بغداد/ المدىإيمان الصغيرة تقف على الشرفة في الطابق الثاني للعمارة.. تحاول الانتحار ... والدتها وشخص آخر يقفان وراءها ... الجيران يحاولون تهدئتها حتى لا تلقي بنفسها من الطابق الثاني ... بسرعة يتحرك احد الجيران ... يحاول الوقوف خلفها يهدئها ويسألها عن سبب انتحارها وتجيب الطفلة ... أمي هي السبب ... تضربني ... وتعذبني ..
أنا أريد ان أموت لأتخلص من هذا العذاب ... وبسرعة يتدخل الجار الشهم ويتحدث معها ويوعدها بحل مشاكلها مع أمها ... تصمت الطفلة لحظات تنظر إلى الرجل المسن والدموع تنهمر من عينها وتنزل من أعلى سور الشرفة ... يتنفس الجميع الصعداء بعد أن عادت أدراجها ورجعت إلى بهو الشقة ... الجميع يركض وراء ( إيمان ) لمعرفة السر وراء هذا التصرف ... جاء والدها عندما سمع بمحاولة انتحارها وبدأت تروي له قصتها والدموع تنهمر من عينها ... أمي هي السبب ... جعلتني اكره الحياة واكرهها .. لأنها تعذبني وتضربني حتى تستقبل الرجال الغرباء في بيتك يا بابا ... لماذا تركتني بعد أن طلقت أمي .. لقد تغيرت أحوال أمي كثيرا ... بعد انفصالك عنها كانت تتركني أكثر ساعات اليوم وحدي في الشقة ... وعندما تعود يكون بصحبتها صديقها وآخرون يدخلون غرفة نومها ...تجلس معهم وحدها في غرفتها المغلقة .. وأنا خارج الغرفة أعيش وحدي ... لقد مللت من هذه الحياة وقررت الانتحار ... وتجيب الطفلة عن سؤال والدها لماذا لم تخبره بذلك ... حينما كنا نذهب الى بيت جدي كانت أمي تطلب مني الا أتحدث او أبوح بأي شيء يحدث داخل الشقة ... وكانت تعذبني حتى لا أتكلم لدرجة انها كانت تكويني بالنار وتضربني بقسوة حتى لا افضح أمرها ... أنهت الطفلة حديثها مع أبيها الذي اصطحبها الى مركز الشرطة ليسجل إخبارا ويتهم زوجته السابقة بتعذيب طفلته وجلب رجال غرباء إلى داخل الشقة للقيام بأمور لا أخلاقية ... بدأت الشرطة بجمع المعلومات عن سيرة الأم وعلاقاتها ... ليتبين أنها سيئة السمعة والسلوك وأنها كانت تعذب ابنتها بالكي بالنار وبقسوة وتستقبل في منزلها رجال غرباء لإقامة علاقات محرمة معهم ... وان الشخص الذي كان موجودا معها أثناء واقعة الانتحار كان يتردد عليها باستمرار ... والمفاجأة الأكثر إثارة حينما قالت الصغيرة ... إن والدتها كانت تطلب منها أن تعتبر هذا الشخص بمثابة والدها حينما يسألها أي شخص عن وجوده بينما رفضت هي وكانت النتيجة تعذيبها حتى ترضخ لأوامرها .. تم عرض الأوراق للقاضي المختص وأمر بحبس المتهمة وصديقها على ذمة التحقيق ... التقيت مع الطفلة ... كانت تبكي وهي تتحدث معي ... لم اكن أتوقع ان تكون هذه هي النهاية لامي أن تدخل السجن ... لكن هل هو ذنبي ام ذنبها ... أنا ضحية من ضحاياها ... لذلك كرهت الحياة وقررت أن اتخلص من نفسي ... أنا متألمة جدا لدخول أمي الى السجن وأنا السبب بكل ذلك ... ولكن ما اعمل أنا لا استطيع ان استمر بالحياة وارى ما تعمله أمي أمامي ... إنها تستقبل الرجال وتسهر معهم ... لقد دمرت حياتي ... التقينا بعدها بالام في سجن النساء وتحدثت إلي وهي نادمة ... نعم أنا قسوت عليها وانا أتحمل هذه النتيجة ... هو خطأي كانت تتوسل بي أن اتركها في بيت جدها ... لكن لم استطع ذلك ... تركتها تتعذب أمام عيني .. كل همي الدنانير لكي انفق عليها... تعرفت على رجال آخرين ... سهرت معهم ... لم أكن اعتقد ان بعملي هذا سوف أدمر ابنتي واحطمها .. أتمنى ان تسامحني ابنتي على ما فعلته معها ... حينما شاهدتها على أعلى الشرفة وهي تريد أن تقفز وتنتحر ... كنت أموت من الفزع ... غافلتني وصعدت الى اعلى الشرفة وظلت تصرخ لولا الجيران لكانت ابنتي ميتة الان ... انا ضعت ومستقبلي ايضا ضاع المهم ابنتي تبقى مع جدها ... بيت تهدم مرتين؛ المرة الأولى عندما طلق الزوج زوجته ... وفي المرة الثانية عندما دخلت الأم السجن !
أمي هي السبب.. جعلتني أكره الحياة وقررت الانتحار!
نشر في: 26 فبراير, 2012: 07:33 م