ميسان/ رعد شاكرترفض الأرامل ومعهن أطفال الشوارع في محافظة ميسان اللجوء إلى دور الرعاية الحكومية، ويفضلون التسوّل في الطرقات والسكن في بيوت لا تقي من حر ولا برد، وطعاما فقيرا على ما تقدمه تلك الدور من مساكن لائقة وأطعمة متنوعة وخدمات متعددة.
ويقف وراء هذا الرفض فهم خاطئ لوظيفة دور الأيتام الحكومية، وهو أنها مخصصة للأطفال اللقطاء، وبالرغم من الجهود التي يبذلها قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في ميسان، بغية تصحيح هذه الفكرة الخاطئة وحث الأرامل على إيداع أطفالهن في دار الدولة للبراعم (الأيتام سابقا)، إلا أن الجهود ذهبت أدراج الرياح.إذ تصر أم نجم على التسول الذي تمتهنه منذ فترة طويلة لتأمين قوت أسرتها المتكونة من زوج مقعد وثلاثة أطفال على أن تفرط بأي من أطفالها، رافضة بشكل قاطع فكرة إيداعهم في دور الرعاية الحكومية.وقالت أم نجم لـ"المدى"، بشأن إيداع أطفالها في دار الدولة للبراعم: أنها تفضل الموت جوعا على التخلي عن أطفالها الذين لا تتحصل على قوتهم اليومية بسهولة.ويشاطر أم نجم، تشدّدها في رفض إيداع أطفالها في دار الرعاية الحكومية، الكثير من العوائل المعوزة التي لديها أطفال أو أيتام يصعب التكفل بتأمين احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس وسواهما، وبرروا في أحاديثهم لـ"المدى" وبشبه إجماع أن الدار مخصصة لأولاد الحرام (اللقطاء)، بحسب وصفهم.ويندر أن تجد تقاطعا مروريا وسط مدينة العمارة يخلو من هؤلاء الأطفال من كلا الجنسين، بعضهم يبيع المحارم الورقية (الكلينكس)، وآخرون يبيعون العلكة والنساتل، أو ينظفون زجاج السيارات مقابل أقل فئة نقدية متداولة، نزولا إلى ممارسة التسول في الطرقات والأسواق. التفاصيل ص6
أرامل وأيتام ميسان: الشوارع أدفأ من دور الرعاية الحكومية
نشر في: 27 فبراير, 2012: 11:02 م