بغداد/ المدىذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، ان مسؤولين من دول خليجية يمارسون ضغوطا على زعماء عشائر في نينوى والأنبار، من اجل توفير الدعم، وزيادة تهريب السلاح للجماعات السورية المسلحة المناهضة لنظام بشار الأسد، الا ان عددا من قادة العشائر العراقية، يرفضون السقوط في مركز صراع دموي مرة أخرى.
وقالت الصحيفة ان كثيرا من العراقيين في المنطقة العشائرية التي تمتد عبر البلدة الحدودية لديهم روابط عائلية، وصلات عشائرية، وتعاطف مع المسلحين المعارضين عبر الحدود مع سوريا، الا ان قادتهم يشعرون بالقلق من ان توسع تجارة السلاح عبر الحدود، في هذه المنطقة، يعيد تنشيط المجموعة المتطرفة التي يقولون انهم لم يسيطروا عليها الا نسبيا، وهي تنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين، ورجال عشائر قولهم ان الاسلحة، والذخيرة تتدفق بالفعل، بكميات صغيرة، من المنطقة التي تسكنها شريحة معينة الى المسلحين السوريين الذين يتم تسليحهم ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وقال مسؤولون وقادة عشائر ان بعض القوى الاقليمية، من بينها السعودية وقطر، تمارس ضغطا عليهم، وتقدم وعودا محفزة بهدف تسريع تدفق الاسلحة الى مناهضي الاسد عبر الحدود المليئة بالثغرات. وقال عبد الرحيم الشمري، رئيس لجنة الامن في محافظة نينوى، التي تضم مدينة الموصل ومنطقة ربيعة على الحدود مع سوريا، ان الاسلحة تعبر الى سوريا. وقال ان دولة العراق الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة، ويعتقد على نحو واسع انها تستقر في نينوى، تحتكر فعليا امر تدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا. وعلقت الصحيفة بالقول ان الفوضى في سوريا تقدم خيارات صعبة للقادة في المناطق العشائرية شمال غرب بغداد، اذ ان الصلات العشائرية والدينية تربطهم ليس بالكثير من المسلحين المناهضين للاسد فقط، بل تربطهم ايضا بالعواصم العربية في عموم مناطق الشرق الاوسط. لكن بعد نحو عقد من الزمان على احتراب دام بالقرب من بيوتهم، يشعر كثير من اولئك الزعماء بالاشمئزاز من ان يكونوا وسط مزيد من الصراع. وتتابع الصحيفة قولها ان السعودية وقطر من بين الدول التي تتصدر تقديم الدعم للجماعات المسلحة المناهضة للاسد، وتتعهد ببذل كل ما في وسعها لتقوية شوكة هذه الجماعات. وقال كثير من الزعماء العشائريين ، انهم يتعرضون لضغوطات مباشرة وغير مباشرة من جانب دول الخليج كي يحذوا حذوها. وقالت الصحيفة ان مسؤولين سعوديين اثنين لم يردا على طلباتها للتعليق على هذه المعلومات. إلا ان مسؤولين خليجيين عربا يشعرون بالقلق من تسليح المعارضة السورية، كما قال مسؤول خليجي، لان ذلك سيؤثر على الاستقرار الاقليمي، وأمن بلدانهم الداخلي نفسه، وذكر المسؤول ان هذه ليست سوريا. ويقول عدد من المسؤولين، ورجال العشائر العراقيين في هذه المنطقة، ان نقل السلاح يوفر فرصة تجارية مربحة على طول الحدود العراقية السورية التي تبلغ تقريبا 360 ميلا. وقال الشمري ان تنظيم دولة العراق الاسلامية، المرتبط بالقاعدة، يستغل ما اسماه بـ خوف العشائر، والفساد المستشري بين القوات التي تحرس الحدود. وقال المسؤول بلجنة الأمن في نينوى ان سوريين اثنين، يعتقد ان لهما صلة بهذا التنظيم، اعتقلا في الشهر الماضي اثناء محاولتهما الدخول الى العراق بنحو غير شرعي، وكانا يحملان كميات كبيرة من الاموال، ولديهما شرائح اتصال عراقية ولبنانية وسعودية كي يتمكنوا من استعمال هواتفهم في اي من هذه البلدان. الشيخ حميدي عجيل الياور، من شيوخ قبيلة شمر، رفض التورط بالدماء وقال يكفينا دماء. لا نريد رؤية مزيد من الدم، واضاف بوصفنا عراقيين، نحن غير مستعدين لمقاتلة اي احد.
دول الخليج تضغط على العشائر لتهريب السلاح إلى سوريا
نشر في: 23 فبراير, 2012: 07:46 م