ميسان / رعد شاكر بالرغم من أن القراءات المسجلة من إحدى المواقع الملوثة إشعاعيا في مدينة العمارة بلغت أكثر من 100 ضعف معدلاتها الطبيعية، إلا أن مشروع طمر هذه الملوثات والذي لا تتجاوز تكلفته 11 مليون دينار ما زال معطلا منذ العام 2006 ولغاية الآن.
مدير شعبة الإشعاع في مديرية بيئة ميسان، أعلن أن فريقا متخصصا من الشعبة انتهى من عملية فرز وعزل القطع الملوثة بالإشعاع من سكراب الآليات العسكرية المكدسة في إحدى الساحات المكشوفة في المنطقة الصناعية بمدينة العمارة.وأوضح مدير الشعبة جمعة طارش عجيل لـ"المدى"، أن عزل قطع السكراب الملوثة هو بمثابة المرحلة الأولى ضمن مشروع لنقل هذه المواد إلى المحجر المؤقت المزمع إنشاؤه في منطقة معزولة بناحية الطيب الحدودية، لحين إنشاء المحجر المركزي الذي ستطمر فيه المخلفات الملوثة إشعاعيا المنتشرة في عموم مناطق العراق.عجيل أكد أن المحجر الذي أُقر إنشاؤه منذ العام 2006 من قبل الحكومة المحلية السابقة لم ينفذ لغاية الآن، موضحا أن "الحكومة المحلية طلبت في حينها من وزارة البيئة وضع التصاميم والكلفة التخمينية لتنفيذ المحجر والتي قدرت بـ260 مليون دينار، إلا أن الحكومة المحلية اعتذرت عن التنفيذ مبررة ذلك بقلة تخصيصاتها المالية، ليبقى الوضع على ما هو عليه لغاية العام 2009".وأشار إلى أنه وبعد مخاطبات عدة من مديرية بيئة ميسان إلى الحكومة المحلية الحالية، وافقت الأخيرة على المشروع مشترطة أن تقدم المديرية تصاميم جديدة وبكلفة أقل، مبينا أن مركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة قدم تصميما جديدا لمحجر مؤقت بسيط وبكلفة لا تتجاوز 11 مليون دينار، "وتم تشكيل لجنة برئاسة محافظ ميسان الحالي لتنفيذ المحجر ولكن لغاية اليوم لم يشرع بالتنفيذ". وسبق أن نشرت "المدى" تحقيقا موسعا في شهر حزيران من العام 2011 عن المواد الملوثة في المنطقة الصناعية بمدينة العمارة، وورد فيه عن مدير بيئة ميسان المهندس سمير عبود عبد الغفور قوله: أن مديريته قد اكتشفت كدس السكراب الملوث في المنطقة الصناعية عام 2005، وهو عبارة عن أبراج وبقايا دبابات محطمة، وألزمت مالك الساحة الذي أوضح أن السكراب يعود لأحد تجار الخردة، بعدم السماح لأي كان بمناقلة هذا السكراب.وأكد عبد الغفور أن مديريته خاطبت في حينها الجهات المعنية في وزارة البيئة والحكومة المحلية لاتخاذ ما يلزم بشأن التخلص من السكراب، مبينا أن وجود هذا السكراب الملوث في المنطقة الصناعية وبشكل مكشوف طيلة هذه السنوات بات يشكل مبعث قلق جدي لمخاطره الكبيرة.ودعا مدير البيئة الحكومة المحلية إلى الاسراع بتنفيذ المحجر المؤقت ليباشر فريق البيئة المتخصص عملية نقل السكراب الملوث وحفظه هناك.تجدر الإشارة إلى أن البيئة رصدت منذ العام 2005، بالإضافة إلى السكراب الملوث في المنطقة الصناعية، أكداسا أخرى ملوثة إشعاعيا في مناطق متفرقة داخل ساحات المناطق السكنية في ضواحي مدينة العمارة، ولكن هذه الأكداس اختفت بعد مدة ولا أحد يعلم مصيرها. كما حددت مديرية بيئة ميسان موقع دبابة مهشمة ملوثة إشعاعيا بالقرب من سيطرة ناحية كميت (40 كم شمالي العمارة)، وما زال الموقع مكشوفا ويعبث فيه الأطفال والرعاة. وبحسب القراءات المسجلة من قبل الفريق المتخصص في مديرية بيئة ميسان، للإشعاع المنبعث في كدس السكراب المذكور، فقد أشرت القراءات معدلات عالية جدا لأشعة (كاما) ودقائق أشعة (ألفا) وجسيمات (بيتا) المسببة لأمراض متعددة ومنها السرطان، ففي حين أن المعدل الطبيعي لأشعة (كاما) هو (75ر0) ملي راد /ساعة فإن القراءة سجلت (15 – 30) ملي راد/س، أما دقائق (ألفا) وجسيمات بيتا فالمعدل المسموح به (40 – 50) عدة بالدقيقة فيما بلغت معدلاتها في السكراب (4000 – 6000) عدة /د.
بيئـة ميسـان: معـدل التـلوث الإشـعاعي في أحد المواقع يتجاوز 100 ضعف المعدلات الطبيعية

نشر في: 17 فبراير, 2012: 10:27 م