 عدنان أبو زيد تنتظم قمة بغداد في التاسع والعشرين من الشهر المقبل العام 2012، وسط تداعيات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، خلفتها أحداث الربيع العربي، ومع إكمال بغداد الترتيبات النهائية لاستضافة القمة العربية المقبلة وتوجيه الرئيس العراقي جلال طالباني الدعوات للقادة العرب للمشاركة في أعمالها،
فإن القمة المرتقبة ستشهد غياب زعماء كانوا رموزا تقليدية في مشاهد القمم المنصرمة.  وبحسب الكاتب الهولندي وليام فان دول، المهتم بقضايا الشرق الأوسط، فانه يصح إطلاق اسم قمة (الربيع العربي) على القمة المقبلة، حيث ستشهد أجندتها وجوها وزعامات جديدة كانت إلى وقت قريب، معارضة مغيّبة في بلدانها. ويتداول الشارع العربي أحاديث هي اقرب الى النكت اللاذعة منها إلى التحليل، حول رموز القمة المقبلة، وكيف أن الزعماء سيحضرون القمة (للتعارف) فحسب، بعدما قلب الربيع العربي الطاولة على زبائن تقليديين للقمم، وأتاح لوجوه جديدة فرصة تمثيل بلدانها.وفي تحليله للقمة المقبلة يرى الكاتب العربي عبد الرحمن الراشد، أن اغلب القمم العربية تنتهي بالمزيد من الخلافات، وتؤكد أن القمم تضر بصحة العرب أكثر مما تصلح حالهم. والسؤال اليوم، هل ستكون القمة المقبلة كذلك، مع تبدل وجوه وسياسات وأجندة، وهل ستؤدي أحداث الربيع العربي إلى مزيد من الصدع بين القادة العرب؟وإذا كانت القمم العربية تميزت في غالب الأحيان بالخلافات فإنها، شهدت في ذات الوقت الكثير من الطرائف والمواقف الغريبة والطريفة التي تركت بصماتها في تاريخ القمم، وخففت بعضا من الآثار السلبية للفشل المتراكم على مدى عقود. في هذا التقرير أحداث طريفة جرت أمام الكواليس وخلفها لزعماء أرغمتهم المواقف المفاجئة غير المتوقعة، على سلوكيات وتصرفات لم يكونوا مستعدين لها، حدثت رغما عنهم، في إحراج واضح لهم أمام الكاميرات ووسائل الإعلام.تمثال صدام في قمة سرتأثارت قمة سرت في ليبيا العام 2010، جدلا كبيرا بين الأوساط السياسية والإعلامية حين أبدت القيادة الليبية عزمها على تمجيد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بإقامة نصب تذكاري له في مدينة طرابلس، ما أثار استنكار الحكومة العراقية ورفضها المشاركة في القمة إلا إذا عدلت الحكومة الليبية عن مشروعها. وكان من ضمن البرامج اليومية التي أعدتها طرابلس للزعماء العرب، زيارتهم لنصب الرئيس العراقي المخلوع. أمير قطر.. إحراج وشهدت القمة أيضاً سخرية الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من الوزن الزائد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث قال في كلمة له في افتتاح القمة إن الشيخ حمد اقدر على ( ملء الفراغ ) منه، ساخرا من ( جسمانية ) الشيخ حمد. وتلافى حمد الموقف بمحاولته سؤال من حوله عن خلل في الصوت لم يتح له سماع الكلام كاملاً.وفي القمة نفسها، أثار العلم اللبناني الانتباه عندما فاجأ مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية السفير خالد زيادة، الجميع وهو يخرج علماً جديداً لبلاده من داخل جيب بدلته، وأصر على تغيير العلم الذي وضعته مراسم الجامعة، وسط دهشة الجميع، وكان المندوب اللبناني أحضر علما يختلف في لون إطاره عن باقي الأعلام العربية الأخرى الموجودة أمام الملوك والرؤساء العرب.التوريث وعمليات التجميلومن ابرز ما شهدته قمة سرت تكرار إطلاق زغاريد السيدات داخل القاعة، ما استدعى تدخل رجال الأمن خصوصا وان بعض الزعماء وضعوا أصابعهم داخل آذانهم كتعبير عن استيائهم من حدة الأصوات التي كسرت هدوء القاعة.ولم يترك الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اجتماع سرت يمر بهدوء حتى أصر على تقديم اعتذار باسم (الأمة العربية) لإفريقيا حيث ادعى ان العرب تركوا جياع القارة السمراء يموتون، في الوقت الذي انصرف اهتمام القادة العرب الى التوريث وعمليات التجميل بحسب القذافي، وكان من نتائج ذلك تفعيل دور الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية في تقديم العون الفني للدول الأفريقية واتخاذ ما يلزم لدعمه بهدف زيادة نشاطه.ملاسنة بين زعيمينوفي قمة سرت أيضا تلاسن الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس الفلسطيني، ونقل شهود عيان أن الأسد غادر الجلسة خلال إلقاء عباس كلمته التي قال فيها إن خيار السلام استراتيجي، فيما قال الأسد إن المقاومة أفضل من ثمن دعم خيار المفاوضات.قمة دمشق.. وشعرة موسى وفي قمة دمشق العام 2008، صرح وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير بأنه مضطر للعودة إلى بيته في عمان كل ليلة لينام في بيته لقرب المسافة بين عمان ودمشق حيث عُدّ ذلك أمراً ملفتا للانتباه. وأظهر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في المؤتمر الصحافي الافتتاحي لاجتماعات وزراء الخارجية على هامش قمة دمشق، قدرة لافتة على استخدام عبارات وتراكيب لغوية تنطوي على مضامين سياسية، فقد قال المعلم في عبارة (ملغمة) لا تخلو من الإيحاء، بأنه يريد المحافظة على (شعرة موسى) تعليقا على إجابة الأمين العام السابق للجامعة العربية (عمرو موسى)، على احد الأسئلة. زيباري.. يقرأ بالمقلوبوتمكن مصور ذكي أثناء قمة دمشق، من التقاط صورة لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة وهو يقرأ مطبوعة ملونة بالمقلوب أمام الكاميرا، ليعلق أحد الصحافيين اللبنانيين بأن زيباري ي