TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: "تومان" بطل الفيلم

نص ردن: "تومان" بطل الفيلم

نشر في: 27 فبراير, 2012: 09:52 م

 علاء حسن أهالي البصرة يعرفون الراحل تومان وطبيعة مهنته و"ملاعيبه" البريئة ، وأساليبه في الترويج للأفلام المعروضة في دور السينما في مدينته وكانت بالعشرات ، وتعرض أفلاما مصرية وأجنبية وأخرى هندية ، والرجل كان يجول في الشوارع العامة وخلفه صورة بطل الفيلم، وأثناء تجواله كان يعزف على الناي "الماصول " بلهجة البصريين وبطريقة تثير الإعجاب ،
وتحثهم على الذهاب لدار السينما وبأعداد كبيرة من الجنسين لقضاء أمسية هادئة خالية من الصفير وتعليقات المراهقين، وعلى مدى عشرات السنين كان "تومان" بطل كل الأفلام ، لأنه الوحيد صاحب الموهبة في إقناع الجمهور على  مشاهدتها ، وبطريقته في  الترويج والإعلان كانت خدماته مطلوبة من قبل أصحاب دور السينما .البصرة لا تختلف عن بغداد في فقدانها دور العرض السينمائية وكذلك بقية المدن العراقية الأخرى ، وحتى في المحمودية كانت هناك دار عرض تمتنع عن عرض الأفلام الحربية ،  لأن صاحبها كان يخشى أن تؤثر الأصوات في السقف فينهار على رؤوس المشاهدين ، وأصحاب دور السينما باستثناء البصرة استعانوا بأساليب أخرى للإعلان عن أفلامهم ، ولكن ليس على طريقة" تومان" المبتكرة . الإذاعات والفضائيات المحلية هذه الأيام روجت لبطل فيلم جديد تفوق على تومان البصراوي فأخبار نشراتها تتجاهل الأحداث المهمة في الساحة العراقية وتركز على ملف الهاشمي وقضية المطلك ، فبين ردود أفعال شعبية ، ووجهات نظر وآراء المحللين السياسيين والمراقبين، يصبح المطلك والهاشمي بطلي فيلم مستهلك ، لا يستقطب اهتمام وإعجاب الجمهور المنهمك بهمومه ومعاناته ، وانتظار الرحمة الحكومية بتلبية مطالبه ، وهي لا تتعدى توفير سبل الاستقرار الأمني  ، ولا يهمه مسار العملية السياسية ، والخلاف الشائك بين الأطراف المشاركة في الحكومة . من تتوفر له فرصة تحدي " وجع الرأس" ويجازف بمتابعة نشرات الأخبار المحلية الإذاعية والتلفزيونية ، سيكون مجبرا على مشاهدة الفيلم اليومي ، من دون وجود مشاهد المتعة والمطاردات ، وعليه ان يستسلم لما يتعرض له من ضغط نفسي للوصول الى نتيجة ، او معرفة مصير البطل ، وهل باستطاعته الهروب من ملاحقة البوليس ، أو يستسلم للعدالة " وتومان" يعرف وحدة مصير بطل الفيلم. للتعرف على أبطال الأفلام العراقية الجديدة وبعد فقدان خدمات "تومان " يكفي تخصيص دقيقة واحدة من وقت "الباحثين عن الحقيقة" للاستماع إلى إذاعة محلية أو فضائية ، وبإمكانهم الاستعانة بعداد إلكتروني لاحتساب تكرار مفردة الهاشمي والمطلك في الخبر الواحد ، ويبدو ان الإصرار على ذلك يوحي ، بأن الأزمات السياسية تم تجاوزها ، ودخل العراقيون في ربيع جديد ، وستلتفت الحكومة لتطبيق برنامجها ومن ابرز مفرداته ضمان توفير الطاقة الكهربائية في الصيف المقبل قبل اندلاع تظاهرات احتجاجية تردد الشعار السابق " وين الكهربا يا دولة القانون " ، والحكومة وعلى حد وصف بعض المحللين السياسيين المعتمدين في الفضائيات والإذاعات ، ستصبح في غضون أيام قليلة معبودة الجماهير وبطلة الفيلم على نغمات "ماصول تومان" .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

في اليوم العالمي للتلفزيون.. ضيوف القفشة خطيئة مقدمي الطشة

في اليوم العالمي للتلفزيون.. ضيوف القفشة خطيئة مقدمي الطشة

زينب ربيع وأنا اتتبع كل ما من شأنه أن يستذكر دور التلفاز، لا بوصفه جهازًا بقدر ما هو ارتكاز، فالمحتوى المرئي الذي يخرج عبر شاشة العرض ليس إلا “الطبق الجاهز” لسلسلة عميقة من عمليات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram