 إياد الصالحي صمت مطبق يخيم على اجواء اتحاد الكرة هذه الايام بعد ان نفرت اقطابه المهمة بعيداً عن محور الأزمة الساخنة التي يتحرق جمهورنا الرياضي كل يوم من اجل معرفة الحقيقة التي تأخر الاعلان عنها فيما يسمى بـ( إنذار جاسم) الذي يبدو انه جاء في وقته المناسب لتنبيه الاتحاد عن سياسته المرتبكة ازاء قيادة اللعبة وامعانه في المكابرة والانانية بعدم اعتراف قادته بضعفهم في تسيير اصعب مركب رياضي تتلاعب به امواج الشمال والجنوب ويفقد كل يوم ضحية جديدة من دون معرفة الجاني!
هكذا ، وتملصاً من المسؤولية التي يفترض ان يضعها على عاتقه ، اختار النائب الاول لرئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود المكلف برئاسة اللجنة التحقيقة عن أزمة الاولمبي الطيران الى العاصمة القطرية الدوحة لمؤانسة وفد الاتحاد المترقب لمواجهة سنغافورة الاربعاء المقبل والتخفيف عن الضغوط الاعلامية التي تحاصره غير مبال لتوصيات لجنته التي ظلت لغزاً محيراً حتى للجنة الاولمبية الوطنية ، وقيل انها لم تتسلم التوصيات الختامية للتحقيقات ، بل ذهب البعض لتسريب معلومة عدم قناعة الأولمبية بنتائج التحقيق ومطالبتها بشفافية التعامل مع هكذا ملف أدين به الاتحاد أولاً قبل أي فرد في بعثة المنتخب الاولمبي بالرغم من ان خيوط الازمة واضحة للعيان من دون لف او دوران!اننا نستغرب عدم التحرك الجدي من اللجنة الاولمبية الوطنية تجاه هذا الموضوع الخطير الذي فرّط بفرصة مؤكدة لتأهل العراق الى نهائيات اولمبياد لندن ، والأدهى من ذلك ان رئيس اللجنة رعد حمودي ( يدين نفسه) عبر مواصلته السكوت والتعتيم الشخصي في مجمل تصريحاته عن القضية بالرغم من اعلان اتحاد الكرة عن تشكيل لجنة تحقيقية لتقصي اسباب مشاركة اللاعب امام الامارات مع إقرار رئيس الاتحاد ناجح حمود عن وجود خطأ اداري. كيف سمح حمودي وهو رئيس اكبر مؤسسة رياضية معنية بانشطة الاتحادات في البلد مغادرة مسعود الى قطر من دون ان يسلمه نتائج التحقيق ، بينما تم منع المدير الاداري للمنتخب جبار هاشم من مرافقة البعثة الى الدوحة قبل لقاء اوزبكستان على ذمة التحقيق ؟!عذراً يا .. حارس بوابة العراق في المستطيل الاخضر أيام زمان .. ان لجنتكم الموقرة اوصدت جميع ابواب فضائح الاتحاد منذ ثلاث سنوات وأخذت تتستر عليه وتسمح له بارتكاب الاخطاء الفادحة يوما بعد يوم حتى بتنا على قناعة ان الاولمبية تدار وفق خطوط مدروسة بعناية تؤمن مصالح ذات علاقة بخارطة طريق الانتخابات المقبلة التي يراد للهيئات العامة التي اصبحت للأسف كالدومينو ألا تتهاوى وتثبت في اماكنها حتى عام 2014 !ولن نخلي مسؤولية الهيئة العامة لاتحاد الكرة من تكرار هذه الاخطاء ، وواهم من يعتقد ان الهيئة بعيدة عن المساءلة لاسيما ان الشرارة المستمرة التي كانت تقدح لاسقاط رئيس الاتحاد السابق حسين سعيد ومن معه كانت تصدر من بعض اعضائها الذين لم يغمض لهم جفن إلا بعد ان رفع سعيد الراية البيضاء وودع بيت الاتحاد فما بالهم اليوم يدسون رؤوسهم تحت رمال الخجل ولم يشهروا اصابع الاستياء وينصروا مصلحة الكرة العراقية ، هل اصبحت دعوات رئيس الاتحاد بتسميتهم بين الحين والآخر اعضاء شرف مع وفود المنتخبات الى الخارج مدعاة لمشاطرته السلوك اياً كان نوعه حتى لو اضرّ بسمعة اللعبة مثلما هضمت خسارتها بطاقة التأهل الى الاولمبياد المقبل ؟مثلما كان الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية شريكا مهماً في حسم كثير من الملفات العالقة عبر بياناته (الثورية) لصالح الرياضة العراقية ، فان رئيسه الزميل خالد جاسم ومع اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد مطالب باصدار بيان فوري يدين صمت الاولمبية وتعاملها الركيك ازاء مهازل اتحاد الكرة ، ويناشدها بتحديد سقف زمني لانهاء عمل اللجنة التحقيقية التي طالت بصورة تثير الريبة وكأنها تبحث عن صندوق أسود ضائع يكتنز اسرار الازمة الموجعة لهموم وتطلعات العراقيين.