TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > سالم عبيد النعمان.. تاريخ وطن وآمال شعب

سالم عبيد النعمان.. تاريخ وطن وآمال شعب

نشر في: 2 مارس, 2012: 06:46 م

 أربيل: سجاد حسن محياختطف الموت من بيننا المناضل سالم عبيد النعمان ، لكنه لم يستطع أن يخطف منّا أفكاره وصورته وتأريخ العراق الذي أفنى حياته من أجله وآمال شعب في الحرية والحياة الكريمة.. لم يستطع أن يخطف محبة  النعمان من ذاكرتنا ومن قلوبنا.
كرس حياته لخدمة قضايا شعبه المصيرية مختاراً طريق الكفاح سبيلاً لترجمة الأفكار والنظريات إلى واقع ملموس، وكم كان حريصاً على حماية رفاقه، وكم كان دقيقاً في أحاديثه السياسية، وملتزماً بأفكار الحزب الشيوعي العراقي .منذ ريعان شبابه أدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، لم تثنه السجون والمعتقلات والملاحقات عن مواصلة كفاحه لتحقيق شعار  "وطن حر وشعب سعيد".rnنشأته وانضمامه للحزب الشيوعي العراقيفي أربيل التي اختارها ملاذاً أخيراً له التقينا  ابنه الدكتور بيان (للمرحوم ثلاثة أبناء وبنت واحدة: غانم طبيب اختصاص باطنية، وبيان دكتوراه في الهندسة وأستاذ جامعي، وسعد طبيب أطفال، وابنته شروق).ولد أبو غانم في بلدة عانة بالرمادي سنة 1923 من أسرة تمتهن تجارة الأقمشة،أكمل الدراسة الابتدائية في عانة وسافر إلى بغداد ليكمل الدراسة في متوسطة الكرخ والإعدادية في الثانوية المركزية ثم دخل كلية الحقوق سنة 1941 ،وفي سنة 1942 عندما كان طالبا في الحقوق انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عن طريق  حسين الشبيبي الذي كانت تربطه بالمرحوم علاقة وثيقة والتقى يوسف سلمان (فهد) في نفس السنة فقرَّبه للحزب لما لمسه فيه من ذكاء وحماسة وأسندت إليه مهمة تنظيم التظاهرات لأنه كان عارفا بشوارع  ودهاليز أزقة بغداد، فكان ينظم بداية ونهاية التظاهرة،ويوجه كيفية التخلص من الشرطة في العهد الملكي، فضلا عن مرافقته فهد في زياراته للتنظيمات في بغداد والمحافظات أيضا بصورة سرية .ويذكر أن  فهد أرسله إلى محافظتي الحلة والناصرية لكسب الوجهاء للحزب الشيوعي.rnالنضال السريّ في العهد الملكيبعد تخرجه في كلية الحقوق سنة 1945 فتح مكتبا للمحاماة في شارع الرشيد وأسس في المكتب أيضا دار الحكمة للطباعة والنشر تقوم بطباعة الكتب الأدبية والسياسية ولكنها في الحقيقة كانت مركزا للنشاط التنظيمي للشيوعيين إذ تطبع فيه منشورات الحزب الشيوعي وتوزع بمعية الرفاق في بغداد، وكانت لها تأثيرات كبيرة في الشارع العراقي.تعرّض المكتب لمداهمات عديدة من قبل البوليس السياسي آنذاك واعتقل المرحوم لفترات قصيرة مع بعض الرفاق خصوصا عندما كانت تحدث تظاهرات عارمة في بغداد. كان أبو غانم  المسؤول التنظيمي للشهيد سلام عادل 1945/1947 والتقاه بعدها مرتين بصفته صديقا، لأن الشهيد سلام عادل كان قليل الظهور بصورة علنية خشية إلقاء القبض عليه من قبل الأجهزة البوليسية القمعية . الفترة الذهبيةيقول الدكتور بيان النعمان: هناك فترة ذهبية شهدها الحزب يذكرها والدي حيث كان هناك متسع من الحريات السياسية للأحزاب فتشكل حزب باسم حزب التحرر الوطني سنة 1946 برئاسة حسين الشبيبي والمرحوم سالم عبيد سكرتيراً للحزب، وكان من أبرز أعضائه المحامي محمد حسين أبو العيس(استشهد في سنة 1963 في الانقلاب الأسود) ،فنال الحزب شعبية كبيرة في وقت قصير لقربه من الطبقات الكادحة والعمال وأصبح يشكل قوة في الشارع العراقي، لكنه حين تقدم بطلب الحصول على إجازة رسمية من حكومة (توفيق السويدي) رفض طلبه من قبل الحكومة لأسباب تتعلق بارتباط أعضائه بالحزب الشيوعي العراقي (حسب ادعاء الحكومة) ، وبالرغم من هذا الرفض إلا أن الحزب ظل يعمل بحرية ومن دون رقابة صارمة من قبل الحكومة لحين سقوط حكومة السويدي، وجاءت بعدها حكومة قمعية بوليسية برئاسة أرشد العمري ،فشنت هجوما شرسا على كوادر الحزب الشيوعي وحزب التحرر الوطني، وتم في يوم أسود اعتقال القياديين وعلى رأسهم فهد وزكي بسيم وحسين الشبيبي ووالدي ،وذلك في سنة 1947.rnأيام المعتقل..صلابة في مواجهة الجلاّدويواصل بيان :تم وضع الشيوعيين في سجن الكوت بادئ الأمر،وحكم على فهد وزكي بسيم وحسين الشبيبي بالإعدام ولكن هذا الحكم جمّد مدة من الزمن، وخلال هذه الفترة كان  فهد ينظّم حياة السجناء يعاونه في ذلك والدي، فكل شيء يسير وفق جدول معد مسبقا،  إذ هناك مجموعة من السجناء يعدون الطعام ومجموعة أخرى تهتم بالجانب الثقافي، وفي نهاية اليوم يقدم والدي لفهد ملخصاً لتحليل الوضع السياسي وآراء الأحزاب إلى جانب لتحليله مواقف الحكومة والأحزاب حسب تطورات الوضع.وأضاف بيان :يذكر المرحوم معاناته ورفاقه داخل المعتقل فقد كانت تمارس داخله ضغوطات نفسية عليهم أبرزها الحبس الانفرادي وكان والدي يتذكر جيدا مدى العذاب الذي لاقاه  زكي بسيم لأنه كان ثاني شخص في الحزب الشيوعي ومشرفاً على التنظيم بشكل مباشر إذ تم حبسه في المراحيض لأيام عديدة من دون أن يقدم اعتذاراً ليضرب مثلا رائعاً في البطولة والتحدي،أما والدي فتم إيداعه الحبس الانفرادي لمدة طويلة ،وكانت التحقيقات متواصلة  مع المناضلين ليل نهار وكانت أرجلهم موثقة دائما بسلاسل حديدية ثقيلة، وكان يدير مراكز التعذيب هذه مدير التحقي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، اصبوحة تأبينية للمهندس والمعماري العراقي الكبير الراحل هشام المدفعي، استهلها الباحث رفعة عبد الرزاق بالحديث عن حياته المساهمة النوعية في اصدار مذكرات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram