بغداد / وائل نعمةيدعي بأنه يملك حاسة خفية ...تلتقي البنات في الجامعة على الطاولة التي يجلس فيها دوما وهو يمسك بكف فلانة ويحدد لها خط العمر والزواج ، وأخرى تبكي لأنها ستفقد حبيبها الذي فضلت الإشارة إليه بالحروف بعد قصة حب طويلة جمعتهما ،
تحيطه فناجين القهوة المقلوبة ويندلق اللون البني من بعضها على الصحون وهو يستغرق ويغوص بالتفاصيل، "احترسي ... انه يوم سعدك ...الفرج قريب" .اكتسب "سعيد" شعبية واسعة بين الطالبات حتى انه تخطى حدود كليته وبدأ يكسب زبائن من أقسام أخرى، الفضل كما يقول إلى يوم مولده الذي اكسبه قدرة على معرفة المستقبل ، انه التاسع والعشرين من شهر شباط، في حادثة كونية غريبة من نوعها لا تحدث إلا مرة واحدة كل أربع سنوات ، يزداد العام الشمسي يوماً إضافياً بنهاية شهر شباط، ما يمنح مواليد برج الحوت يوماً إضافياً في عمر البرج السنوي وينفردون به عن غيرهم من مواليد الأبراج الأخرى، وهو أمر يستدعي التفكير والتأمل في هذه الظاهرة وكيفية تأثيرها على سير الأبراج الأخرى، يأتي يوم التاسع والعشرين من شباط كل أربعة أعوام كزائر مفاجئ ينضم إلى عمر أصحاب تلك المواليد، إلا أنه لا غنى عن قدومه في ذات التوقيت لحفظ توازن التقويم، فمن المعروف أن العام مكون من ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً وست ساعات، وتصبح الساعات الست يوماً بمرور أربعة أعوام متتالية ليصبح ذلك العام مكوناً من ثلاثمائة وستة وستين يوماً. ويحتفل سعيد الذي دوما يخفق في تحضير موعد عيد ميلاده هذا العام بشكل مريح، منتظرا الحصول على هدايا مميزة لان كما يقول "كل أربع سنوات أقيم عيد ميلاد حقيقي ...استحق هدايا مختلفة هذا العام تجمع لي منذ 4 سنوات سابقة"، ويرفض سعيد أن يحتفل بيوم آخر غير يوم مولده الحقيقي في السنوات السابقة لأنه يعتبره "فالاً سيئاً " ، معتقدا أن القدر قد وضعه في هذا اليوم ليكسبه امتيازات يختلف بها عن البشر الآخرين .وقال الطالب الجامعي احمد جميل الذي ولد في هذا اليوم إنه يضطر سنويا بسبب "تعاسة حظه" حسبما يسميها الى أن يحتفل في يوم قبل أو بعد ذلك التاريخ وانه اعتاد على التنسيق مع صديقه راشد الذي ولد في 28 فبراير لعمل عشاء موحد للأصدقاء، وأضاف " انه لشعور غريب أن تمر عليك سنة ولا تعترف بيوم ميلادك أو لا تجده ضمن الروزنامة السنوية ولا حتى في ذاكرة الهاتف كما يفعل البقية ليتذكروا ترتيبات عيد ميلادهم أو يفعلها زملاؤهم لكي يتذكروا أعياد الأصدقاء والأحبة". أما فاتن الموظفة في احدى الدوائر الحكومية فتتذكر طفولتها عندما كانت تسأل أسرتها عن سبب احتفالهم بعيد ميلادها قبل يومه أو بعده إلا أن استوعبت قصة السنة الكبيسة التي شرحتها لها مدرستها بعد أن بلغت أشدها. وتقول فاتن إنها فرحة جدا بهذا التاريخ لأنه يوم مميز، تنتظره كل 4 سنوات، والجميع يتذكرك في هذا التاريخ لأنه لا يتكرر سنويا، وعن ترتيباتها هذا العام، تضيف "لم احتفل على مدى السنوات الأربع الماضية بعيد ميلادي لكي يكون حفلا مميزا هذا العام مع أصدقائي، واذكر صديقاتي بألا ينسوا ميلادي وإلا سأنهي علاقتي بهم." عام 2012 سنة كبيسة وعدد أيام شهر شباط 29 يوما. تقول القاعدة: كل السنوات التي يقبل مجموع أرقامها القسمة على 4 هي سنوات كبيسة، باستثناء أرقام السنوات التي تنتهي بـ 100، إلا في حالة قبولها القسمة على 400، ولهذا لم تكن سنة 1900 سنة كبيسة، في حين كانت سنة 2000 سنة كبيسة، وستكون سنة 2400 سنة كبيسة، أما 2100 و2200 و2300 فلن تكون سنوات كبيسة.يعطي علم الفلك تفسيرا للسنة الكبيسة: فالأرض تقطع 940 مليون كم سنويا في دورانها حول الشمس. ورغم أن الأرض تدور بسرعة 107.000 كم في الساعة، فإنها تحتاج إلى 365,24 يوما لقطع هذه المسافة. لكن عدد أيام السنة العادية يبلغ 365 يوما. أما الـ 0,24 يوما فتتجمع كل أربع سنوات لتساوي يوما كاملا. لذلك تكون كل رابع سنوات "سنة كبيسة" ويكون مجموع عدد أيامها 366 يوما، كما هو الحال في سنة 2012. أما الاستثناءات فيتم تعويضها في منعطفات القرون، أي مع نهاية قرن وبداية قرن جديد، لأن مجموع 0,24 مضروبا بأربعة في منعطفات القرون، لا يساوي يوما كاملا، وإنما أقل من يوم.فيما تضطر هدى كريم ( 22 ) عاما التي ولدت في 29 شباط سنويا بسبب ما تسميه بـ"سوء حظها " أن تحتفل في يوم قبل أو بعد من ذلك التاريخ، وأضافت " أن تمر عليك سنة ولا تعترف بيوم ميلادك أو لا تجده ضمن التقويم ...انه أمر غريب" .بالمقابل يسعد آخرون بهذا التاريخ معتبريه يوما مميزا ، كما يقول هشام عبد الله (30 ) عاما : لم احتفل على مدى السنوات الأربع الماضية بعيد ميلادي لكي يكون حفلا مميزا هذا العام مع زوجتي وأطفالي، واذكر الجميع بألا ينسوا ميلادي وإلا سأضطر إلى أن انهي علاقتي بهم"! ويؤكد الفلكي علي البكري أن مواليد 29 شباط هم في العادة رومانسيون ، ويضيف " أن أرقامهم تتكون من 9 و 2 و
بعد أربعة أعوام بسيطة.. أبناء 29 شباط يحتفلون للمرة الأولى
نشر في: 28 فبراير, 2012: 08:05 م