سلام خياط مسن وأشيب، سيحتفل بعيد ميلاده التاسع والثمانين مطلع الربيع، لم تدركه أمراض الشيخوخة بينما أدركت من هو أصغر منه بعقود. رجل طحنته التجارب فعجن نتائجها وترك عجينها يختمر لدرجة الفساد، رسم سياسات دول، وخطط لملامح مراحل سياسية قادمة تتأجج جذوتها كلما خمدت في تنانيرها النيران..
وزير يقابل ملوكا ورؤساء وأمراء ومشايخ، فيتحدث إليهم من علٍ، أو يناقشهم مناقشة الند للند. إنه وزير خارجية أميركا الأسبق: الثعلب هنري كيسنجر، الذي سجل له التاريخ مقولته الشهيرة، والتي نسيها البعض أو تناساها او تجاهلها، والتي تظل – رغم ذلك – المهماز الذي يسم السياسات المستقبلية بوشم لا يُمحى ما دام في الأقلام مداد وفي العيون دموع. العزيز هنري – كما كان يحلو للراحل السادات أن يناديه – كشف عن مفاجآت وأسرار حول الشرق (الجديد) لو نطق بها رئيس دولة أو محلل سياسي أو صحفي مغمور لاتهموه بالهرطقة أو العمالة أو بخبال نظرية المؤامرة،حديث هنري كيسنجر الذي أدلى به لصحيفة (ديلي سكيب) التي تصدر في نيويورك، خطير، كشف فيه بالعربي الفصيح، وبكل لغات أهل الأرض, عن متغيرات جذرية ستكون ساحتها منطقة الشرق الأوسط تحديدا، وإن ما يجري حاليا هو تمهيد لحرب عالمية ثالثة، وإن الدوائر الإستراتيجية الأميركية طلبت من (المعنيين) احتلال سبع دول شرق أوسطية ‘ والاستحواذ على مواردها الطبيعية،فالاستحواذ على البترول هو السبيل الأمثل للسيطرة على الدول، ومن ثم، فالسيطرة على الغذاء هو الحل الأمثل لإخضاع الشعوب، وعندها سيغدو نصف الشرق الأوسط -(إسرائيليا) - خاضعا لإسرائيل، ومن ركام تلك الحرب سيتم بناء قوة واحدة عظمى، هي: الحكومة العالمية التي ستبسط نفوذها على دول العالم كافة، ومن لا يسمع وقع الطبول التي يتعالى قرعها الآن، فهو مصاب بالصمم.فيا نحن(الشعوب المستلبة الإرادة، المبتلاة بالعقم الفكري، المتجلببة بالفقر والجهل والمرض)، موتوا غيظا او كمدا، لا فرق, تجمدوا من قارس البرد أو تُقلبوا على السفود المتلظية، لا فرق. ارتعبوا هلعا من هول مشهد نجيع الدمع والدم, فالشتاء العربي قادم بكل عواصفه ورعوده، الشتاء قادم بعد ربيع واعد وصيف لاهب وخريف تعرَت فيه النوايا حتى بدت سوءاتها، ومن أصابه الصمم عما يقال، فليتذكر مقولة العزيز هنري الذي عممها في زياراته المكوكية، قبل ربع قرن: العرب؟ يملكون البترول؟! هراء. إنهم بالصدفة يسكنون حول منابعه، صدق العزيز هنري وكذب الساسة المنجمون.
السطور الأخيرة :وشهد شاهد من أهلها
نشر في: 15 فبراير, 2012: 08:32 م