TOP

جريدة المدى > محليات > انتشار صالات الألعاب مع غياب الرقابة من الجهات المسؤولة !

انتشار صالات الألعاب مع غياب الرقابة من الجهات المسؤولة !

نشر في: 18 فبراير, 2012: 09:47 م

 بغداد/إيناس طارق  لوحظ في السنوات الأخيرة انتشار محال بيع الألعاب الإلكترونية بشكل كبير بمختلف أشكالها وأحجامها واستعمالاتها، ويقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الأطفال لاقتناء هذه الألعاب الإلكترونية، فتحت مطالب وإصرار الطفل يرضخ الأب والأم لتلبية ذلك حتى أصبحت غرف الأطفال تعجّ بالألعاب ،منها ما  تعمل بالكهرباء، وأخرى تعمل بالليزر، أو الذبذبات، وبالتالي يقع الطفل تحت تأثير إشعاعات تلك الألعاب الخطرة.
إن معظم أولياء الأمور لا يدرك مخاطر وتبعات هذه الألعاب خصوصاً عندما يصاحب ذلك سوء استخدام من قبل الطفل؛ كما أن غياب الرقابة على محال البيع أدى إلى وجود ألعاب لها آثار صحية وسلوكية سيئة على المستخدم .ولقد أثبتت الإحصاءات الصادرة من بعض الجهات الدولية المتخصصة أن آثار هذه الألعاب على صحة وسلوك الطفل، تقع ما بين الإدمان على ممارسة هذه الألعاب، وبين الإصابات المختلفة لأعضاء الجسم، إلى غير ذلك من الآثار الأخرى على شخصية الطفل.أما الجانب السلوكي للأطفال فيتأثر سلباً بما يشاهده من ألعاب الفيديو والأقراص المدمجة عبر شاشات التلفزيون والكمبيوتر؛ مما يجعل سلوك الطفل يميل إلى العنف والعدوانية والتقليد، وغير ذلك من مظاهر السلوك المكتسب من هذه المشاهدات المتنوعة المثيرة.ولقد سمعت من أحد أولياء الأمور وهو يشكو حالة أطفاله ممن أصيبوا بهوس اقتناء تلك الألعاب الإلكترونية والإدمان عليها من وجود بعض المشاكل الصحية والتربوية بين أطفاله، بالإضافة إلى أن هناك آثاراً سلبية ناتجة من الإفراط الشديد بهذه الألعاب الإلكترونية  ،إذ  أن تلك الألعاب تدمع العينين، و تؤدي  إلى ضعف النظر، والصداع والدوار  كما تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي، وكذلك العزلة عن الناس وانتشار السمنة بين الأطفال.فكثير من أولياء الأطفال يرى في اقتناء هذه الألعاب الإلكترونية بعض الفوائد كأن تحد من خروج الطفل خارج المنزل أو كبديل لأخذ أبنائه في نزهة ميدانية للحدائق، نظراً لأنه مشغول ولديه الكثير من الارتباطات؛ وبالتالي يحرص على توفير كل ما يريده الطفل ولا يعلم هذا الأب بأنه عمل على غرس مبدأ الكسل والخمول في أبنائه وصرفهم عن التحصيل الدراسي وقادهم إلى اكتساب سلوك وحالات مرضية نتيجة لالتصاقه الشديد بهذه الألعاب الخطرة، قد يقول البعض بأن هذه الألعاب فيها ما ينمّي قدرات الطفل العقلية وإنني أرى أن الكثير منها عكس ذلك فهي تعد أكثر ضرراً على العقل والإبداع، كيف لا والطفل يبقى لساعات طويلة مشدود الذهن وربما مفزوعا وخائفا ومتوترا أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر لمتابعة جملة من الألعاب ذات الثقافة والمرجعية التربوية المستوردة، علاوة على ما تسببه هذه الألعاب الإلكترونية من أضرار نتيجة ما تفرزه من إشعاعات وذبذبات على جسم الطفل، وما يصاحب ذلك لاحقاً من كوابيس وأحلام مفزعة أثناء الليل لبعض الأطفال خصوصا تلك الألعاب، والقصص، والمشاهد المرعبة المتوفرة على الأقراص المدمجة تؤدي أيضا إلى إطلاق العنان لخيال الطفل في أمور متناقضة.بالتأكيد الطفل لايدرك مخاطر وتبعات الألعاب الإلكترونية ولكن تبقى مسؤولية ذلك على المنزل، فمتى أدرك الوالدان العواقب المترتبة على اقتناء بعض تلك الألعاب الإلكترونية عبر شاشة التلفزيون، فإن الأضرار سوف تكون بسيطة، ورب الأسرة يملك القرار في إسعاد أسرته من خلال تخصيص وقت لهم للقيام بزيارة الحدائق والمتنزهات، وغير ذلك من الترفيه المفيد الذي يقلل من إحساس الطفل بالملل،كما أن من الواجب على رب الأسرة أن ينمّي في أبنائه حب ّالقراءة والاطلاع وممارسة بعض الهوايات داخل المنزل كالرسم، والخط، وبعض الأشغال اليدوية، وكذلك ممارسة الرياضة المنظمة، لذا فإن دور الأسرة كبير في توجيه وترشيد وقت الأبناء بحيث يكون محددا ومتفقا عليه بما في ذلك الوقت المخصص للألعاب، وانتقاء وسائل الترفيه الأكثر فائدة لأبنائهم، خصوصا مع تزايد دعاة الانحلال والسفور، والتفكك الاجتماعي وتوجيه أسلحتهم المسمومة وإمكاناتهم تحت جملة من الأساليب والطرق المدروسة الخداعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اتحاد مقاولي ذي قار
محليات

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

 ذي قار / حسين العامل كشف اتحاد المقاولين في ذي قار عن تضرر 250 شركة من التأخر الحاصل باطلاق تخصيصات المشاريع الحكومية، فيما أكد توقف 50 شركة عن العمل، محذرا في الوقت نفسه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram