TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > كل ثورة لها ليدي ماكبث تخصها!..زوجات الدكتاتوريين العرب

كل ثورة لها ليدي ماكبث تخصها!..زوجات الدكتاتوريين العرب

نشر في: 29 فبراير, 2012: 07:44 م

 ترجمة: عبد الخالق علي في كانون الاول 2010 ، جلست سيدة فرنسا الاولى كارلا بروني لتناول الغداء تحت الثريا الذهبية لقصر الاليزيه مع اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري بشار الاسد . اثناء جلوسهن مع ازواجهن على مائدة مغطاة بقماش منقوش بصور الفراشات ، كان يرافقهم مصور لالتقاط صور لمجلات مشاهير الفرنسيين.
مؤخرا صوتت مجلة ايلي الفرنسية على ان اسماء هي "اكثر النساء اناقة في السياسة العالمية"، و اطلقت عليها مجلة (باريس ماتش) لقب "ديانا الشرق" و "شعاع ضوء في بلد مليء بمناطق الظل". بعد ايام من ذلك الغداء ، احرق بائع خضار تونسي يائس نفسه واشعل فتيل اول ثورة في ربيع العرب. وبينما كان نادل ساركوزي يقدم للاسد عصيرا في قدح من الكريستال، كان هناك قلق بين بعض الدبلوماسيين من  دردشة الرئيس الفرنسي مع رئيس نظام  دكتاتوري قمعي معروف بالتعذيب والوحشية وبالسجون السياسية . لكن ساركوزي الخبير بأهمية الزوجات الرقيقات في السياسة، كان يرى اسماء بمثابة بوليصة تأمين له . فيما بعد قال وزير الخارجية الفرنسي الاسبق برنارد كوتشنر"عندما نقول ان بشار هو اسوأ المستبدين" ، يرد  ساركوزي " ان بشار يحمي المسيحيين ولا يمكن ان يكون سيئا بوجود زوجة عصرية مثل زوجته".اليوم وبعد أحد عشر شهرا من القمع الدموي للانتفاضة الديمقراطية في سوريا وقتل الالاف وهرب الاف اللاجئين عبر الحدود السورية، انهارت إستراتيجية اسماء  في العلاقات العامة كوجه رقيق للنظام، بريطانية المولد، عندما ظهرت مبتسمة الى جانب زوجها للتصويت في الاستفتاء على دستور جديد، اكدت الاتهامات التي وجهتها اليها المعارضة من انها تحولت الى ماري انطوانيت عصرية ، بالاضافة الى  ظهورها في احد السباقات وهي تحتضن اطفالها دعما لزوجها ورسالة بعثتها بالبريد الالكتروني الى (التايمز) تؤكد فيها دعمها له ، كل ذلك اعاد فتح النزاع حول دور زوجات الحكام المستبدين في ربيع العرب . يقول احد خبراء صحيفة ميدل ايست متنهدا "كل ثورة لها ليدي ماكبث تخصها". زوجات المستبدين يختلفن عن باقي النساء ، حيث تجمعهن درجات متفاوتة من كراهية الناس والثروات التي تستدر الدمع من العيون ودواليب الملابس الفاخرة والانوثة بالاضافة الى – في حالة اسماء – الاعمال الخيرية التي تلهي الجماهير عن الحقائق الوحشية للنظام . ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي  الطموحة سياسيا، كانت اكثر الزوجات مقتا ورمزا وحشيا للمحسوبية والفساد. ابتزازها لثروة الدولة جعل احذيتها التي يبلغ عددها ثلاثة الاف زوج من محلات اميلدا ماركوس تبدو زهيدة ولا قيمة لها . اججت ليلى الطرابلسي الاحساس بالظلم الذي اشعل الثورة من خلال سيطرتها على اقتصاد البلاد على غرار اسلوب المافيا، وشفط ثروات البلاد لصالح افراد اسرتها واسرة زوجها الذين كانوا يسيطرون على 30 – 40 % من اقتصاد البلاد ويديرون كل شيء من شؤون الكمارك الى تجارة السيارات وسلسلة الاسواق واستيراد الموز . هي و أقرباؤها متهمون بطرد ابناء الشعب من مساكنهم اذا ما اعجبتهم الاراضي ، ومصادرة تجارتهم وأعمالهم اذا ما وجدوا انها مربحة لهم . لقد اتخذت الطرابلسي قطعا اثرية لزخرفة غرف قصرها بينما قامت ابنة زوجها وابنه بجلب الايس كريم بالطائرة من سينت تروبيس لتناوله في حفلات عشاء . بالاضافة الى وصفها بالمرأة التي اججت ربيع العرب ، فإن الطرابلسي – التي تحب ان يطلق عليها لقب"السيدة الرئيسة" – قد طبعت الرهبة في مخيلة الناس . احد الكتب التي ألفها رئيس خدمها مؤخرا يحكي  كيف انها كانت تقتل الحرباء من اجل ان تلقي تعويذة على زوجها، وكيف انها كانت تعاقب الطباخين بتغميس ايديهم بالزيت المغلي . من منفاهما  في السعودية سعت ليلى وزوجها العام الماضي الى تمييز الحكم الغيابي الصادر غيابيا بحقهما والقاضي بسجنهما لمدة 35 عاما بتهمة السرقة والامتلاك غير الشرعي لمبالغ كبيرة من العملة الاجنبية والمصوغات والقطع الاثرية والمخدرات والاسلحة – في اول قضية ضدهما من بين عدة قضايا اخرى . بعد هربهما تم العثور على 27 مليون دولار نقدا وجواهر واسلحة وكيلوين من المخدرات في احد قصورهما المترفة خارج العاصمة تونس . في نفس الوقت، استفادت سوزان – زوجة الرئيس المصري حسني مبارك نصف الويلزية – من ثروة تقدر بالمليارات في بلد يعيش 40% من سكانه على اقل من باوند ونصف في اليوم الواحد . يتم التحقيق معها ومع زوجها اليوم بشأن جرائم ضد الدولة وحول مقتنيات تساوي مليونين ونصف باون تقريبا . قبل الثورة المصرية، كانت كل صفحات الجرائد "مخصصة" لتغطية مشاركات سوزان الخيرية وجهودها لصالح المرأة ، الا ان ذلك – كما هي الحال مع الطرابلسي – كان مجرد واجهة . كانت سيدة تونس الاولى تترأس الكثير من الهيئات الرسمية النسوية وتمنح نفسها جوائز عن دورها في دعم المرأة، بينما مروجو الحملات الديمقراطية الاصلية الداعمة للمرأة يرون زملاءهم يتعرضون للضر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، اصبوحة تأبينية للمهندس والمعماري العراقي الكبير الراحل هشام المدفعي، استهلها الباحث رفعة عبد الرزاق بالحديث عن حياته المساهمة النوعية في اصدار مذكرات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram