TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي :سطوة متأخرة للثقافة

تحت الضغط العالي :سطوة متأخرة للثقافة

نشر في: 14 فبراير, 2012: 10:45 م

 قيس قاسم العجرش الرائد المسرحي اللبناني رفعت طربايي قال ساخراً :إننا نحتاج في لبنان الى "قبضاي"كي يستلم وزارة الثقافة لأن الشغلة محتاجة الى هذا النوع من الرجال الذي بالضرورة يعرف كيف يجلب حقوق المثقفين ووسائلهم التي توصل رسائلهم. ومع ذلك فلست ميالاً كثيراً الى الأصوات التي تحدثت عن مقارنة سهلة بين العراق ولبنان في البضاعة السياسية أو الطائفية أو أي نمط آخر معروض اليوم في السوق.
لكن الثقافة العراقية"المأمولة"قد تنتج لنا نمطاً يقبل بالقياس مع أي حالة تنقذها من مرض "اللا تأثير"المزمن."ثلاسيميا" التهافت التي يعيشها فهم الخطاب الثقافي أصبحت من العنوانين المهمة للعصر الطائفي (الطويل على غرار العصر الجليدي)الذي نتمتع كل لحظة بحشيشه ومخدراته ومنشطاته من حيث نعلم أو لا نعلم…قبلنا أم رفضنا بشدة.الصوت الواطئ جداً للثقافة بمعناها الباحث عن حياة أفضل ليس واطئاً بالخلقة أو التكوين ،إنما يحدث هذا وسط زعيق طائفي غير مسبوق يغطي على كل أنواع الحوارات التي يمكن أن تحملها الثقافة.بالطبع فالتأمل أصل في جذر الثقافة بينما "عيطات"الإثنية والعصبة والطائفة لا تنطلق إلا بأعلى حالات الصياح.والصيّاحون لدينا،لسوء حظ الثقافة وسوء تدبيرها معاً،يتمكنون كل يوم من استيلاد محطة جديدة يعتلون فيها منبراً جديداً لصياح أعلى .الفكرة تتمحور الآن أن الصائح بزعيقه تحول الى سجّان للصوت، والمثقف يلعب بأوتار حنجرته لعلها تنتج صوتاً يفلت من بين القضبان.يتفنن هنا صانع السجن في تشتيت صوت الثقافة التي يهابها أشد ما يهاب ، يبتكر كل يوم ساحة لا يعرف المثقف الطريق اليها ، وهذا المسكين الأخير يعيش على الأرض أي انه يأكل كما الناس في حين لا يهبط السجّان ولا حتى مرة واحدة الى الأرض كي تقتسم معه الثقافة أسلحة المواجهة.هنا نصنع سؤالا ، إن كانت صيحات السياسي الطائفي السجّان هي الأعلى وهي الأمضى وإن كان هذا الطائفي القوي يتوسد أثناء الغداء جماجم أفكار المثقفين وينتعل منها ما يشاء مع موعد العشاء، إن كانت هذه هي الحال ، فلماذا يناصب العداء لجماجم ميتة ؟ما الذي يكمن في موت الثقافة كي يجعلها نداً مزمنا ًوحائطا ينطح ليل نهار من قبل ثيران السياسة الطائفية؟لنجبْ جميعاً عن هذا السؤال الذي دفع مسرحياً رائداً الى فانتازيا البحث عن مليشيا تحقق للثقافة ما لم تحققه عقول المثقفين؟هل صحيح أننا بحاجة الى "علاّس"ثقافي كي يقنع السياسيين بأنهم يحرقون ورق بغداد للمرة العشرين؟ ….ساعدونا في البحث عن إجابة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram