اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > إصرارهن على التفوق برغم الفاقة والعوز

إصرارهن على التفوق برغم الفاقة والعوز

نشر في: 20 فبراير, 2012: 07:31 م

 بغداد/ كريمة الربيعي.. عدسة/ محمود رؤوف منذ عقود والبلاد تمر بمراحل صعبة جداً منها الحروب المتتالية والحصار الاقتصادي وبعدها الاحتلال الذي خلف وراءه كوارث لا تعد ولا تحصى، متمثلة بترهل الحالة الاقتصادية والاجتماعية والوضع الأمني والسياسي الذي حصد الآلاف من الشعب، ما سبب خللا في الوضع الاجتماعي والاقتصادي بجميع مرافق الحياة،
وأهم مرفق هو التربية والتعليم الذي اخذ منحى خطيراً، متمثلا بسوء التدريس وضعف الهيئة التدريسية والفساد الإداري والمالي مما تسبب بالوضع الكارثي للطالب الذي يعاني الأمرين بين سلطة الأهل والمدرسة وتمرد الطالب الذي يعيش سطوة غيّرت كل أحلامه وأمنياته التي تجاوزت حدا لا تحمد عقباه، لنذهب معاً ونرى واقع الفتيات في خضم هذه الأحداث المثيرة والشائكة، وقد أخذنا بعض القصص من مدارس ثانوية للبنات.جريدة المدى كانت لها جولة مع بعض المدارس لتكشف عن حالات كثيرة من الأوضاع التي تعيشها هؤلاء الفتيات في إحدى المدارس ببغداد، شدنا العزم إلى التعرف على أحوال وأوضاع الطالبات.. تعيش على الكفافبسبب الفقر والعوزوفاء جميل فتاة بعمر الورد تبلغ من العمر ستة عشر عاما  تعيش مع أسرتها المكونة من خمسة أفراد، والدها متوفى، تسكن في غرفة بائسة بمنطقة شعبية، رثة الثياب تعيش هي وأخواتها على الكفاف من احد المقربين، ولكن بعد كل هذه المعاناة، استطاعت أن  توفق في دروسها بهذا الجو المليء بالمشاكل بسبب العوز والفقر اللذين تواجههما عائلتها، أما والدتها فتعمل في احد البيوت في سبيل سد رمق بناتها الخمسة ومن اجل إعالتهن وما يحتجن من أمور وأشياء أخرى في الدراسة، رغم هذه الحالة التي تعيشها لم تبالِ وفاء بل صارعت الحياة بكل معانيها متفوقة علمياً في الدراسة لكي تستمر في مشوارها، والتي شاءت الأقدار أن تمر عبر حياتها غير المستقرة لتكمل مراحل الدراسة بكل شموخ وعزيمة وهي تقول لدي هدف يجب أن أكمله مهما تكن الظروف المأساوية التي نعيشها فانه لم يتغير من الأمر شيء،  بل ذلك يمنحني القوة والسعادة لأننا تعودنا على هذه الحياة، منذ وفاة والدي واجهنا أمورا كثيرة وصعبة وقد أكملت المسيرة الطويلة التي قادتني إلى عالم غريب لا يرحم .  مواصلتها الدراسةرغم الدمار التي تعيشه أما الطالبة حياة احمد فهي في الصف الخامس العلمي تعيش مع إخوتها الصغار، فكان وضعها مأساوياً جدا إذ توفي والداها بسبب الفقر والعوز والمرض تقول حياة "أعيش أنا وإخوتي الصغار في خربة أكل الدهر عليها وشرب وبعد هذه المعاناة احتضننا عمي وكنت أنا الكبيرة بالعائلة دائما اندب حظي لأننا ولدنا من اجل البؤس والقهر والفقر رغم كل هذه الأحداث فإنني متواصلة بالدراسة حتى بيت عمي وأولادهم يحاولون أن يستفزونا لكنني أقاوم بعض الشيء، فاجلس في منتصف الليل وابكي لحال إخوتي وهذه مسؤولية تركها لي والداي بعد أن رحلا من هذه الدنيا التعيسة وأنا الآن أكمل هذه التعاسة حتى لو كان لدي دروس لم احضرها ، أتناساها تماما حتى الهيئة التدريسية لم تقدر وضعي المزري، فهناك حكم شديد وألفاظ نابية من قبل المدرسات أحاول أن أتحمل بعض الشيء ليست لدي القدرة على مواصلتي الدراسة بهذه الظروف التي لعنتني أنا وإخوتي .   تريد أن تجعل من حياتها أنموذجاً خاصاًالطالبة نور كمال تبلغ من العمر خمسة عشر عاما، فهي تعاني من مرض الصرع بسبب سوء الحالة الاجتماعية والاقتصادية ومشاكل عائلية كل هذا سبّب لها انهيار عصبي والصرع، فهي عند حدث نوبات الصرع في المدرسة تخجل  من صديقاتها ولم تواجه احد تتابع دروسها عندما تكون بحال جيد مهما كانت محنتها وسطوة المرض عليها، تريد أن تجعل من حياتها أنموذجاً خاصا مهما كانت الظروف وأحيانا تشعر بالحزن واليأس لديها أفق بعيدة المدى تبادر أحيانا لتحضير دروسها اليومية لعل وعسى أن تنسى الألم التي خاضت معه معركة خاسرة، تحاول أن تبدأ بمشوار جديد وحياة جديدة، تقول نور أنا قادرة على قهر المرض لكنه يأتني بمواقف قد تخجلني مع صديقاتي، فهذا الأمر يجعلني أغادر هذه الحياة التعيسة التي سببت لي كارثة لأنني فتاة.  تتحمل المسؤولية رغم صغر سنهاصفا نوري فتاة عاشت ظروفا صعبة جدا وهي في الصف الرابع الإعدادي تسكن مع والدها الضرير وإخوتها الأربعة، توفيت والدتها وهي في سن الثامنة سيطرت عليها الظروف المأساوية التي يعاني منها المجتمع من شظف العيش ومتطلبات الحياة التي تلجأ أحيانا الى خالتها التي قامت بتربيتها وكل ما تحتاجه، فهي الأم لإخوانها،  تجعل من نفسها كبيرة جدا وعمرها لا يزال صغيرا على تحمل هكذا مسؤولية، تقول صفا :استيقظ  الفجر  لأجهز أخوتي للذهاب إلى المدرسة، الزمن الذي ترك لي أبا ضريرا وإخوة صغارا،  إنني أواجه صعوبات جمة في حياتي اليومية رغم أمور البيت ودروسي وإخوتي وأحيانا، تسعى خالتها لكل ما تطلبه من أمور تخصها لكنها تبقى في وقت متأخر، لكي تكمل دروسها اليومية لتستعد  ليوم آخر لإخوتها، وهذه معاناة صفا وهي تقاوم وتكابد الظروف التي تتحكم بها في سبيل الوصول إلى عالم تحلم به. تعيش في أحضان جدها حنين احمد في الصف الخامس الأدبي، فهي الأخرى قصتها تختلف عن الأخريات.. تعيش حياة م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram