ليست فضيحة رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، ديفيد بتريوس، الأخيرة في عالم السياسة الأمريكية، ولكنها تثير مخاوف السلطات بالنظر إلى المركز الذي يشغله هذا الرجل، في واحدة من أكبر أجهزة الاستخبارات العالمية وأكثرها نفوذاً على الصعيد العالمي.
وفي حين أن الفضائح الجنسية كثيرة وتطيح بالسياسيين وأصحاب المراكز العليا في الأوساط السياسية الأمريكية، إلا أنها ليست كذلك في أوروبا، إلا إذا كانت لها أبعاد أخرى تتعلق باستغلال المناصب أو إذا كانت مع قاصرات كما تقول شبكة سكاي نيوز عربية.
ولعل من أبرز الزعماء والقادة السياسيين الذين طالتهم الفضائح السياسية، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، غير أن أكثر الساسة صلة بالفضائح الجنسية هو رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني.
وإلى أن ترشح تفاصيل عن العلاقات الجنسية لأكبر جهاز استخبارات في العالم، أي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، خارج إطار الزواج نستعرض في ما يأتي أهم القادة والزعماء الذين تورطوا في تلك الأنشطة خارج الزواج.
فقد عُرف عن الرؤساء الفرنسيين أنهم تورطوا خلال سنوات حكمهم في علاقات غرامية مع نساء غير زوجاتهم، ومن بين هؤلاء فرانسوا ميتران، وهو آخر رئيس اشتراكي لفرنسا، إذ كانت لديه عائلة بأكملها سرية بينما كان متزوجاً، حيث ظل متكتماً على الوضع لسنوات.
كانت لدى ميتران، خارج إطار الزواج، ابنة اسمها مازرين، مع عشيقته "التاريخية" آن بينجو، وكلتاهما، أي العشيقة والابنة، حضرتا جنازته بعد وفاته جنباً إلى جنب مع زوجته الشرعية دانييل.
مازرين بينجو.. ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران خارج نطاق الشرعية.
خليفة ميتران، جاك شيراك، كتب في مذكراته عن علاقاته الغرامية يقول: "كانت هناك نساء أحببتهن، بتكتم وسرية قدر الإمكان".
في العديد من الدول، فإن علاقة كهذه كفيلة بإطاحة الرئيس أو على الأقل محاولة ذلك، على غرار ما سعى إليه المدعي العام الأمريكي الشهير كينيث ستار فيما عرفت بفضيحة "مونيكا لوينسكي"، حيث سعى إلى إدانة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون على خلفية العلاقة وقضايا أخرى. لكن في فرنسا يبدو أن الشعب غير معني بعلاقات الرئيس الغرامية، طالما أنها لا تؤثر في قراراته السياسية أو تلك التي تعني الصالح العام.
أما في جمهورية التشيك، فقد استقال رئيس الدولة فاكلاف كلاوس إثر اتهامات له بإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، في أعوام 1991 و2002 و2008.
وفي عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، كان الملك السويدي غوستاف الخامس أبرز من اتهم بإقامة علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج، حيث أقام علاقة سرية مع المواطنة كورت هايبي.
ولعل أكبر فضيحة جنسية في أوروبا، هي تلك التي طالت رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، التي عُرفت باسم "روبي غيت".
وقد توالت الاتهامات والمحاكمات لرئيس الوزراء الإيطالي ومن بينها إقامة علاقة جنسية مع قاصر، هي المغربية الأصل كريمة المحروقي، المعروفة باسم "روبي".
ونفى برلسكوني أي علاقة مع روبي، أو أن يكون دفع لها أموالاً مقابل الجنس، في 10 مناسبات مختلفة عام 2010.
غير أن إدانة برلسكوني والحكم بسجنه لمدة 4 سنوات تم تخفيفها إلى عام واحد لم يكن لها علاقة بفضائحه الجنسية، وإنما لإدانته بالتزوير الضريبي في قضية "ميدياست".
يشار إلى أن القضاء الإيطالي يعتبر العلاقة الجنسية مع قاصر جريمة ويعاقب مرتكبها بالسجن 3 سنوات.
