اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حي البساتين.. وحوش وعمليات سطو شبه يومية!

حي البساتين.. وحوش وعمليات سطو شبه يومية!

نشر في: 21 فبراير, 2012: 07:41 م

 بغداد/ وائل نعمة.. عدسة/ محمود رؤوفلم تنل فكرتي النصاب القانوني اللازم لدعمها، ولم أحظ بالإجماع المطلوب، تردد معظم العاملين معي في مغامرة غير محسوبة نتائجها، بينما كنت أراها ضرورية لكشف ما يحدث هناك.. أول ردة فعل جاءت من احد الأصدقاء خارج العمل بعدما سمع برغبتي في الذهاب الى حي البساتين "ألم تسمع بقصة الوحش؟!"
 ترددت في الآونة الأخيرة قصة غريبة عن إصابة امرأة بجروح إثر هجوم مخلوق غريب عليها في الحي نفسه في كانون الأول الماضي، وتحدثت الأنباء حينها بأن المصابة نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضها لهجوم من كائن طويل القائمة، مليء الشعر، حجمه أكبر من حجم الكلب! ثم اختفت مصادر القصة بعد أيام ولم نر المرأة وهي تكشف تفاصيل الرواية على الفضائيات، أو أحد شهود العيان يسحبون المصورين إلى مكان الحادث، الأمر مجهول تماما وللحكاية سيناريو آخر تدور أحداثه بشكل أكثر واقعية لا يمكن التشكيك فيه ! سعينا للذهاب إلى منطقة التجاوز أو ما تسمى بـ"الحواسم " المجاورة لحي البساتين، لم تكن مختلفة عن باقي العشوائيات: منازل مشيدة من طين، وسقوفها من السعف وفي أحسن الأحوال "جينكو" ، أطفالهم عراة حفاة رغم البرد، يتسلون مع حيوانات تقف نصفها في الخارج ونصفها الآخر في داخل البيت، ومخلفاتها تملأ المكان برائحة نتنة! إلا أن اللافت في الأمر وجود بعض السيارات الفارهة جدا جدا والتي أسعارها تساوي سعر منزل صغير! لماذا منطقة الحواسم؟ ربما بدأنا القصة بالمقلوب ... عذراً تبدو الكثير من الأحداث في العراق تجري على عكس ما نتخيلها، فرواية الوحش المجهول، لم تلق صدى لدى سكان حي البساتين إذا ما خذنا بالاعتبار وجود خطر حقيقي يتهدد المنطقة ويجري في شكل شبه يومي وما زال مستمرا حتى لحظة إعداد التحقيق! الخوف المبرر من بعض مَن رفضوا ذهابي إلى "البساتين" استند الى وجود كائنات مخيفة وأشخاص مسلحين ، والأخيرة أكثر دقة من الأولى ... فالدخول الى تلك المنطقة المواجهة لحي الشعب يتم بصورة اعتيادية ، نقطة تفتيش في رأس "البساتين" يقف عليها شابان؛ احدهم يحمل جهاز السونار وينشغل مع زميله بالحديث ونادرا ما يلتفت إلى الداخلين، وكنا خشينا أن يرى احدهم "كاميرا التصوير" لأننا لم نكن نملك تخويلا من عمليات بغداد، كما جرت العادة في منع وسائل الإعلام من تغطية أحداث الشارع، ولكننا لو مررنا صاروخا في ذلك اليوم لكان مر بسلام لأنهما لم يلتفتا إلينا! الحي من الداخل نظيف إلى حد كبير ومنازله فخمة ويبدو أن معظم الساكنين من طبقات متعلمة ومتوسطة وفوق المتوسطة لذلك رفضوا فكرة الحديث عن وحش البساتين، وأكد بعضهم أنها "خرافة " حيكت من قبل سكان "التجاوز " للتغطية على عمليات سطو مسلح وسرقات منازل تحدث في وضح النهار. لمست الخوف في عيون من سألتهم عن بيوت تعرضت للسطو في تضليلنا عن إيجادها خشية انتقام السارقين، شاب صغير لا يتجاوز عمره السابعة عشرة عاما يعمل في متجر لبيع المواد الغذائية يقول بعدما سألته بصورة عفوية عن أحوال المنطقة: "يوميا نسمع عن سطو مسلحين لأحد المنازل ...إنهم يعرفون بالتحديد ما يملك صاحب الدار" ، ويضيف "احد المسلحين طلب من صاحب بيت عند الباب الرئيسي في الشارع المقابل لنا تسلميه الـ 70 دفتراً التي يملكها (يقصد الدولارات طبعا!!) " ، ويعتقد الشاب ان المسلحين "يعرفون من يمتلك الأموال بالتحديد ...إنهم يتجهون بشكل منظم إلى المنازل واحدا تلو الآخر". ويرفض صاحب المتجر إرشادنا الى المنازل ،لأنه يخاف أن تكون العملية الأخرى من نصيبه .شعرنا ونحن نسأل السكان بأنهم يعرفون المسلحين، وإلا لماذا يخشون الحديث عن تفاصيل الجرائم، وإعطاءنا معلومات أكثر مما يدلون بها؟.... عند أحد أركان المنطقة يقع منزل كبير بطابقين؛ مليء بالشبابيك الحديدية وأبواب مغلقة بشكل محكم ، لم يلفت انتباهنا المنزل  حتى أشار احد كبار السن الجالسين في الشمس على كرسي بلاستيكي امام باب داره إليه، وقال "انظروا لهذا البيت تعرض إلى ثلاث عمليات سطو ولكنهم لم ينجحوا بالدخول"! لم يكن يفصلنا عن المنزل سوى 20 مترا، طرقنا الباب رغم تحذيرات الأهالي بأنهم لن يتحدثوا عن عمليات السطو، وفعلا لم نتلق أي إجابة بعد أن فتح الباب الحديدي وخرجت فتاة رفضت الإدلاء بأي معلومة. يؤكد الرجل العجوز "حدثت مواجهة لأكثر من مرة بين أصحاب البيت ومسلحين أرادوا السطو على المنزل، وأحد المهاجمين كان عسكريا  لكنهم فروا بعد كثافة النيران ...إنهم عززوا الدار بالفولاذ على كل الشبابيك والأبواب خوفا من هجوم قادم".وماذا عن الشرطة؟ يضيف الرجل المسن "الشرطة تأتي في النهاية مثل الأفلام العربية ... والدوريات الليلية تختفي بعد ساعة، ونخشى على الشباب من حراسة المنطقة خوفا من قتلهم"، ويتابع "الليل هنا حالك السواد، والكهرباء مقطوعة والأعمدة بلا إنارة ... نحن نعيش فيلم رعب".أثناء حديثنا جاءنا رجل متوسط العمر يضع "شماغا" يلفه على رقبته طلب أن يتحدث لنا عن عملية سطو تعرض لها، وقال "أعيش في المنطقة منذ عام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram