علاء حسن أسلوب الحكومة في التعامل مع المعتقلين ممن وصفتهم بأنهم من بقايا حزب البعث المنحل قدم لهم فرصة العودة لنشاطهم وتنظيماتهم ، وهذا الرأي سمعته من ضابط برتبة عميد ركن من منتسبي الجيش السابق ، زرته مؤخرا بعد إطلاق سراحه ، فقال بالحرف الواحد إن الحكومة وبحملة الاعتقالات الواسعة منذ الشهر العاشر من العام الماضي ، وفرت خدمة مجانية للبعثيين او المتعاطفين معهم للعودة إلى نشاطهم وتنظيماتهم ،
وعزا أسباب ذلك إلى أن ظروف الاعتقال وحدها كافية لتكفر بكل شيء ولحين إثبات البراءة تحتاج إلى قوة عنترة بن شداد وصبر أيوب فإجراءات الإحالة لقاضي التحقيق تسير ببطء ، فيظل المعتقل متورطا كان أم بريئا ، يعالج أيام الانتظار بالأساليب المتاحة ، بالصلاة أو قراءة القرآن ، أما الآخرون ومنهم من له صلة سابقة بالحزب المنحل وانقطع عنه فأخذ يحفظ أرقام هواتف جماعته المقيمين في داخل أو خارج العراق ، على أمل الاتصال بهم بعد إطلاق سراحه .إجراءات إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من المشاركة في تنفيذ انقلاب عسكري تضمنت الحصول على تعهدات خطية بالابتعاد عن أي نشاط سياسي محظور، وبحسب جاري الضابط السابق فإن التعهد ليس كافيا في منع البعض من اتخاذ موقف يخدم أطرافا اعتادت الحكومة على اتهامها بأنها معادية للعملية السياسية ، يقصد حزب البعث المحظور.في قانون العفو السابق في العام 2008 تم إطلاق سراح الكثير من المعتقلين ومنهم عناصر في فصائل وجماعات مسلحة متورطة في ارتكاب جرائم إرهابية ، وهؤلاء وقعوا أيضا على تعهدات خطية ولكنهم عادوا لنشاطهم فاعتقلوا مرة ثانية ، وصدرت بحقهم أحكام بالسجن لإدانتهم بتنفيذ عمليات طالت مواطنين أبرياء . تقديم الحكومة خدمة مجانية للبعثيين هو مجرد رأي شخص مازال يعيش معاناة الاعتقال ، وربما بعد أيام قليلة وبعد استعادة حياته الطبيعية وحقوقه المدنية ان وجدت سيغير رأيه ، علما انه طرحه بسرية تامة على قاعدة "المجالس أمانات " لأنه لا يريد الترويج لمثل هكذا أمور وهو الآن يردد مع نفسه أغنية كاظم الساهر " التكرصة الحية بيده يخاف من جر الحبل ". أو حتى من رؤية الحبل ، ولاسيما انه مقتنع قبل جيرانه بأن التهمة الموجهة له وجرجرته في ليلة سودة هي صفته العسكرية السابقة ، ولم تشفع له صلاته في حسينية حي الجهاد ، وطبخ الهريسة في عاشوراء ، وتنديده المستمر بسياسة النظام السابق وممارساته القمعية ضد أبناء شعبه. عندما وصل الضابط السابق إلى داره في ليلة إطلاق سراحه أطلقت نساء الجيران الهلاهل ، وطشن الجكليت على رأسه ، لأنه معروف من قبل الجميع بأنه ابعد ما يكون عن المشاركة في مخطط لتنفيذ انقلاب عسكري يطيح بالنظام السياسي ، واحتراما لأمانة المجالس ، وللوقوف ضد محاولات البعض للعودة إلى نشاطهم التنظيمي في الحزب المحظور، يكفي التعامل مع المعتقلين ، وفق معايير حقوق الإنسان ، وانجاز ملفاتهم القضائية بأسرع وقت ممكن ، لكي تحبط الحكومة وأجهزتها الأمنية إلى الأبد الأقاويل بتقديم خدمة مجانية لعناصر الحزب المحظور .
نص ردن :خدمة حكومية للبعثيين
نشر في: 20 فبراير, 2012: 08:27 م