TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: المعارضة ومعادلة العمل السياسي

كردستانيات: المعارضة ومعادلة العمل السياسي

نشر في: 20 فبراير, 2012: 09:37 م

 وديع غزوان في ضوء اختلال معادلة التعامل السياسي وميلها الحاد للراكضين وراء المناصب والامتيازات ، فلن تكون المرة الأخيرة التي يجري فيها الالتفاف على بعض القرارات لصالح الطبقات الجديدة من برلمانيين أو مسؤولين حكوميين . وسنظل نسمع عن مشاريع تثير العجب والاستغراب ومنها ما اعلنه مصدر مطلع في مجلس الوزراء عن وجود مقترح بتعديل سلم رواتب الدرجات الخاصة لزيادتها بنسبة 30% بعد ان تم تخفيضها العام الماضي بنسبة 40% .
 المقترحون والمنتظرون لابد انهم قد اجتهدوا لإيجاد أغطية قانونية لتمرير مثل تلك الافكار والمقترحات وتبرير طرحها، ومنها ما ذكره احد اعضاء لجنة النزاهة البرلمانية قائلا "إن الغرض منه ـ اي المقترح ـ إيجاد حل للتفاوت بين هذه الدرجات "بل انه اشار الى ان مديراً عاماً في مجلس النواب يتقاضى راتباً يفوق ما يتقاضاه وكيل الوزارة !  . بالمقابل استغرب نائب من دولة القانون حديث الشبلي عاداً انه  "من الطبيعي ان يأخذ موظفو الدرجات الخاصة في البرلمان رواتب اعلى من غيرهم في وزارات الدولة نظراً لوجود مخصصات تشملهم " . ورغم اننا لا نستغرب مثل تلك السلوكيات في ظل اوضاع صارت فيها الشعارات والتصريحات المخادعة بصوت عال  "والتمسح الكاذب بالدين " من  سمات العملية السياسية المشوهة ، فاننا كنا نتمنى ان يكون للتيار الديمقراطي عيون ثاقبة ترصد مثل هذه الممارسات وتحللها بشفافية امام المواطنين  لترفع  صوتها عالياً الى جانب المقهورين والمسحوقين من ابناء شعبنا ، في محاولة لاعادة الاعتبار لقيم العمل السياسي التي شوهها الطارئون عليها . لا ننكر ما يعانيه هذا التيار من مشاكل في مقدمتها ضعف ذات اليد وقصور الامكانات المادية التي تتيح له فرصاً مناسبة لايصال صوته ، اضافة الى عدم وجود معارضة برلمانية وطنية حقيقية يمكن ان  يتحالف معها يستند اليها على الاقل لطرح رأيه في مجلس النواب وهو المنبر الذي يفترض ان يكون معبراً عن ما يريده المواطنون. الاوضاع في كردستان تختلف نسبياً عنها في بغداد ، فهناك على سبيل المثال وليس المقارنة ، معارضة في البرلمان الكردستاني، لابد وان تدفع بهذا الشكل او ذاك حزبي الاغلبية الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين ومعهما الحكومة الى التمعن والدقة المتناهيتين عند اتخاذ اي قرار او تقديم اي مقترح . ومع ان مفهوم المعارضة ما زال غير ناضج لدينا كما ان دورها ، ما زال غير واضح عند الكثير منا ، لكنه بالتأكيد لا يعني التصيد بالماء العكر والوقوف بالضد من اي قرار يتخذه الطرف الآخر ، بل ممارسة دور رقابي اكثر من غيرهم وممارسة النقد وتبادل وجهات النظر بعيداً عن التشهير لتقويم العملية السياسية وتصحيح ما قد يطرأ عليها من اخطاء . ومع تقديرنا للدور الكبير الذي تبذله القيادة الكردستانية لاقناع احزاب المعارضة للمشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة  وتفهمنا لدوافعه النبيلة ، الا اننا نعتقد ان وجود صوت معارض في البرلمان افضل لبناء وتطوير التجربة الكردستانية . صحيح ان ذلك قد يخلق أحيانا أجواء متوترة وتصعيداً في المواقف ، الا ان اشاعة اجواء الثقة المبنية على حس وطني يتمثل بالحرص على التجربة الكردستانية ، كفيل بتذليل الصعوبات والانطلاق الى ترسيخ القيم الديمقراطية في المجتمع . نعتقد ان للمعارضة دورا مهما وكبيرا اذا ما احسنت دورها وهذا ما نفتقده في بغداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram