استقالة وزارة الأيّوبيما أن توفي الملك فيصل الأول عام 1933 ، حتى أخذت الخلافات السياسية تأخذ بعدا جديدا بإدخال العشائر العراقية ولا سيما عشائر الفرات الأوسط في الصراع ، وفق تباين مواقف رؤسائها من التطورات السياسية وأهوائهم المختلفة ، وقد أدى ذلك إلى سقوط أربع وزارات في أقل من سنتين .
في آب 1934 أسندت رئاسة الوزراء إلى علي جودت الأيوبي للمرة الأولى ، وكان الأيوبي قد تقوى مركزه بعد أن رأس الديوان الملكي وأصبح من اقرب المقربين إلى الملك غازي ، فلما استقالت الوزارة المدفعية الثانية ، عهد الملك غازي إلى الأيوبي بتشكيل وزارة جديدة إضافة إلى منصبه رئيسا للديوان الملكي . وبعد أيام قليلة من ذلك حل المجلس النيابي بعد أن كان يعارض حله سابقا وادي إلى استقالة الوزارة السابقة والشروع بانتخابات جديدة ، كما ألف الأيوبي حزبا جديدا باسم الوحدة الوطنية . غير أن خصوم الأيوبي لم يسكتوا ، واستغلوا عدم انتخاب عدد من رؤساء القبائل ، فحرضوا هؤلاء على التمرد وشق عصا الطاعة ،وبدأ السلاح يظهر في المدن كالديوانية وغيرها . وفي الوقت نفسه الذي صرح فيه الأيوبي وهو في جنيف لحضور اجتماع عصبة الأمم لبحث الخلاف بين العراق وإيران وذكر أن حكومته قوية وماضية في الحكم ، فردت عليه صحف المعارضة بشدة ، فضلا عن موقف مجلس الأعيان السلبي من الوزارة التي شهدت عدم انسجام وزرائها . آثر علي جودة الأيوبي تقديم كتاب استقالته إلى الملك غازي الذي وافق عليها خوف انهيار الأمن في مدن الفرات الأوسط بعد أن رفعت القبائل سلاحها ملوحة بالثورة المسلحة إذا لم تنفذ الوزارة مطالب رؤسائها ، وفي مثل هذا اليوم من عام 1935 أعلن الأيوبي انه قدم استقالته . فعهد من بعده إلى جميل المدفعي لتأليف وزارة جديدة ، لم تطل أيامها إذ سقطت بنفس الطريقة التي سقطت بها وزارة الأيوبي .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 24 فبراير, 2012: 10:16 م