وقد ارتبط اسم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بفضيحة علاقته مع المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، وهي الفضيحة التي أدت في النهاية إلى اعتراف كلينتون بتلك العلاقة، بعد تحقيقات طويلة.
افتضح أمر كلينتون ولوينسكي عبر صديقة الأخيرة، التي كانت قد سجلت أقوال صديقتها المتدربة في البيت الأبيض، والتي كشفت من خلالها عن تفاصيل "حميمية" لما قالت إنه "علاقة جنسية مع الرئيس".
واستغل المحقق الخاص كينيث ستار هذه المعلومات في العام 1998، وعمل على توسيع التحقيقات حول العلاقة بين لوينسكي وكلينتون وتبع ذلك اعتراف الرئيس بتلك العلاقة، بعد أن كان رفض الإقرار بها أو "كذّبها" في وقت سابق.
غير أن كلينتون لم يقدم استقالته من منصبه، كما أن زوجته هيلاري، لم تبتعد عنه رغم الفضيحة، التي ظل صداها يلاحق كلينتون حتى بعد خروجه من البيت الأبيض.
الأمر المثير أن الصحافة الأوروبية تعاطفت مع كلينتون باعتبار أنها قضية "شخصية"، ذلك أنها لم تؤثر في قيادة الرئيس للولايات المتحدة، بل إن سجله في قيادة أمريكا كان مثيراً للإعجاب بالنسبة لأوروبا، التي تعد أكثر تسامحاً حيال الأمور الشخصية، بخلاف أمريكا التي ينظر إليها باعتبارها "متزمتة" في هذا المجال.
في أمريكا، تضم قائمة الفضائح الجنسية حكام الولايات وشيوخاً وأعضاء في مجلس النواب، وكثير منهم اعتذروا علناً واضطروا إلى تقديم استقالاتهم من مناصبهم، بينما تسبب افتضاح تلك العلاقات في انفصال الزوجين. ومن بين من افتضح أمرهم واضطروا إلى الاعتذار علناً، فضيحة حاكم ولاية ساوث كارولينا، مارك سانفورد، الذي أقام علاقة جنسية خارج إطار الزواج. وتضم القائمة، النائب أنطوني واينر، الذي طالته فضائح جنسية، وحاكم نيويورك إليوت سبتزر، الذي اعترف بصلته بفضيحة دعارة. كذلك أقر السيناتور ديفيد فيتر بعلاقته في شبكة عرفت باسم "دي سي مدام"، وعمدة ديترويت كويم كيلباتريك، الذي أقام علاقة مع مديرة شؤون موظفيه. وتمتد القائمة إلى عمدة لوس أنجلوس أنطونيو فيلارياغوسا والسيناتور جون إنساين وعضو الكونغرس مارك سودر.
وآخر فضيحة لحاكم أمريكي، هي تلك التي تورط فيها حاكم كاليفورنيا السابق الممثل أرنولد شوارزينغر، حيث تبين أن له ابناً غير شرعي من علاقة مع مدبرة منزله.
وفي إسرائيل، كان أبرز شخص يستقيل من منصبه على خلفية فضائح جنسية، الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف.
ودانت محكمة إسرائيلية غاتساف في 30 كانون الاول 2010 بتهمتي اغتصاب إلى جانب تهم أخرى.
وكانت قضية التحرش الجنسي لرئيس صندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس ومحاولته اغتصاب عاملة في فندق أمريكي واحدة من أبرز القضايا المتعلقة بمحاولات الاغتصاب وإقامة العلاقات الجنسية.
وترتب على محاكمته في أمريكا فتح ملفات سابقة لدومينيك ستراوس كان، ومن بينها قضية أخرى في فرنسا.
غير أن رئيس صندوق النقد الدولي تمكن من الإفلات من فضيحته مع العاملة في الفندق، إلا أن الفضيحة أجبرته على الاستقالة من منصبه، وتعرضت فرصه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لضربة قوية دمرت مستقبله السياسي.