ثائر صالحلويز فاران 1804-1875 من الموسيقيات الفرنسيات اللائي جرى نسيانهن وتناسيهن من دون حق. فهي مؤلفة موسيقية، وهذا وحده سبب كاف لتناسيها وإهمالها من قبل المجتمع الذي يسيطر عليه الذكور. لكنها فوق ذلك مؤلفة موسيقية بارعة، وعازفة بيانو ماهرة، ومربية ومدرسة ناجحة.
بدأت لويز فاران بتعلم العزف على البيانو مبكراً، وعندما تبينت قدرات الطفلة بدأت تأخذ الدروس عن التشيكي إغناتس موشلس مدرس مندلسون وصديقه، وعن النمساوي السلوفاكي يوهان نبوموك هومل. وأرسلها أبواها لتدرس التأليف على يد التشيكي - الفرنسي أنتون رايخا الذي كان صديقاً لبيتهوفن، وأستاذاً لكل من فرانس ليست وأكتور برليوز.حصلت على سمعة واسعة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر كعازفة بيانو، ولذلك تعينت مدرسة بيانو في كونسرفاتوار باريس سنة 1842، ومع ذلك كانت تستلم أجوراً أقل بكثير من أجور زملائها المدرسين الذكور. إلا أنها بعد النجاح الباهر الذي حصله عملها نونيت (لتسع أدوات موسيقية، رقم 38 في مي بيمول كبير سنة 1849) وبعزف عازف الكمان الشهير يوزف يواخيم، طالبت بأجر مساوٍ لأجور المدرسين الرجال ونجحت في ذلك.ألّفت لويز فاران أعمالا للبيانو، ثم موسيقى الحجرة قبل أن تنتقل إلى التأليف الاوركسترالي، ولها ثلاث سيمفونيات، وتعتبر مؤلفاتها لموسيقى الحجرة من أفضل أعمالها، على الخصوص النونيت الشهير (رباعي وتري مع خمس هوائيات). ولا تقل أعمالها قيمة عن أهم معاصريها من المؤلفين الذكور. وقد أمتدح الموسيقار العبقري والناقد الفذ روبرت شومان أعمالها.
موسيقى السبت: السيمفونية الأولى للفرنسية لويز فاران
نشر في: 17 فبراير, 2012: 07:30 م