اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المتنبي في شارعه يتنازل حياء من أبراج ماغي فرح

المتنبي في شارعه يتنازل حياء من أبراج ماغي فرح

نشر في: 28 فبراير, 2012: 08:26 م

 بغداد/ ماجد طوفانلم يكن المتنبي يعرف ان بغداد ستحتضن شارعا يحمل اسمه ، وأنه سيكون مخصصا لبيع الكتب ، وهو القائل: أعزّ مكان في الدنا سرج سابح .. وخير جليس في الزمان كتاب  ما الذي سيحدث لو أن المتنبي امتطى فرسه ، وجاء الى شارعه بحثا عن كتاب ،
 ربما ستدهشه نوعية الكتب وأشكالها وألوانها ، وحتى موضوعاتها ، فالرجل غادر الكتاب وهو مهووس بالشعر والأدب، ربما سيتفاجأ بكتاب ماغي فرح ، وكيف سيقنعه بائع الكتب أن هذا الكتاب يتحدث عن الأبراج والطالع ، هل يمكن لبائع الكتب أن يقنع المتنبي بأن كتاب ماغي فرح اكثر مبيعا من ديوانه بعشرات الالاف من المرات ، شاغل الدنيا ربما سيصاب بالخيبة ويعود ادراجه من حيث اتى ، جاء المتنبي وغادر خلسة ، لم يثر اهتمام الناس الذين كانوا يتجولون في الشارع، فقد كانوا مهتمين بالبحث عن كتب بعينها، أصيب الرجل بالاندهاش والحيرة ، فقد شاهد العديد من عناوين الكتب العلمية التي تتحدث عن تقنيات البرامجيات ، ووقف حائرا امام الاقراص المدمجة ، الا انه لمح وعن بعد ما يشبهه، مر قريبا من مقهى الشابندر ليلحظ عن بعد ان هناك تمثالا عند حافة النهر .. إنه أنا .. هكذا تمتم المتنبي مع نفسه .. وبعد ان وجد نفسه غريبا في مكان يحمل اسمه ، وهناك تمثال وضع تكريما له ، آثر ان ينشد :أنا في امة تداركها الله .. غريب كصالح في ثمودغاب المتنبي في زحمة الناس ، وبقينا نحن نبحث عن الكتب ، كانت الاسئلة تسحبنا نحو اصحاب المكتبات ، لمعرفة مدى اهتمام العراقيين بالقراءة ، وما لذي يقرأونه ؟ وهل ترك لهم الوضع المأساوي الذي يعيشونه متسعا للقراءة ؟ واي الفئات العمرية الاكثر اهتماما ؟ وما هي العناوين الجاذبة لهم ؟ وهل اصبح الكتاب ترفا ام حاجة ؟ وهل اصبح الكتاب في مراحل متأخرة بسبب التكنولوجيا ؟rnالكتب الدينيّة والفضائح والإلحاد الأكثـر رواجاًالناشر والاعلامي مازن لطيف كان اول من التقيناهم وسألناه عن الكتب الاكثر مبيعا ، وهل ان هناك ثباتا لنوعيات معينة من الكتب تحافظ على رواجها فبادر بالقول " الكتب  الاكثر مبيعاً في السنوات الاخيرة تختلف بين فترة واخرى وهناك عرض وطلب مثلها مثل اية سلعة اخرى، فهناك الكتب الدينية وتحديدا (الشيعية) بسبب انها كانت ممنوعة سابقا ،  فاصبح لها رواج كبير جداً كونها ممنوعة لعقود من الزمن، وقد ضخت ايران وبيروت هذه الكتب بصورة كبيرة وبأسعار رخيصة ومدعومة، لكن ما يهتم به القارئ الان هو الكتاب السياسي من مذكرات او فضائح سياسية وهي الكتب الاكثر رواجاً فضلاً عن الكتب الفكرية خاصة الكتب التي لها رؤية علمانية، ولا ننسى الكتب الاكثر رواجاً ومبيعاً في كل دول العالم بما فيها العراق، وهي  كتب الطبخ والابراج، هذه الكتب لها مواسم وهي بداية كل عام .وعن حضور المرأة في اقتناء الكتب وغيرها من الفئات العمرية اضاف لطيف، المرأة ضعيفة الحضور في جانب الكتاب والقراءة وحضورها لشارع المتنبي اغلبه هو لحبّ الظهور او يكون لها لقاء مع صديقة او مشوار آخر. وعن تأثير الانترنيت في الاقبال على الكتاب ، اوضح لطيف ، لقد اثر الانترنت على الكتاب بشكل قليل في العراق لكون العراقيين قليلي الخبرة في مجال الانترنت لكن يبقى للكتاب نكهته وقراؤه ، اما الشباب فقد اقبلوا في الفترة الاخيرة على شراء الكتب التي تتحدث عن نقد الفكر الديني والكتب التي تتناول فكر الالحاد.rnنزار قبانيونابليون بونابرتشيماء طالبة في كلية الآداب ، سألناها اذا كانت تهتم بقراءة الكتب فقالت: قرأت في المنهج الدراسي عن فرويد وأحببته جدا ، وذهبت مع ابي الى شارع المتنبي واقتنيت كتاب تفسير الاحلام لفرويد ، لأنني مهتمة كثيرا بالاحلام ، وعندي هوس كبير بقراءة الابراج ، مع اني لست مقتنعة بها كثيرا ، ولكنني اقرأوها من باب الفضول والمتعة " اما كرار وهو طالب في كلية التربية فقد ابدى انه يهتم بمتابعة قصائد الشاعر نزار قباني ، وعندما سألته كم كتابا تملك لنزار ، اجابني انا اراها في السوق او المكتبات لكنني لا اقتنيها ، وهنا استغربت منه وقلت له كيف تهتم بشاعر وانت لا تملك اي كتاب له !! فأجابني انا أتابعه من خلال ما غنى له المطرب كاظم الساهر من قصائد . وليس بعيدا عن هؤلاء الشباب لاحظت ان الفتى حسان الذي لا يتجاوز عمره الـ 14 ربيعا مهتم بقراءة الكتب التي تتحدث عن الحرب ، فقلت له ما الذي دعاك الى قراءة الكتب العسكرية والتي تشم منها رائحة القتل والدماء والخراب ، فاجاب بأنه فتح عينيه على الحرب ، وهو يحب الشخصيات العسكرية التي سطرت اسمها في متون التاريخ . وحسان أبدى اعجابه بسيرة حياة نابليون بونابرت ، وقال كل ما يخص نابليون عندي.. سيرته وحياته وتفاصيل غزواته وصوره تملأ غرفتي ، حتى ان اصدقائي اصبحوا يطلقون علي اسم نابليون لكثرة اهتمامي به . وفيما انا افكر ان التقط عينة اخرى لأعرف اهتماماتهم من خلال تجوالي في الشارع وفي مكتبة عدنان تحديدا ، اثار انتباهي احدهم وهو يسأل عن كتب السياحة والجغرافية وهو رجل قد قارب الخمسين من العمر ، فسألته عن سر اهتمامه بهذا النوع من الكتب فبادرني بالقول " انا سمير وصار لي سنين طويلة وانا اتابع ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram