TOP

جريدة المدى > سينما > الفيلم الوثائقي أبكليبس..الحرب العالمية الثانية، عندما صوّر الجنود مأساتهم

الفيلم الوثائقي أبكليبس..الحرب العالمية الثانية، عندما صوّر الجنود مأساتهم

نشر في: 22 فبراير, 2012: 07:15 م

كاظم مرشد السلّوم كمٌ هائل من الأشرطة السينمائية صوره الجنود الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية وفي مختلف الجبهات، وقد جمعت هذه الأشرطة الـ(بي بي سي) طوال سني الحرب الطويلة التي امتدت على ثلثي مساحة الكرة الأرضية، وكلفت ISABELLE CLARKE بصنع فيلم يتحدث عن الحرب العالمية الثانية، وقد جاء الفيلم بستة أجزاء تحت عناوين، العدوان، الهزيمة الساحقة، الصدمة، العالم يشتعل، الانزالات الكبيرة، الجحيم.
كل هذا الكم الهائل من الأشرطة صوره جنود اشتركوا بالمعركة وقتل الكثير منهم،حيث كلفوا بتوثيق يومياتالحرب بتفاصيلها؛ وهي سرد وثائقي يستعرض الحروب والمعارك التي جرت في الحرب العالمية الثانية وشخوص وأبطال هذه المعارك، بدءاً من بدايتها والأسباب التي كانت وراءها، لاسيما أطماع هتلر باحتلال كل الدول المحيطة بألمانيا ومن ثم تنامي هذا الطموح لإخضاع العالم كله إلى ألمانيا، وانتهاءً بالهزيمة الكبيرة التي تعرض لها الجيش الألماني النازي وسقوط برلين على يد الجيش الأحمر السوفيتي وبمساندة جيوش الحلفاء، بعد صراع وحرب راح ضحيتها أكثر من عشرين مليون شخص من مختلف أنحاء العالم وما صاحب ذلك من تدمير لعشرات المدن والقرى وبشكل كامل في بعض الأحيان. مستعرضا معاناة الجنود والمدنيين من أهوال هذه الحرب.نحاول هنا استعراض البناء الفيلمي من خلال التطرق إلى السرد،التصوير،المونتاج والشخصيات التي تناولها الفيلم.فبسب الكم الهائل من الوثائق الأرشيفية التي أعتمدها الفيلم وهي وثائق صورية، تم تصويرها من قبل جميع الأطراف المشتركة في الحرب، اعتمد الفيلم شكل البناء المونتاجي، والوثائق والأفلام الكثيرة المصورة كمادة للواقع بنيت كفيلم من ستة أجزاء على ضوء المونتاج، لذلك فأن السرد كان موضوعيا جدا، بسبب أن الحرب العالمية الثانية كانت قد انتهت قبل أكثر من ستين عاما، وقد أطلع العالم على حيثيات وأسباب وكذلك نتائج الحرب، وأطلع كذلك على طبيعة الأفكار النازية والفاشية التي كانت سببا لاندلاع الحرب، ولذلك فأن الذاتية قد تكون منعدمة في السرد الفيلمي فلا إدانة لهتلر أو موسوليني ولا تمجيد للاتحاد السوفيتي أو للحلفاء، أن الكاميرا وفي تصويرها للأحداث كانت تصور كل ما يقع أمامها ومن ثم تكون قد اتخذت صفة الحيادية، الفيلم أستعرض كل الأماكن التي جرت فيها الأحداث ولم يكن يعرض مكانا من دون آخر، فالسيناريو أعتمد على سجل الأحداث التاريخي في وضع معادله الصوري، الكاميرا عين كانت سبباً في الشكل السردي للفيلم، فالكاميرا كانت تبدو وكأنها عين أحد الجنود المشاركين في الحرب، إذ كان يتنقل من مكان لآخر، ومن جهة لأخرى طوال مدة الحرب، حيث كانت الكاميرا تبدو وكأنها جزء من واقع المعركة، ومقتربة منه، الأمر الذي وفر متعة في السرد، طبيعة السرد في الفيلم استطاعت وبأسلوب سلس في عملية الانتقال بين الزمان والمكان وتبعا لتسلسل الأحداث، وعلى الرغم من الانتقال في أحيان كثيرة من مكان لآخر، من الجبهة الفرنسية حيث القادة الفرنسيون يتوقعون هجوما ألمانيا، إلى منتجع هتلر وهو يقرر مهاجمة فرنسا من الأراضي البلجيكية، كذلك فإن السرد أخذ على عاتقه تفكيك المكان من خلال طبيعة هذا المكان وعرضه للصعوبات التي تعترض حركة الجيوش وقسوة المعارك الجارية فيه وما لحق بالمدن والقرى والناس الموجودين فيه من دمار، مستعرضا كذلك الطبيعة الجغرافية والاجتماعية للعديد من البلدان التي ربما تختلف في الكثير من العادات والتقاليد والمزايا، لكنه أراد أن يقول إن الحرب لا تعترف بكل هذه الفوارق، وتحقيق الاهداف والخطط الحربية يجعل كل مكان في العالم مكانا مفتوحا للحرب.أما عن التصوير في فيلم أبكليبس فقد أعتمد العديد من الأفلام المصورة في أماكن مختلفة طوال مدة الحرب العالمية الثانية، فالعديد من الكاميرات كانت تراقب الواقع وتسجله بشكل يومي، فكان هناك تصور الجانب الألماني وبشكل مستمر سواء على خطوط الجبهات التي فتحت وأخرى كانت تسجل حياة الناس اليومية وهم يرقبون ما يجري من أحداث وما يمكن ان يترتب من نتائج على اندلاع الحرب، حتى أننا نشاهد في أحد المشاهد الكاميرا وهي تصور فريق عمل الدعاية النازية وهم يصورون محطة قطار ممتلئة بالجيش الألماني استعدادا لنقله إلى إحدى الجبهات، كان المصورون العسكريون شجعانا وحريصين على تصوير كل ما يحدث، الأمر الذي أفاد كثيرا في هذه الفيلم الذي أعتمد البناء المونتاجي في سرده للأحداث، الانتقالات المكانية والزمانية في الفيلم، كان يشار إليها أو توضح من خلال الكتابة على الشاشة، التصوير كان يختلف من حيث الإضاءة والجودة بين كاميرا وأخرى، ولكنه كان عاملا مساعدا على الانتقال المكاني بين جبهة وأخرى أو دولة وأخرى أو بين الأزمنة المختلفة.    الفيلم أعتمد البناء المونتاجي من خلال توظيفه العديد من اللقطات الأرشيفية التي صورت طوال مدى الحرب العالمية الثانية، ومن خلال الفكرة والسيناريو الموضوع الذي تم التقطيع المونتاجي في ضوئه، ولكن هذا البناء ومن خلال خلق التأثير الأكبر على المشاهد أعتمد العديد من اللقطات الطويلة، لاسيما تلك التي تصور حركة الجيوش، والمونتاج كان متوازيا، خصوصا في أثناء تنقله بين الأطراف المتصارعة والداخلة في الحرب وهي أكثر من طرف، ثم يعود ليكون ساردا من خلال عرضه للعديد الطرق وكذلك الإمكانات العسكرية لكل منهم من خل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram