TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :الفقر والمرض والجهل

كردستانيات :الفقر والمرض والجهل

نشر في: 19 فبراير, 2012: 10:40 م

 وديع غزوان هذا الثالوث الذي كان وما زال المحفز الاول لكل الثورات والافكار والدعوات الاصلاحية منذ ان وعت البشرية مقدار الظلم الذي يلحق بها جراء تقسيم العمل الجائر ، وهو المؤشر الاهم لنجاح اي نظام في احترام شعبه وتوفير جزء من رفاهيته . ونظن ان ليس هنالك من سبيل لادعاء اي نظام بما فيها الرأسمالي النجاح التام والمطلق في انهاء مظاهر هذا الثالوث الخطر ، بل ان الاحصاءات تشير الى  زيادة في نسب عدم التعلم وفقر ومرض تعاني منه مجاميع غير قليلة في اغلب ان لم نقل كل دول العالم الرأسمالي ، فالمسالة نسبية وتختلف من بلد الى آخر .
 واذا انتقلنا من العام الى الخاص ، فإن مثلث الفقر والمرض والجهل ظل ملازماً لملايين العراقيين بمختلف مكوناتهم ، رغم ما تختزنه ارضهم من ثروات ، ضاعفت من حجم معاناتهم بسبب الحروب والصراعات التي كان الفقراء وقودها ، فضاعت الثروات والامن والامان معاً . لم تختلف الصورة كثيراً بعد 2003 ، رغم ما تحقق من ايجابيات اجهزت عليها المحاصصات ، حيث ان آخر الاحصاءات تشير وبحسب تقرير اعدته المنظمة الأميركية العراقية لحقوق الإنسان "أن سبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وبنسبة تعدت 23 في المئة ، مما يؤكد خطورة هذه الظاهرة "ونفس الشيء تقريباً ينطبق مع صورة الواقع الصحي والتربوي والتعليمي ويكفي مراجعة الاحصاءات الرسمية ليطلع المرء على مستوى ما تقدمه مؤسستنا الصحية والتربوية العامة من خدمات متدنية.ولكي نقطع الطريق على من يدعي الانحياز غير الموضوعي لإقليم كردستان والاشارة الى وجود بعض هذه المظاهر في المجتمع الكردستاني التي تخدش ملامح الصورة الجميلة هناك ، فانه لا ضير من الاقرار بذلك غير ان الموضوعية تتطلب الاشارة الى مقدار الانفاق والاستثمارات الضخمة في كل مدن الإقليم وهذه النهضة العمرانية التي جعلت أربيل تنافس غيرها من المدن العربية في مجال السياحة ، وهذا مع الاسف ما لا نجده لا في بغداد ولا بقية المحافظات ، فتدني الخدمات ومناظر العشوائيات وتكدس النفايات الى جانب ارتفاع نسب الفقر والبطالة والمرض يضع الجميع مسؤولين وسياسيين في موقع المساءلة والحساب .فليس ادعاءً الاشارة الى ارتفاع مستوى دخل الفرد الكردستاني عن سواه في محافظات العراق الاخرى او زيادة حجم المستشفيات المتطورة بخدماتها واجهزتها الحديثة وعدد  العراقيين الذين يتوجهون الى أربيل او السليمانية لتلقي العلاج هناك ، ناهيك عن المدارس الاجنبية ، وهذا بحد ذاته يحمل مسؤولي الإقليم اعباء كبيرة  ونوعية تتمثل بالعمل الجاد لتقريب ما يقدم من خدمات في تلك المؤسسات الخاصة  عن شبيهاتها الحكومية التي هي ملاذ اعداد غير قليلة من المواطنين ممن لا يستطيعون دفع تكاليف المستشفيات والمدارس الاهلية الباهضة ، ويجعلهم في وضع لا يحسدون عليه . وهذا بحد ذاته كاف لدعوة مسؤولي الإقليم لوضع معالجات واقعية تقلل الفوارق بين الطبقات وتوفير فرص العيش الكريم للجميع ، لتكون كردستان بحق نموذجاً نفتخر به كعراقيين ويعيد الامل بامكانية تحويل كل مدن العراق الى صورة غير التي هي عليها الان .. عندها يمكن ان نطلب من بقية الدول الاستفادة من تجربتنا بحق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram