TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حر :أقلام خارج السرب!

رأيك وأنت حر :أقلام خارج السرب!

نشر في: 25 فبراير, 2012: 07:52 م

 رعد العراقي قبل أن نخوض في غمار الحديث لابد أن يعلم القاصي والداني ان القارىء يمتلك من الذكاء الكثير في تحليل وتقييم ما يُعرض عليه من حقائق في الصحف الرياضية ، فطرة تمتلكها الجماهير العراقية عندما تتفاعل مع الاحداث الكبيرة فتشخص مواطن الخلل من دون ان تنطلي عليها بهرجة الكلمات التي تحاول ان تأخذها الى حيث الانشغال بامور جانبية لا تُغني ولا تُسمن من شيء ، بينما يختفي الحدث الاكبر وصانعيه والجاني وتابعيه خلف متاريس بعض الاقلام الصحفية!
فاجعة المنتخب الاولمبي لم تكن مجرد خطأ عابر ، بل إهمال مغلف بجهل إداري ولا مبالاة اصبحت جزءاً من سياسة العمل بعد ان اختفى الحساب وإطمئنان المذنب عدم ازاحته عن كرسي منصبه او تتحرك فجأة لديه مشاعر الحرص على تحمّل المسؤولية واحترام دموع الجماهير التي كانت تتطلع صوب لندن لمشاهدة اسود الرافدين هناك وخاصة ان الحلم بات قريباً جداً بعد ان اختلطت اوراق المجموعة لشدة المنافسة واطاح العراق بالمنتخب الاماراتي في عقر داره! ثم حصل ما حصل واكتشفنا ان الاتحاد العراقي لكرة القدم كان يخفي لنا مفاجأة من نوع آخر عنوانها الخروج من المنافسة بجهل إداري مميز !وبرغم ذلك فان فقدان أية فرصة للتأهل لم يكن سببها فقط الخسارة بقرار من (فيفا) ، بل ايضا لسوء الاداء الذي رافق منتخبنا في مباراة الإياب امام المنتخب الاماراتي وخسارته بهدف من دون مقابل واصرار الملاك التدريبي على اللعب بالاسلوب البدائي والعقيم وغياب أية حلول لديه داخل الميدان وهو يدرك جيداً ان عليه الخروج بنتيجة الفوز ولا غيره لضمان الأمل بالتأهل! هنا كان من حق الصحافة الرياضية ان تمسك بمواطن الخلل وترتقي الى مسؤوليتها الاخلاقية في كشف ما يجري من عشوائية في العمل وتلامس مطالب الشارع الكروي بدقة ومهنية عالية لا مجال فيها للمساومة او المجاملة طالما ان الخلل وردّة الفعل لا تمثلان واقعا آنياً ، بل عُقدة مستديمة يمكن ان تتكرر مستقبلا وتشكل حاجزاً حقيقياً في تطور الكرة العراقية وخروجها من مأزق الادارة الفاشلة ! لكن يبدو ان هناك من الاقلام  من هو يغرد خارج السرب الصحفي الذي توحد بكلمته وأدان بشدة ما جرى والذي وصل الى المطالبة باستقالة اتحاد كرة القدم ، لنتفاجأ بأحد التقارير الصحفية من موفد اتحاد الصحافة الرياضية الذي رافق منتخبنا الاولمبي في مباراته الاخيرة امام الاولمبي الاوزبكي ونجد انفسنا امام دراما رومانسية اقرب الى التراجيديا الحزينة التي تصف دموع الفرح (العظيم) الذي تحقق بعد انتهاء المباراة وكيف عمّت الفرحة كل اعضاء منتخبنا من إداريين وملاك تدريبي ولاعبين لم نرها تنهمر عندما اضاعوا بسهولة حلم التأهل بتأكيد الخسارة الثانية امام الاولمبي الاماراتي ليتطور المشهد الى اقتباس احاديث ووصف مشاعر الفرحة بالفوز على المنتخب الاوزبكي في محاولة لاستمالة مشاعر الجماهير الكروية المجروحة باتجاه الاحساس بنشوة فوز لا يشكل اهمية تذكر في حسابات التأهل لكنه باسلوب وطريقة عرض التقرير يمثل اكبر مخادعة للتستر وتخفيف الضغط الإعلامي والجماهيري على مَن اشترك وأسهم فعليا في إقصاء منتخبنا الاولمبي من التصفيات! وكان يمكن ان يكون التقرير اكثر رصانة وهدوءاً ولا يعتمد التهويل المبالغ به الذي أكل من جرف المصداقية الصحفية كثيراً عند البعض واصبح عرضة للاستهزاء عند البعض الآخر.عندما نشعر بخطر قد يصيب مستقبل الكرة العراقية وأيـدٍ تعبث بها وتقودها لمستقبل مجهول فلابد ان نكون اول مَن يكشف كل الوجوه والادوار التي تلعبها بمهنية وحرص عالٍ لا ان نقرع الطبول ونطلق (الهوسات الشعبية ) مع دبكة (الجوبي) لمن خذلنا بالأمس ليس لشيء إلا لأنه فاز اليوم لكن بعد أن ضاع منه الخيط والعصفور!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram