إحسان شمران الياسري في الندوة التي أقامتها مؤسسة المدى يوم السبت 18/2/2012 عن أحوال المرأة العراقية تحت عنوان (من أجل ألا يكون مستقبلها كحاضرها)، كان التركيز حول دور مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع الأخرى في دعم قضية المرأة وتوفير سبل مساهمتها في بناء المجتمع باعتبارها نصف المجتمع.. ولم يغفل المتحدثون صغيرة أو كبيرة إلا وتعرضوا لها، غير أنهم لم يركّزوا على دور المرأة ذاتها باعتبارها صاحبة القضية الأولى..
وهذا الدور لا يتحقق بإسناد حقائب وزارية للنساء، ولا بتفاهمات بين السياسيين والمنظمات النسوية.. فكل هذا مفيد، وقد يؤدي إلى زيادة المناصب للنساء. وقد يُسند لها منصب نائب رئيس الجمهورية أو رئاسة الجمهورية.. ولكن مالا يمكن أن يُسند لها، ولا يمكن التفاهم بشأنه، هو دور المرأة في الأسرة، في البيت، في المطبخ.. إننا نزعم، ونظل نزعم بدعم المرأة وقضيتها، ولكن رؤوسنا تشتعل شيبا عندما تقتحم علينا المرأة (زوجاتنا، أو بناتنا، أو أمهاتنا) (خلوتنا) في اتخاذ القرارات وفي إدارة شؤون الأسرة وفي إدارة شؤون المنزل.. وللأسف تكون المرأة سلبية، فتسلم وتقول ببساطه (بكيفك)، ونعتبر هذا (قمة الانسجام الأسري)، ومنتهى الوفاء والإخلاص من الزوجة، وقمة الطاعة والولاء من بناتنا.. ومنتهى الحنان من (الوالدة)..وكما قيل في الندوة، فإن من يريد إزالة جبل، عليه إن يحفر أنفاقاً صغيرة في أسفله يضع فيها (لفائف) الديناميت.. أما من يستخدم الآلات لتعمل من فوق الجبل، فلن يفلح..إن المسؤولية الأولى والأخيرة على المرأة من داخلها ومن داخل أسرتها.. وهي التي تستطيع انتزاع حقها داخل المربع الصغير (البيت) تم تعيد (ترويض) الرجل للتأثير في سلوكه ليس في داخل بيتها بل في عمله ومع رؤسائه ومرؤوسيه من النساء..ومن أجل هذا، علينا التركيز على هذا الدور لأننا نخسر الوقت العزيز ونحن ندور حول المشكلة دون أن ندخل فيها.وللحديث بقية.
على هامش الصراحة: عن المرأة وقصة الجبل..(1)
نشر في: 20 فبراير, 2012: 09:41 م