علاء حسن أسباب اندلاع الأزمات السياسية تعود دائما إلى اللازمة الشهيرة التدخل الإقليمي في الشأن العراقي ، من الكويت والسعودية وإيران وتركيا ، وقطر ، وغيرها من الدول الكبيرة والصغيرة ، ومع استمرا ر هذه المحنة لم يشخص احد من المسؤولين او السياسيين او اعضاء مجلس النواب العملاء المرتبطين بتلك الدول ، ولكن الاتهام يأتي في إطار العناوين العريضة ، مثل أحاديث ركاب سيارة الكيا المتوجهة الى البياع نحو الباب الشرقي ، فبعد جمع "الكروة
" تنفتح شهية "العبرية" اي الركاب لتناول المستجدات والأحداث في الساحة العراقية مثل غيرهم من المحللين السياسيين الذين غالبا ما يطلون مساء على شاشات الفضائيات ، وعبر الأقمار الصناعية فيحذرون من التدخل الإقليمي وتحركات فلان وعلان على دول الجوار للحصول على دعمها لتنفيذ مخططاتها ، والتحليل يشمل طبعا الجهات والقوى والأطراف المعترضة على سياسة صاحب الفضائية ، وانطلاقا من تلك "التحاليل " ونتائج السونار، تترسخ حقيقة ان هناك اكثر من مليون عميل عراقي يعمل لصالح جهات خارجية ، لان الأطراف المشاركة في الحكومة خاضت الانتخابات التشريعية ، وحصدت الملايين من أصوات الناخبين ، وهؤلاء عملاء ، لأنهم اختاروا مرشحيهم لمجلس النواب .المسؤولون يؤكدون ان حكومتهم منتخبة من قبل الشعب ، وهذا كلام سليم يبعد التهم عن اي عميل مفترض ، وانطلاقا من حرص الإطراف المشاركة في السلطة التنفيذية ، فان الحديث عبر الاقمار الصناعية عن العمالة والعملاء من قبل اصحاب" التحاليل" ونتائج السونار يبقى مجرد ثرثرة في الكيا العائدة من الباب المعظم الى مدينة الحرية ، ولكن المشكلة ان هذه النتيجة لا تعجب المحلل المتعاقد من الفضائية الفلانية ، وسيصر في لقاء مقبل وأثناء إطلالته المسائية على ان يتهم كل من وضع العقال على رأسه ولبس الدشداشة بأنه عميل لدولة خليجية ، وابو الطربوش والجراوية ينفذ المخطط التركي ، على طريقة الحرس القومي بعد انقلاب 8 شباط باعتقال من يتعامل مع اللون الأحمر او من يأكل الطماطة بتهمة الترويج لأفكار الحزب الشيوعي .العمالة مفردة استخدمها النظام السابق ، واطلقها على معارضيه ، حتى باتت الكلمة على كل لسان ويستخدمها الكبار والصغار لإعلان الولاء المطلق للحزب القائد، في محاولة لعملية غسل دماغ جماعي تعرض له العراقيون على مدى عشرات السنين ، سرعان ما تخلوا عنها وبسرعة وكأنهم يريدون التخلص نهائيا من كل نفايات الماضي وأدرانه .إصرار الفضائيات ومحلليها وبالأساليب السونارية على الصاق تهمة العمالة بصاحب الطربوش والجراوية والعكال سيمتد في يوم ما ليطال من يقود السيارة الكورية والصينية والايرانية ، وهؤلاء بأعداد كبيرة جدا ، وكلهم جواسيس للأجنبي بنظر المحلل الذي يتحدث للفضائية من داخل غرفة مجاورة للأستوديو ولكن المذيع يؤكد ان اللقاء يجري عبر الأقمار الصناعية ، لكشف العملاء والمتورطين بتخريب العملية السياسية من المشاركين في الحكومة الحالية.
نص ردن :عملاء بالملايين
نشر في: 17 فبراير, 2012: 10:24 م