TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن : لاتفوتكم فرصة مشاهدة الهاشمي

العمود الثامن : لاتفوتكم فرصة مشاهدة الهاشمي

نشر في: 19 فبراير, 2012: 11:08 م

 علي حسين(مسلسل الهاشمي) الذى نتابع حلقاته منذ عدة أسابيع أصابنا جميعا بالحيرة ، فحتى هذه اللحظة لم نتوصل الى تحديد نوع المسلسل ، هل هو كوميدي أم تراجيدي ؟. فالبعض أصر على اعتباره كوميديا من النوع الثقيل ، فيما عدهُ آخرون مسلسلا تراجيديا  اصاب مشاهديه وسامعيه بأمراض الكآبة والشرود والهموم . ولأننا متأكدون من ان ابطال المسلسل  لن يتركونا في حالنا وسيطاردوننا في الفضائيات وعلى واجهات الصحف كل يوم
 مصرين على جعلنا جزءا من الاحداث على طريقة  مسلسلات الواقع التي ترفع شعار " ما يحدث في الدراما يمثل الواقع بحذافيره "، ولهذا نرى ابطال مسلسلنا الشهير يخرجون كل يوم الى الناس ليذكروهم ان لا خيار امامهم سوى التسمر امام شاشات التلفزيون لمتابعة مقاطع كوميدية رخيصة ، وحوار فج لا يخلو من طائفية مقيتة ، طبعا مع إصرار أبطال المسلسل على سرقة أحلام ومستقبل الناس. ولأن كل فريق من نجوم المسلسل يعتقد ان لديه مشاهدين ومستمعين ، فهو يتحفنا بين الحين والاخر بمشهد درامي مؤثر ، فبالامس خرج علينا طارق الهاشمي ليبشر العراقيين بانه بعد 48 ساعة بالتمام والكمال سيذيع بنفسه البيان رقم واحد، والذي سيعلن فيه: "حقيقة التهم التي وجهت له ، ويكشف الستار عن بعض الخفايا في قضية استهدافه"، وهو الامر الذي اثار علامات الحيرة في وجوه العراقيين جميعا ، اذ كيف سيتسنى للهاشمي الوصول الى اذاعة بغداد، ومنطقة الصالحية تحت سيطرة المالكي ، طبعا من يسمع تصريح الهاشمي يحتاج لقدرة هائلة على تمالك اعصابه قبل ان يموت من الضحك ، فالرجل منذ اسابيع عدة وسُمعته تتعرض للاذلال، ومذكرات القضاء تحاصره من كل مكان وهو صامت ، لكنه في لحظة ما اعتقد ان العراقيين سيهبون واقفين على اقدامهم متخذين قرارا تاريخيا بعدم مغادرة شاشات التلفزيون الا بعد ان يسمعوا خطابه التاريخي، واتمنى الا يفهمني البعض خطأ ويتصور انني ضد حق الهاشمي بالتصريح ، ولكني استغرب ان يبقى صامتا كل هذه المدة  في الوقت الذي يواجه فيه اكبر انتكاسة له في حياته. ترى ما الذي سيقوله الهاشمي، هل سيخبرنا بأنه كان جزءا من احزاب تصدرت المشهد السياسي وخطفت من العراقيين حلمهم بالتغيير وبمستقبل زاهر ، هل سيقول لنا انه ومعه قادة سياسيين مارسوا أقسى أنواع الإهانة لثلاثين مليون عراقي حين اصروا على حكومة توافقات سياسية بديلا عن حكومة كفاءات، هل سيخبرنا بأنه شريك في حكومة تضحك على الناس بشعارات مضللة. هل سيخبرنا بانه مثل معظم ساستنا يعاني من مرض الانفصال عن الواقع ، ويعتبر وجوده في المنصب تكليفا سماويا على العراقيين جميعا ان يؤمنوا به ، وانه مثل الجميع لا يعترف بالفشل ولا يعتذر عن الخطأ .ودعوني اسأل سؤالا بريئا، ترى ماذا سيخسر الناس لو لم يسمعوا بيان الهاشمي ؟ وقبل أن يسارع البعض لاتهامي بالوقوف ضد طموح الرجل بإلقاء خطابه التاريخي ، دعوني اسأل : أيهما أفضل للناس، أن ينشغل قادة البلاد بملفات الخدمات والبطالة والإسكان والصحة أم بانتظار خطاب الهاشمي الذي سيحفز المالكي حتما لصياغة بيان ثوري اخر للرد عليه ، وهل الأفضل أن نسأل عن كيفية إدارة البلاد في هذه الأوقات العصيبة ؟ وما هو المفيد للناس، أن نطالبهم بأن يبقوا متسمرين امام شاشات التلفزيون في انتظار خطب الهاشمي والمالكي أم نطالب بفتح تحقيق في من نهب الأموال ومن زور وافسد، ومن قتل وشرد الأبرياء.والاهم بعد ان نسمع خطاب الهاشمي هل نعتبر ما جرى كوميديا أو تراجيديا؟ طبعا الامر في النهاية متروك للسياسيين، أما نحن المساكين فليس امامنا سوى خيارين لا ثالث لهما، أن نضحك أو نبكي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram