اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الهيئة الوطنية للألغام: لغم لمواطني الجنوب والوسط وثلاثة لأبناء الإقليم

الهيئة الوطنية للألغام: لغم لمواطني الجنوب والوسط وثلاثة لأبناء الإقليم

نشر في: 19 فبراير, 2012: 07:25 م

 بغداد/ إيناس طارقبالكاد كان يسير بعد ان اخذ العكازة صديق دائم له يتكئ عليه كلما حاول السير او القيام بالعمل، مروان محمد شاب يبلغ من العمر 25 عاما متزوج ولديه طفل واحد، فقد ساقه اليمنى في منطقة سكناه" الدوانم" التي تقع جنوب شرقي بغداد وهي منطقة معروفة بكثرة البساتين،
مروان كان فلاحا ويعمل في مزرعة عائلته منذ نعومة أظفاره ،فقد ساقه بسبب لغم زرع في إحدى الطرق المؤدية إلى المزارع أوقات اشتداد العنف الطائفي ولم يعلم من قام بزرعه في تلك الأراضي التي وجد فيها عدد من الالغام المزروعة بشكل متفرق ، مروان حاول ايجاد خلاص من حالته لكن دون جدوى ولم يستطع ان يحصل على ساق اصطناعية بديلة لان اللغم بتر ساقه تقريبا بشكل كامل ،فقد الأرض لانها اصبحت بورا لعدم زراعتها وادامتها فهو قد احيل إلى التقاعد مبكرا لكن دون ان يحصل على حقه من الضمان الاجتماعي فهو ضحية من ضحايا الالغام في العراق . حالات كثيرة واعداد كبيرة من العراقيين كانوا ضحايا الالغام التي اقتنصت حياتهم او اجزاء من اجسادهم فهل هي مقاصة الحياة التي يجب ان يدفع ثمنها الابرياء؟ ففي العراق، تعددت الحالات وكثرت انواع واشكال الالغام المزروعة في باطن الارض او على السطح فلا فرق بين الاثنين لانهما يشتركان بصفة تقطيع الاجساد ، وما قصدناه بالضحايا الابرياء لانهم لا يعلمون ولا يملكون عناوين وخرائط الارض المزروعة بالالغام .rnتاريخ الألغام في العراقبدأت زراعة الألغام في العراق منذ بداية ستينات القرن الماضي، عندما عملت الانظمة السابقة على زراعتها في المناطق الشمالية المعارضة لهم، وبالرغم من أن أعداد الألغام المزروعة كانت محدودة إلا أن نتائجها على المدنيين كانت كبيرة، وخلال المناوشات الحدودية بين العراق وإيران عام 1969 زرعت أعداد كبيرة من الألغام في مناطق متفرقة وعلى طول الحدود الممتدة من البصرة والعمارة وبدرة ومندلي وصولا الى بنجوين وجوارته وكل المناطق الحدودية، وعند قيام الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980 ازدادت أعداد الألغام المزروعة بصورة مذهلة حتى أنها شملت مساحات واسعة من الأراضي العراقية ، فقد صدرت الأوامر بتكثيف زرع الألغام بصورة كبيرة حيث لم يشهد تاريخ الحروب في العالم زرع ألغام بهذا الكم الكبير، فقد بلغت ملايين وحولت الشريط الحدودي وخاصة في الجانب العراقي إلى حقل ألغام كثيف يصل طوله الى أكثر من 1270 كم ويتراوح عمقه من 5كم -15كم يبدأ من شواطئ الفاو وينتهي عند الحدود العراقية الإيرانية التركية وكذلك تم زرع الألغام بأعداد كبيرة في مناطق الأهوار والمستنقعات في محافظة البصرة والعمارة والناصرية وتقع معظم حقول الألغام قرب المدن والقرى، وقد دمرت البنى التحتية وحرمت البلد من موارد وثروات كبيرة.قصص مؤلمة ولا يختلف عمار منصور من سكنة محافظة العمارة الذي بترت ساقه  بلغم ، وفقد حق ممارسة حياته الطبيعة كباقي الناس ، واصبح حسب قوله نصف انسان ، فقد بدأت معاناته في الحرب العراقية الإيرانية عام1988 عندما أمر بان يقوم بواجب نصب كمائن واثناء السير بين حقول ألغام انفجر لغم ارضي وفقد الوعي ووعى على كارثة فقدان ساقه، يقول عمار : لا أزال أعاني آثار تلك الليلة السوداء وأنا في أجمل سنين عمري وفي ريعان شبابي وللأسف لم أجد رعاية كافية في لملمة جراحاتي من خلال إعطائي الأطراف الصناعية التي هي شحيحة جدا والانتظار يستمر. ما زالت هذه الألغام تحصد ارواحا بريئة وتسبب عاهات لمن لا يُقتلون من ضحاياها. ولكن لا أحد يعرف على وجه الدقة عدد المعاقين من ضحايا الالغام. المؤكد انهم شريحة واسعة يزداد حجمها مع كل اصابة جديدة بسبب هذه الالغام.العراق يتصدر القائمة يعد العراق من أول الدول وأكثرها من حيث الألغام والمقذوفات غير المنفلقة في العالم، ورغم عدم دقة الأرقام الحقيقية فان المسح التأثيري للألغام  يشير إلى وجود نحو 4000 منطقة يشتبه بخطورتها في 13 محافظة من أصل 18 محافظة , وطبقاً لتقارير أخرى يقدر حجم التلوث بما يلي: 1- وجود حوالي 1730 مليون متر مربع من الأراضي الموبوءة .2- وجود حوالي 20 مليون لغم .3- وجود أكثر من 50 مليون قنبلة عنقودية تم استعمالها في العراق . 4- وجود العديد من مواقع الذخائر غير المنفلقة فضلا عن عدد كبير من مواقع الذخيرة المهجورة . إحصائيات لضحايا الألغام - تشير إحصائيات شبه رسمية بان عدد المعاقين نتيجة الألغام في العراق 244,659  ألف نسمة منهم 172,765 ألفا ذكورا 71,894 ألفا إناثا، كما أن عدد المعاقين في الحضر وصل الى 181,306 آلاف نسمة وفي الريف 63,353 ألفاً. - تشير التقديرات الأولية إلى وجود أكثر من مليون مصاب بالعوق في العراق تتراوح شدة عوقهم بين المهدد والعاجز كليا , إلا انه يصعب تحديد الأرقام التفصيلية لأنواع العوق وأسبابه المختلفة لعدم توفر الإحصائيات الدقيقة في هذا المجال وأشير أيضا لبعض الدلائل الإحصائية منها : 1- عدد معاقي الحروب يبلغ 43,600 مصاب منهم 5600 من ذوي العجز الكامل وشديدي العوق . 2- عدد مبتوري الاطراف السفلى في العراق 100,000. هل هناك تعاون دولي معكم في مجال إزالة الألغام؟- من المعروف ان العراق صادق عام 2007 على معاهدة أوتاوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram