 نيويورك / BBCقال مصدر دبلوماسي لبي بي سي إن إيران ربما تستعد الآن لتعزيز برنامجها النووي في موقع تحت الأرض بالقرب من مدينة قم. وأضاف الدبلوماسي، الذي يتخذ من فينا مقرا له، إنه يبدو أن إيران جاهزة لتركيب الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الحديثة في منشأة محصنة تحت الأرض.
ومن شأن مثل هذه الأجهزة الحديثة أن تسرع من إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يساعد على توليد الطاقة وصنع السلاح النووي.وتتهم الدول الغربية طهران بأنها تسعى إلى إنتاج أسلحة نووية، لكن إيران تقول إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.ولم تعلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذه الأنباء.ومن المقرر أن يزور المفتشون التابعون للوكالة الدولية طهران خلال الأسبوع الجاري لعقد جولة جديدة من المباحثات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.يذكر أن السلطات الإيرانية رفضت السماح للمفتشين بدخول بعض المواقع والحديث إلى بعض العلماء خلال زيارة إلى إيران في كانون الثاني الماضي.ووفقا لمصادر دبلوماسية فإن المنشأة الواقعة بالقرب من قم تحتوي الآن على الدوائر الكهربائية والأنابيب والمعدات المطلوبة لعمل أجهزة الطرد الجديدة.لكن المصادر أشارت إلى أن أجهزة الطرد لم تركب بعد وأنه ليس هناك معلومات مؤكدة عما إذا كان سيتم تركيبها ومتى سيكون ذلك.ويأتي الكشف عن هذه الأنباء بعد ثلاثة أيام من إعلان إيران نفسها أنها حققت تقدما في برنامجها النووي بما في ذلك تطوير أجهزة طرد قادرة على تخصيب اليورانيوم بمعدلات أكثر سرعة.وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قد حذر السبت من أن الطموحات النووية الإيرانية ربما تؤدي إلى سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط.من جانب آخر قال الجنرال مارتين ديمبسي، رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة، "إن هجوماً إسرائيلياً على إيران لن يحقق هدفه على المدى البعيد وسيؤدى إلى تدمير استقرار المنطقة". ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن ديمبسي قوله خلال تصريحات في مقابلة لشبكة CNN "إنه لا يمكن القول إن الإسرائيليين أصبحوا مقتنعين بالأمر"، مشيراً إلى أن ضرب إيران في هذه المرحلة سيكون خطوة غير مدروسة. وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي "إن العقوبات على إيران والضغط الدولي عليها بدأ يؤتي ثماره على أرض الواقع ونحن نعرف تماماً أن النظام الإيراني لم يقرر بعد إنتاج القنبلة النووية وأسلحة نووية".وعن احتمال تسليح المعارضة السورية قال ديمبسي: "إن التدخل في سوريا سيكون أمراً صعباً لان عدة عناصر دولية تلعب دورا فيها مثل تركيا وروسيا وإيران". وفي السياق نفسه، قالت معاريف إنه قد وصل إلى إسرائيل مساء أمس توم دونيلو مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي لإجراء سلسلة مشاورات مع صانعي القرار الإسرائيليين حول الملفين الإيراني والفلسطيني وصورة الموقف في سوريا. وفي المقابل تماماً كانت قد ذكرت صحيفة الـ "جارديان" البريطانية، أنه بناءً على تقديرات لمسؤولين في الإدارة الأمريكية فإن العقوبات المفروضة على طهران سوف تفشل، وأنه لا مناص من قيام الولايات المتحدة بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة البريطانية أن التقديرات السائدة في البنتاجون وفي وزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى أن العقوبات الأخيرة التي تم فرضها على طهران لن تدفع الأخيرة إلى وقف مشروعها النووي، وأنه يوجد لدى الولايات المتحدة ما تقترحه بهذا الشأن.وبحسب مصادر في الإدارة الأمريكية فإن الهدف من العقوبات هو تأجيل العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، أو إقناع الاتحاد الأوروبي بأن كافة الخيارات الأخرى تم استنفاذها قبل القيام بقصف المنشآت النووية الإيرانية.ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله: "هذه ليست إدارة بوش، فنحن نريد أن تفعل العقوبات فعلها، ولا نريد مواجهة أخرى في الشرق الأوسط".الجدير بالذكر أن هناك تفاوتا في تقديرات المسؤولين الأمريكيين بشأن فعالية العقوبات التي فرضت على إيران، فمن جهة يصر بعض المسؤولين السابقين على أن العقوبات الجديدة فعالة، وأنه يجب توفير المزيد من الوقت لذلك، وفي المقابل، فإن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن إيران ليست على وشك وقف برنامجها النووي.