اعتقال سلام عادل كان انقلابيو شباط 1963 الدمويون ، يمنون النفس منذ اللحظات الاولى لانقلابهم الاسود بالقاء القبض على زعيم الحزب الشيوعي العراقي حسين احمد الرضي (سلام عادل) ، وكانوا يعتقدون انه يقود المقاومة المسلحة ضد الانقلاب في عدد من مناطق بغداد ، وقد تمكنوا من القاء القبض على اعداد كبيرة من اعضاء القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية منذ اليوم الاول للانقلاب، وحدثت من المذابح والفظائع ما يندى له جبين الانسانية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1963 ، تمكنت قطعان الحرس اللاقومي ، وبالتعاون مع احد الادلاء من الوصول الى الوكر الحزبي الذي لجأ اليه سلام عادل ، واعتقاله في مشهد بوليسي رهيب ، واقتياده الى احد مقرات التحقيق والتعذيب ، وقد تعرض الى شتى صنوف التعذيب حتى اسلم الروح وهو بين جلاديه ، ولا صحة لما قالته السلطة حول محاكمته واعدامه ، وهذا ما اكده رفاقه من المعتقلين ، وعدد من جلاديه من البعثيين الذين كتبوا مذكراتهم في ما بعد . تولى حسين احمد الرضي زعامة الحزب الشيوعي في منتصف الخمسينيات ، وتمكن بقابلاياته القيادية من توحيد الفصائل الشيوعية المنشقة واعادتها الى الحزب ، واصبح الحزب على عهده قوة سياسية واجتماعية كبيرة لم تصلها باقي الحركات والتيارات، فانضم الى جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 ، واتصل بحركة الضباط الاحرار التي قامت بثورة 14 تموز 1958 ، واسس هيئات الدفاع عن الثورة ومنجزاتها واعتبرها خطوة كبيرة نحو تحقيق اهداف الشعب ، واعيد بعد الثورة انتخابه زعيما للحزب على الرغم من ان السلطة لم تمنح حزبه اجازة العمل العلني اسوة بالاحزاب الاخرى ، وهو من القادة التاريخيين للحركة الشيوعية في العراق وابرز الاسماء اللامعة في مسيرتها النضالية ، وقد بقي على المثل الثورية والنضالية الى النهاية .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 فبراير, 2012: 08:47 م