اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > اسم وموقف..كولفن.. المشهد بعين واحدة

اسم وموقف..كولفن.. المشهد بعين واحدة

نشر في: 25 فبراير, 2012: 08:19 م

 كتابة ورسم عدنان أبو زيد ماري كولفن، صحافية من صنداي نيوز البريطانية، شاهدة في يوم مشهود، بعين واحدة، على شنِيع الحروب. حرب سريلانكا أنزعتها عين، وقصف حمص غيبها عن المسرح بعدما نازعت الموت الغَلَبَةَ. العصابة السوداء
وكولفن الأنيقة الخمسينية، المولودة في الولايات المتحدة، أنثى بعِصابة عين سوداء حاسَّة الرؤيا، بإرادة رجال غطت على مدى ثلاثة عقود أكثر النزاعات دموية في العالم، وحققت قصب سبق في أحداث الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ثم سوريا.آخر لحظاتها المحتضرة، تزامن مع سكرات موت طفل أصيب بجروح جراء شظية قذيفة في حمص وسط سوريا.كلماتها الأخيرة تنبأت برحيلها أيضا: طفل يلفظ أنفاسه. أمر مُفْظِعٌ إلى أقصى الحدود يلفّه البَهْتُ والبُهْتان... برج الحمل.. مجازِفةهذه امرأة لقيت المصير متحدية، والمصار مجازِفة، منذ بدأت حياتها المهنية العام 1984 في باريس رئيسة لمكتب وكالة يونايتد برس انترناشنل للأنباء ومن ثم الانضمام إلى صنداي تايمز كمراسلة في الشرق الأوسط العام 1986.الفلك يجلسها على عرش برج الحمل، فالشجاعة التي نريدها ونُكافئ عليها ليست شجاعة الموت بطريقة مشرفة، بل شجاعة الحياة برجولة، بحسب توماس كارليل.وهو (برج)على مسمى في الواقع، فحين فقدت عينها، في انفجار قنبلة يدوية العام 2001، لم يكن ذلك الحادث ليثنيها عن هدفها: الحقيقة، العملة المتداولة في فضائع الحروب وعذاب الضحايا.الملائكة لا تحرسأدركت كولفن إنها منذ اللحظة الأولى هدفا بحد ذاته، قالتها في كلمة لها في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، لكن ذلك ليس سببا لان يتخلى المراسل الحربي عن الرسالة النبيلة.تقول كولفن... ليس مهما، فأنا رقم في قائمة الذين يسقطون، وليس ثمة ملائكة تحرسني.أمها الطاعنة في السن تقول : محاولة الذهاب إلى مناطق الصراع كانت بلا معنى، للوهلة الأولى، لكن ذلك كان مضيعة للوقت والكلمات لفتاة اختارت ان تكون مراسلة حربية.تتابع : أعرف ابنتي، عاقدة العزم، شغوفة بما تقدم عليه، لقد كانت هذه حياتها، ليس لمجرد التقاط صورة، لكن إحياء القصة بأعمق طريقة ممكنة.خبر  لم يُصْنَع كولفن لم تكن متهورة، يصفها مصور صحافي، لكنها شجاعة، في مواجهتها للموت، ومتطرفة في حبها للحياة.أحبت كولفن الحياة، كانت تحب الحفلات ومآدب العشاء، وكانت تعشق رياضة سباق اليخوت.تركت كل ذلك خلف ظهرها، مخترقة سِتار حمص الغامض، ومن هناك كان ثمة رسالة نصية وُجدت على هاتفها المحمول : مادة رائعة، كولفين، ستجعلينني أفقد وظيفتي. آمل أن تكوني في أمان. اهتمي بسلامتك أيتها المجنونة، قبلاتي.كولفن غياب ابدي، وحضور سرمدي لصحافي يصبح في نهاية الأمر خبرا لم يصنعه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram