البصرة / ريسان الفهد البيئة في البصرة واحدة من المشاكل التي تعانيها المحافظة منذ عدة عقود من الزمن، يرجع تاريخها إلى ثمانينات القرن، إذ أفرزت الحروب الثلاث التي خاضها النظام المباد، وما تلاها من عمليات تجفيف الأهوار، فضلا عن غوارق السفن في شط العرب، العديد من الأزمات البيئية، ليأتي النفط كعامل أشد تأثيراً على بيئة البصرة.
وبحسب رئيس مجلس المحافظة، فأن عمليات استخراج وتصدير النفط الخام في البصرة تسببت بمخاطر كبيرة على البيئة.وقال رئيس المجلس صباح حسن البزوني في حديثه لـ"المدى": إن مجلس المحافظة "سيطالب بزيادة حصة البصرة من مشروع البترودولار من دولار واحد عن كل برميل نفط إلى 3 دولارات".وبين أن "تخصيصات البترودولار لا تكفي للنهوض بالبصرة لأنها تواجه مشاكل كبيرة، منها التلوث البيئي الناجم عن عمليات إنتاج وتصدير النفط، وسيطرة وزارة النفط على أراض شاسعة في المحافظة"، على حد قوله.وأكد البزوني أنه في حال "حصلت الموافقة على تخصيص ثلاثة دولارات عن كل برميل نفط، وتطبيق اللا مركزية الإدارية عبر منح المحافظة صلاحيات واسعة، سيسهم ذلك بحل الكثير من المشاكل التي تعانيها البصرة وخاصة البيئية".من جانبه، قال مدير عام مركز علوم البحار في جامعة البصرة مالك حسن لـ"المدى"، "إن البيئة البحرية في العراق تعاني تلوثا كبيرا لأسباب عدة، منها تآكل السواحل وكثرة الغوارق وارتفاع نسبة الملوثات".وأشار إلى أن عمليات تصدير النفط العراقي أدت إلى تلوث القاع البحري وانحسارالنباتات المائية فيه، "فانخفض بالنتيجة المخزون السمكي في شط العرب وشمال الخليج العربي بشكل كبير".وكان رئيس قسم الأسماك في كلية الزراعة، ساجد سعد حسن، قد أكد أن "التلوث البيئي بسبب النفط في شط العرب وأهوار البصرة تسبب باختفاء بعض أنواع الأسماك من بيئة الأهوار وحلول أنواع أخرى دخيلة محلها ما أدى إلى اختلال التنوع الإحيائي في المنطقة".من جانبها، أكدت مدير بيئة البصرة خيرية عبود ياسين إن "العراق بحاجة إلى الدعم العلمي وتبادل الخبرات مع المنظمات البيئية الإقليمية والدولية ليتمكن من توفير قاعدة بيانات حول بيئته البحرية".وبينت في حديثها لـ"المدى" أن مديرية بيئة البصرة تستعد لإعداد تقرير علمي شامل حول البيئة البحرية والساحلية العراقية، وسوف تتعاقد قريباً مع خبراء من مركز علوم البحار في جامعة البصرة ومن المحتمل أن تستعين بخبراء أجانب لإعداد التقرير.وكان باحثون في جامعة البصرة قد أشاروا في مؤتمرات علمية إلى أن شط العرب تحتوي مياهه على مواد سامة شديدة الخطورة منها الكادميوم والزرنيخ والرصاص والزئبق.وقال الباحث في مديرية بيئة البصرة خاجاك وارتانيان المختص في التلوث الإشعاعي في دراسة أعدها عن حجم التلوث البيئي جراء الحروب في المحافظة: أن "مجموع المواقع الملوثة باليورانيوم في البصرة تبلغ 25 موقعا، منها تسعة مواقع تلوثت خلال حرب عام 1991 والأخرى تعرضت للتلوث أثناء حرب احتلال العراق من شهر أيار عام 2003 ولغاية شهر تشرين الثاني عام 2005.وأوضح وارتانيان في حديثه لـ"المدى" أن "القطعات العسكرية والأهداف المدنية في البصرة تعرضت على حد سواء إلى مختلف أنواع الأسلحة والأعتدة والقنابل التقليدية والمحرمة ومنظومات صواريخ الأكثر تطورا في العالم بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب".وكشف أنه "بعد مرور عدة سنوات على الحرب الأخيرة بدأت تتكشف حقائق مرعبة تتمثل بآثار شديدة الخطورة على البيئة والكائنات الحية في العراق نتيجة استعمال الأسلحة الإشعاعية لا سيما مقذوفات اليورانيوم المنضب".وتابع وارتانيان بالقول: إن "أكثر المناطق تعرضا للتلوث الإشعاعي في البصرة هي حدودها الغربية، كما هو مبين في الخارطة الصادر من البنتاغون الأميركي، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن عدد الأهداف المدرعة المدمرة للجيش العراقي في العام 1991 هو3700 هدف وأن 1400 منها تم تدميرها بقذائف اليورانيوم المنضب".
البصرة تطالب بتعويضها عن تلويث النفط لأراضيها وبيئتها

نشر في: 20 فبراير, 2012: 08:32 م