 بغداد / المدىكشف رئيس لجنة التربية البرلمانية أن العراق بحاجة إلى ستة آلاف بناية مدرسية، يستغرق بناؤها نحو 20 عاما في حال الاعتماد على الميزانية المخصصة لهذا الغرض. وقال رئيس اللجنة النائب عادل فهد الشرشاب لوكالة "فرانس برس": أن العراق بحاجة إلى بناء ستة آلاف مدرسة في الوقت الحاضر لاستيعاب الأعداد الحالية للتلاميذ والطلبة. لكنه استدرك بالقول: "نحتاج إلى 20 سنة لبناء هذا العدد من المدارس وفقا للتخصيصات الحالية ضمن الموازنة،
 وعندها سنكون بحاجة إلى أعداد إضافية أخرى وفقا للنمو السكاني السنوي". وبحسب المتحدث باسم وزارة التربية وليد حسين، فأن في العراق أكثر من ثمانية ملايين تلميذ وطالب، يتوزعون بين أكثر من 20 الف مدرسة حكومية، ونحو 600 مدرسة أهلية في عموم البلاد، باستثناء إقليم كردستان. وتترواح أعمار هؤلاء التلاميذ والطلبة بين ستة أعوام و18 عاما، ويشكلون نحو 25% من مجموع نفوس العراقيين البالغ أكثر من 32 مليون نسمة. وكان مجلس النواب صوت في "جلسة ماراثونية" الخميس الماضي على الموازنة الاتحادية لعام 2012 والتي بلغت 100 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 22% عن العام الماضي، فيما ميزانية وزارة التربية نحو مليار دولار، أي ما نسبته 1%.ويوضح الشرشاب أن "الموازنة التي خصصت لوزارة التربية لإنجاز المشاريع والنهوض بالواقع الحالي تقدر بـ455 مليار دينار، وهي لا تكفي لبناء العدد المطلوب من المدارس". ويرى أن "الدفع بالآجل هو الحل الأمثل لمعالجة هذا الأمر وإنجاز هذه المدارس في وقت سريع"، مضيفا أن "الحكومة اقترحت مادة خاصة بالدفع الآجل لإنجاز المشاريع، ولكنها جوبهت برفض الكتل السياسية البرلمانية" التي عادة ما تفتقر إلى التوافق في ما بينها على المشاريع. من جانبها، تقول النائبة نجيبة نجيب عضو اللجنة المالية في البرلمان، أن هذه اللجنة تتفق مع مسؤولي قطاع التربية "حول الحاجة إلى هذا العدد من المدارس"، لكنها تشدد على أن النفقات الحكومية كثيرة "ولذلك فأن التخصيصات المالية لعموم الوزارات لا تغطي الحاجة".ولا يجد بعض التلاميذ والطلبة في المدارس الحكومية مقاعد كافية للجلوس عليها بسبب اكتظاظ الصفوف في أغلب مدارس البلاد، وهو ما يجبر عائلات على إدخال أبنائها وبناتها إلى المدارس الأهلية.ويؤكد المتحدث باسم مديرية تربية محافظة البصرة باسم القطراني أن "المحافظة بحاجة إلى أكثر من 700 بناية مدرسية جديدة لمعالجة الدوام الثنائي والثلاثي في أغلب مدارس البصرة".ويضطر تلاميذ وطلبة المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية إلى التناوب على الصفوف التي لا تتسع لهم جميعا معا، إذ يحضر تلاميذ الابتدائية صباحا، ثم يغادرون ليحل مكانهم طلبة المرحلة المتوسطة ظهرا، ويليهم طلبة الثانوية. ويشير القطراني إلى أن "هناك مدارس يجلس في كل صف فيها 60 طالبا، في حين أن الصف مخصص لثلاثين طالبا فقط".