الضغط .في حمى التصريحات المتصاعدة هذه الايام ومن كل الاطراف المشاركة في الحكومة وبلا استثناء اصبح لزاما على الجميع التمسك بالتهدئة وتقريب وجهات النظر والمواقف لحلحلة الازمة ، والاتفاق على توحيد المطالب في ورقة واحدة ، لبحثها ومناقشتها من قبل اصحاب القرار ، وابعاد اصحاب السعفة الواحدة من الحديث عن القضايا المصيرية ، حفاظا على السلم الاهلي والامن الوطني ، والتفرغ لصناعة "سجاجيد" تفرش على الطريق المؤدي نحو مستقبل العراق الزاهر بجهود " أبو سعفة" وبقية اعضاء الائتلافات والقوائم صاحبة المشروع الوطني المشاركة في الحكومة ، يقال عنها انها تضع قدما في المعارضة واخرى حتى الان لا يعرف موقعها بعد.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram