 بغداد/ وائل نعمة  ليلة "خسوف القمر".. انتظر المسلحون تلك الليلة المعتمة السواد التي حدثت في العراق قبل أشهر ليهجموا على دار في حي البساتين. لم يكن الوقت متأخرا، إنها التاسعة مساءً فقط! الرجل الضخم أو كما يدعوه الأهالي بـ"الجرافة" حطّم الأبواب بجسده القوي وهجم زملاؤه الملثمون بأسلحتهم الحديثة على أصحاب البيت، وعلى طريقة الأفلام الأميركية احتجزوا الرهائن في مكان واحد ونثروا الملابس
 وأفرغوا الدولايب بحثا عن المال والذهب، صاح الرجل -صاحب الدار- وهو يحتضن بناته المرتعشات "أنا متقاعد ولا املك غير مرتبي المتواضع"، سرقوا الحلق من آذان البنات وبعض "النقود الخردة" وفروا إلى دور "الحواسم " الملاصقة لمنطقة البساتين الرسمية.يشير الأهالي إلى أن عمليات السطو تجري بشكل مستمر، وبحسب إحصائيات رسمية مأخوذة من شرطة منطقة الشعب ومسؤولين محليين تم الهجوم على 12 منزلا خلال شهرين فقط، بينما السكان يتحدثون عن عمليات أكثر، ولكن يُجرى التكتم عليها خوفا من عمليات انتقامية تزحف عليهم من منطقة "التجاوز" وهم يشددون على أنهم يتعرضون للتهديد بشكل يومي من بعض العناصر في حالة إبلاغ الشرطة. بينما يرفض سكان "الحواسم" إلصاق التهم بهم مؤكدين "إنها منطقة واسعة وفيها بعض المجرمين، لكن الغالبية فقراء معدمون"، ويصف سموأل حيدر مدير المجلس المحلي للبساتين حالة السكان بالفزع، ويضيف "الأهالي يحملون السلاح لحمايتهم.. نصحناهم بالحماية الشخصية واستخدام الكاميرات والكلاب البوليسية لان الشرطة لا تزور موقع الجريمة إلا بعد أيام"! ويبرر حافظ العقابي مختار المنطقة الحماية الشخصية قائلا "يحق لأي شخص أن يحمل السلاح.. منطقة التجاوز كبيرة ومفتوحة ولا يمكن السيطرة عليهم".  التفاصيل ص13