 دهوك /المدى  أكد ناشطون في مجال المجتمع المدني أن محافظة دهوك تعاني  شيوعاً في ظاهرة العنوسة شأنها في ذلك شأن الكثير من المدن العراقية الأخرى . رشا الموسوي الناشطة في مجال حقوق المرأة قالت للمدى " تتواجد ظاهرة العنوسة بشكل كبير في محافظة دهوك ولها أسباب عديدة أبرزها غلاء المهور في هذه المحافظة حيث انه لا يوجد سقف محدد لمهر الفتاة إذ تصل المهور إلى أكثر من ثلاثين مليون دينار كما أن لتدخل الأهل في اختيار شريك الحياة دورا كبيرا في شيوع هذه الظاهرة إذ ترفض الفتاة الزواج بشخص لا ترغب فيه  "
وبينت الموسوي أن هنالك سلبيات كثيرة تنجم عن هذه الظاهرة أبرزها " إن المجتمع ينظر إلى العانس بنظرة دونية تحدّ من قيمتها وتنقص من شأنها ،وبالتالي تسبب قلقا لدى المرأة الأمر الذي يؤثر على دورها داخل المجتمع بحيث لا يكون كما ينبغي أن يكون" إلى ذلك تقول سلمى وهي إحدى الموظفات العانسات في دهوك إن مشكلة العنوسة قد بدأت تظهر بشكل كبير داخل المجتمع وذلك يعود إلى أسباب كثيرة منها "عزوف الشباب عن مسألة الزواج والاستقرار إضافة إلى أن الكثير من الشبان كان قد توجه خلال السنوات الماضية إلى الخارج وبقي هنالك مستقرا كما أن هذه الظاهرة قد تزايدت في حقل الموظفات اللواتي لا يقبلن بأي شخص كان وإنما يحددون شروطا خاصة بالزواج ويجدن أنفسهن قد استقللن اقتصاديا بعكس الفتاة المتواجدة في البيت التي تتزوج بشكل سريع أملا في تغيير حياتها وتطويرها باعتبار الزواج المنفذ الرئيسي لها ".  من جانبه بيّن نوزاد بيرموسا من مركز المستقبل للشباب أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المرأة فقط وإنما تتواجد بين الجنسين بشكل واسع في دهوك، مشيرا إلى أن هنالك عوامل اقتصادية واجتماعية وتثقيفية قد ساهمت في توسيع رقعة هذه الظاهرة وانتشارها في السنوات الأخيرة.ودعا بيرموسا الجهات المعنية إلى ضرورة الاقتداء بالحلول التي تقوم بها دول الخليج العربي وذلك من خلال فتح قنوات  فضائية خاصة للتعارف والزواج والتقريب في ما بين الجنسين بهدف الزواج والارتباط .أما شيرزاد برواري مدير منظمة الند لدمقرطة الشباب فقد بيّن أن من أصعب المشاكل التي تعانيها المرأة العانس هو عدم وجود مصدر اقتصادي خاص بها إذ هي تعتمد على والدها أو أخيها أو واحد من أفراد أسرتها في توفير مصروفاتها  مضيفاً " إن غالبية العوانس تتواجد في المناطق الريفية والبعيدة عن المدن وليس لديها أي عمل تعيل به نفسها فتضطر إلى الاعتماد على أهلها في تأمين مصاريفها" واقترح برواري أن تقوم الجهات المعنية في حكومة الإقليم بمنح قروض صغيرة للعوانس اللواتي ليس لديهن عمل "للبدء بمشروع صغير فتستقيل اقتصاديا و تطمئن لمستقبلها".