هاشم العقابياستأذنكم اليوم ان تسمحوا لي بطرق باب قد يبدو خاصا، وشفيعي هو أن التطرق للخاص قد يقود، احيانا، الى ما هو عام بشكل افضل. بعدها اعترف لكم بان الردود، التي كتبها القراء على جدار صفحتي في الفيسبوك تحت عمود الأمس، قد فاجأتني. فهذه هي المرة الاولى التي تكاد فيها كل الردود تطري على الموضوع وتبارك لي التفاتتي لأنني "انصفت" المرأة العراقية، كما جاء في رد القارئة أناهيد الهاشمي.
بصراحة أحزنتني هذه القارئة أكثر مما أفرحتني، لأنها أشعرتني بان الحيف الذي وقع على العراقية اوصلها لحد ان تفرح بعمود صحفي، وليس بقانون أو حكومة أو برلمان أو وطن، قد أنصفها. فيا له من عطش مر هذا الذي خلفه ظلم العراقيات في قلوبهن.وبينما كانت ردود الجدار العام تطري على ما كتبت، جاءتني، على الخاص، رسالة زعل وعتب من زوجتي أم امجد تقول: " ليش؟ حتى مسج ما استاهل (بعيد الحب)؟ المهم كل عام وأنت بخير". خل يفرح علي الوردي فها هي ازدواجيتنا بشحمها ولحمها. لا يمكنني إنكارها لأنني إن فعلتها تنكرت لعراقيتي. وهذا انت النجر صادوك يغراب!ولأنها تعلم بأنها "تستاهل" ذلك واكثر، زعلت ولها كل الحق. وكيف لا تزعل وهي تعلم بأنها أحب ناسي. وان قلت يوم امس بان العراقية تعامل الحبيب وكأنه ابنها، فان أم امجد كانت مثالا ناصعا لذلك التعامل. فقد كانت طيلة عشرتنا أما وأختا وحبيبة بامتياز. وقد يحميني من الاتهام بالمبالغة ما قاله عنها صديقي الراحل شريف الربيعي: "اغبطك عليها لانها تحبك بأمومة عجيبة رغم ان حب الأم قد لا يطاق احيانا".ان زعل الحبيبة العراقية على من تحب، يمكن ان يعد ميزة خاصة بها ايضا. فالحب ان كان، عادة، يقترن بالغيرة، تجده عند العراقيات يقترن بالزعل أكثر. اذكر ان شاعرا عراقيا قال: "جا شلي بعشك لا زعل لا عركات".ولعل ما يثبت ما ذهبت اليه هو كثرة تغني العراقيين بالزعل. فكم رددنا مع من غنى أو غنت: "يا كهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان" و "لا تزعل يمعود لاله" و "زعلان الاسمر ما يكلي مرحبا" و"احبك حتى لو تزعل وتاني تعود" و "يا ثلج وفراك طبعك يا طبع كلك زعل" .. والقائمة تطول.حمدت الله انها لم تكتب رسالتها على الجدار العام متسلحة ببيت من "الدارمي" لاحدى العراقيات العاشقات يقول:أنشد ولو ينكال بالنشد ذلّهاشكثر حكمه يصير الينسه خّله؟تصوروا لو كانت فعلتها، جان شيركعها؟ اظن، بعد هذا، يحق لي ان اقول لام أمجد كل عام وانت بالف خير. وللشامتين اقول لا تفرحوا. لان زعل العراقية، مهما طال أو قصر، يبقى "زعل حبايب".
سلاما ياعراق : أم أمجد زعلانة
نشر في: 15 فبراير, 2012: 09:21 م