TOP

جريدة المدى > محليات > أرامل وأيتام يفضّلون التسوّل والشوارع على دور الرعاية

أرامل وأيتام يفضّلون التسوّل والشوارع على دور الرعاية

نشر في: 27 فبراير, 2012: 09:50 م

 ميسان / رعد شاكرأصرت أم نجم من محافظة ميسان على أنها تفضل التسول الذي تمتهنه منذ فترة طويلة لتأمين قوت أسرتها المتكونة من زوج مقعد وثلاثة أطفال على أن تفرط بأي من أطفالها، رافضة بشكل قاطع فكرة إيداعهم في دور الرعاية الحكومية، فيما أكد مدير قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في المحافظة أن قسمه لم يفلح بإقناع العوائل الفقيرة وحتى الأرامل بإيداع أطفالهم في دور الرعاية.
أم نجم أجابت "المدى"، بشأن إيداع أطفالها في دار الدولة للبراعم في ميسان (الأيتام سابقا) بغية تأمين حياة أفضل لهم ولتوفر على نفسها مشقة التسول لإطعامهم: "والله لو أموت آنه وياهم من الجوع ما أنطيهم، أكو وحده تذب ضناها، خاله آني ساعة ما أكدر أفاركهم، اشلون أنام الليل وهمة بعيدين عني".أيتام ومعوزينويشاطر أم نجم، تشددها في رفض إيداع أطفالها في دار الرعاية الحكومية، الكثير من العوائل المعوزة التي لديها أطفال أو أيتام يصعب التكفل بتأمين احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس وسواهما، وبرروا في أحاديثهم لـ"المدى" وبشبه إجماع أن الدار مخصصة لأولاد الحرام (اللقطاء)، بحسب وصفهم.وبالرغم من أنه فهم خاطئ لوظيفة دور الرعاية الحكومية إلا أنه فم راسخ لدى تلك العوائل بسبب أن دار الدولة للبراعم كانت فيما مضى مخصصة كمأوى للأيتام وللّقطاء أيضا.الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها شرائح واسعة في ميسان لأسباب متعددة منها وفاة معيل الأسرة أو كونه يعاني من المرض أو معاقا، إضافة لضآلة رواتب الرعاية الاجتماعية والمتقاعدين وصعوبة الحصول على عمل ثابت، كل ذلك دفع بالكثير من العوائل إلى زج صغارها للعمل في مهن متنوعة بعضها يتسم بالخطورة، إلى جانب تأثير الاختلاط بالكبار ضمن بيئة تفتقر إلى الحصانة وتسهل الانزلاق لهاوية الانحراف السلوكي والأخلاقي. ويندر أن تجد تقاطعا مروريا وسط مدينة العمارة يخلو من هؤلاء الأطفال من كلا الجنسين، بعضهم يبيع المحارم الورقية (الكلينكس)، وآخرون يبيعون العلكة والنساتل، أو ينظفون زجاج السيارات مقابل أقل فئة نقدية متداولة، نزولا إلى ممارسة التسول في الطرقات والأسواق.فهم خاطئمدير قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في ميسان مصطفى خالد محيي، بين لـ"المدى" أن عدد نزلاء دار الدولة للبراعم عشرة أطفال فقط، في حين أنها تستوعب 25 نزيلا، مؤكدا أنه بإمكان الدار أن تستوعب ضعف هذا العدد.وقال: "بالرغم من الجهود الكبيرة التي نبذلها، لم نفلح بإقناع أرباب العوائل الفقيرة التي لديها أطفال ولا حتى الأرامل المعوزات اللواتي ينهكهن تدبر معيشة الأيتام الذين بمعيتهن، على إيداعهم في دار البراعم"، لافتا إلى أن هذه الدار هي الوحيدة في ميسان التي يقدر عدد الأيتام فيها بالآلاف.وعن أسباب عزوف العوائل الفقيرة عن إيداع أطفالها في الدار، أوضح محيي "أنه الفهم الخاطئ لصنف النزلاء الذين تستقبلهم الدار"، مبينا أن الاعتقاد السائد بين الأوساط الاجتماعية هو أن الدار مخصصة لإيواء اللقطاء، "وهذا فهم مغلوط ولكنه راسخ في أذهان الناس".ولفت إلى أن الدار مفتوحة الأبواب أمام جميع الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية "سواء كانوا أطفال العوائل الفقيرة أو تلك التي تعاني من تفكك أسري وترغب بالاستفادة من خدماتنا"، مشيرا إلى أن الدار توفر المسكن والمأكل والملبس ومستلزمات التعليم إضافة إلى مصروف الجيب اليومي للنزيل والنقل من الدار إلى المدرسة وبالعكس، فضلا عن الرعاية الصحية وكل ما يحتاجه النزيل لغاية بلوغه سن 18 سنة.نزلاء مؤقتونواستدرك محيي قائلا: "لقد حاولنا جاهدين بالتنسيق مع المنظمات المدنية والمجالس المحلية إيضاح كل ما يتعلق بآليات عمل الدار وكذلك قمنا بتقديم شروح مفصلة عن أهداف الدار عبر وسائل الإعلام المحلية"، مضيفا "بل إننا نزلنا إلى الشارع والتقينا بالعديد من الأطفال المتسولين أو الباعة المتجولين وحاولنا إقناعهم باللجوء للدار ولكن دون جدوى، فهم أيضا يرفضون الابتعاد عن أسرهم برغم العوز الذي يعيشونه".وعن إمكانية تأمين مستلزمات المعيشة للأيتام والأطفال المعوزين مع بقائهم ضمن أسرهم، قال مدير القسم: "العديد من الأرامل وافقن على تسجيل أطفالهن في الدار بشرط أن يمكثوا لغاية المساء ومن ثم إعادتهم لذويهم، لكن هذا مخالف للتعليمات"، موضحا أن آليات عمل الدار تنص على أن المستفيد من الدار يجب أن يكون مقيما فيه، مشيرا إلى أن القسم لم يفاتح وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بهذا الخصوص.عقباتمدير القسم مصطفى خالد محيي، شكا من قلة الكادر الوظيفي ونقص العجلات، مفيدا بأن هنالك ثلاث وحدات مرتبطة بقسمه إضافة لدار رعاية البراعم، وهي معهد الصم والبكم الذي يضم 73 طالبا، ودار حضانة الأجيال التي تضم 45 طفلا، إضافة إلى دار رعاية المسنين التي تخدم 11 مسنا من كلا الجنسين.واختتم حديثه بالقول: أن القسم يعاني من نقص السيارات المخصصة لتنقلات الموظفين والنزلاء، مؤكدا أن "دار رعاية المسنين لا يوجد فيها أي موظف خدمة وأن من يقومون بمتابعة هؤلاء العجزة هم بعض المتطوعين اللذين يأمُلون أن تتعاقد معهم الدار لاحقا، كما أن حضانة الأطفال ليس لديها سوى موظفة خدمة واحدة فقط".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اتحاد مقاولي ذي قار
محليات

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

 ذي قار / حسين العامل كشف اتحاد المقاولين في ذي قار عن تضرر 250 شركة من التأخر الحاصل باطلاق تخصيصات المشاريع الحكومية، فيما أكد توقف 50 شركة عن العمل، محذرا في الوقت نفسه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram