اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عيونهم على المال أكثـر من تشخيص المرض..عيادات الأطباء مرتع للإهمال!

عيونهم على المال أكثـر من تشخيص المرض..عيادات الأطباء مرتع للإهمال!

نشر في: 27 فبراير, 2012: 07:26 م

 تصوير وتحقيق/ فرات إبراهيم بالأمس وحينما كان المريض يقصد عيادة أي طبيب للعلاج فان أول ما يلمسه هو وجود خدمات ونظافة ورائحة المطهرات التي تملأ المكان لتبعث في نفس المريض حالة من الإحساس بنظافة المكان ، واليوم وأمام التصاعد المذهل في أجور الاطباء وتقافز أسعار "الكشفيات"
 من طبيب لآخر لا نلمس وجود أدنى درجة من الاهتمام بحال المريض الذي يعتصر ألماً من شدة المرض وأسعار الكشف والأدوية والتحليلات، إضافة الى غياب ابسط الخدمات الصحية الواجب توفرها في العيادة، التي يفترض ان صاحبها اول المهتمين بشأن صحة ونظافة عيادته والبيئة التي يجب أن يعيشها مراجعوه. في عياداتهم40 ألف دينار أول جملة سمعها من السكرتيرة حينما همّ بسؤالها عن صيغة الحجز وموعد الدخول فحل بصاحبنا الصمت، ومد يده صاغرا إلى أمر السكرتيرة واخرج المبلغ المطلوب ليستمع بعد ذلك إلى أن موعد تسلسله في الفحص بعد شهر، حاول من غير جدوى ان يبلغ السكرتيرة بأن المرض غزا جسده ولا يقوى على احتمال الألم الذي يعيشه ، بحيث انه لا يستطيع  الاستمرار في ممارسة أعماله، هذا الكلام لم يجد أذنا صاغية من السكرتيرة .خرج صاحبنا وهو يتمتم حتى همس في أذنه احدهم قائلا (لا ادير بال كل معضلة والها حل ) فما كان من صاحبنا إلا أن يستنجد بهذا الشخص الذي بعثته ملائكة الرحمة لإنقاذه، فطلب منه مبلغ عشرة آلاف دينار حتى يتم تسهيل أمره، وجعل موعد المعاينة في هذا اليوم، قبل الأمر على مضض لان للألم أحكاما وأعطى الرجل المبلغ المطلوب وعاد ثانية الى العيادة . جلس في العيادة التي تفوح منها كل أنواع الروائح الكريهة ،يصاحبه أنين الحالات الخطرة، فضلا عن صوت السكرتيرة الجهوري الذي يزيد الألم ألماً وهي تنادي على  أسماء المرضى، كل عشرة أسماء دفعة واحدة ليقفوا بالطابور عند باب غرفة الطبيب وما أن يدخل مريض حتى يخرج بظرف دقائق، كنت هناك واقفا بانتظار دوري وكم كان أملي كبيرا  في السعي للعلاج ،إلا أن رغبتي كانت اكبر برؤية وضع الطبيب وسر هذه السرعة في المعاينة، وما أن جاء دوري دخل معي مريض آخر فطلبت من الطبيب أن أكون وحدي وان يحترم خصوصياتي كمريض لا ارغب بأن يسمعها غيره ، الطبيب جعل كرسيه بالقرب من الباب يستقبل المرضى عند الباب وما أن ينتهي من تشخيص الحالة حتى يكتب (الوصفة) السحرية التي يطالبك بان تأتي بالدواء لكي يراه بنفسه ومن صيدلية معينة دون سواها!!تقول أم أحمد إن طبيبا فحصها لمدة لا تتجاوز أربع دقائق، بعدما انتظرت حوالي ثلاث ساعات في شارع السعدون. وتتابع: لم أعد أثق بالأطباء، فقد بدا الأمر كما لو أنه سباق مع الوقت، لكي يجني الطبيب أرباحا أكثر. وتضيف: لم يتح لي فرصة أن أسأله، وبدا كما لو أنه يريد أن يتخلص مني.مهند علي (موظف) قال أراجع هذا الطبيب منذ أكثر من عام وفي كل مرة يكتب على راجيته "العلاج لحالتي يراجعني بعد شهر"، حتى أصبح عدد مرات زيارتي له اكثر من عشرة، وفي كل مرة ادفع الكشف والتحليل والدواء، ولا اعرف هل أتوقف عن الكشف لان هذا الأمر أصبح يثقل كاهلي والمستشفيات الحكومية لا تفي بالغرض لأنها صارت محطات اختبار لطلبة كليات الطب ولم نعد نشاهد أي طبيب اختصاص في غرف الكشف سوى هؤلاء الطلاب.للأطباء رأيهمحتى لا تشمل قسوتنا في هذا الموضوع الكثير من الأطباء فان الكثير منهم وضع نصب عينيه راحة المريض وتوفير كل خدمات الانتظار له ، في عيادة الدكتور (إبراهيم العكيلي) أخصائي الإمراض الجلدية  لاحظنا هذا الجانب الحيوي وشاهدنا وسائل الراحة ونظافة العيادة، مما يدل اولا واخيرا على ما نطمح اليه من خدمة وواقع جديد يلائم ما نعيشه من انفتاح على العالم وتهيئة كل الوسائل للنهوض بهذا الواقع نحو الكمال. يقول الدكتور ابراهيم العكيلي: انا اتفق معك بان الكثير من أطبائنا يفضل الجانب المادي على توفير اي خدمات أخرى وهذا ينبع من ثقافة الطبيب ذاته كما هو الحال مع الكثير من المبدعين والمثقفين، الذين تجد إسهاماتهم في مجالات عملهم تفوق الإبداع الا انه لا يوازي هذا الأمر بمظهره او حتى نظافته، وكما قلت لك ليس كل الأطباء يحملون هذا الجانب السيئ فالكثير منهم إذا ما أتيحت لك فرصة زيارة عيادتهم تجد الجانب المضيء من هذه الخدمات ولا يقصرون في توفير السبل الكفيلة براحة المريض. وعن سؤالنا بشأن طريق فحص الطبيب للعشرات من المرضى وإدخالهم بأعداد كبيرة دفعة واحدة دون مراعاة جانب الحياء او الإسرار الشخصية بحيث وصل الأمر بأحدهم الى فحص 200 مريض في يوم واحد، وهذا بسبب شهرة الاسم التي يمجدها العراقيون ويصنعون حولها قصصا خرافية من جوانب الشفاء، قال : أنا لا اتفق مع هذا الوضع لأنه لا يمثل حالة صحية أو طريقة في معالجة واقعية لمرض المراجع ، ربما يشكل هذا الأمر إزعاجا لدى الآخرين الذين يتحرجون من هذا الوضع وهم محقون في ذلك، فلكل منا شخصيته وحياؤه وهذا ليس عيبا فانا على الرغم من كوني طبيبا الا ان هناك أشياء كثيرة أتحرج منها واشعر بالخجل الكبير أمامها، فكيف حال المريض الذي يعاني أمراضا زهرية او تناسلية .الطبيب وصيدليته المتميزةما عاد يخفى على احد ما يقوم به بعض الأطباء وأصحاب الصيدل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram