أربيل/ المدىكشفت تقارير صحافية بريطانية سابقة نشرت سنة 2008 عن بعض الاسباب التي أدت الى تصعيد وتيرة جرائم الشرف في إقليم كردستان العراق. ويروي تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، قصة "روناك" التي هربت إلى ملجأ للنساء في السليمانية بعد أن اتهمها زوجها بالخيانة،
إلا أنها لم تسلم إذ أطلقت عليها النار من أعلى أحد الأبنية وأصيبت في عنقها قبل أن تجرى لها عملية جراحية أنقذت حياتها.. وينقل التقرير عن الأمم المتحدة إن أكثر من 350 امرأة قتلت في كردستان العراق بجرائم شرف خلال الأشهر الستة الأولى من 2007.وتقول الصحيفة: إن أحد أسباب انتشار جرائم الشرف في العراق هو انتشار الهواتف المحمولة التي تحتوي على كاميرات وذلك بسعر رخيص. ويشير التقرير إلى أن الرجال يحبون تصوير أنفسهم عندما يمارسون الجنس، ومن ثم يقومون بتوزيع الصور على أصدقائهم فينتهي الأمر بفضيحة تؤدي إلى جريمة. وكانت قضايا جرائم الشرف المتعلقة بصور الجوال قد بدأت عام 2004 مع انتشار فيلم جوال جنسي بين صبي وفتاة في الـ17 من عمرها في عاصمة إقليم كردستان أربيل. وبعد يومين من تداول الفيلم قتلت الفتاة بيد أسرتها وبعد أسبوع قتل الصبي بيد أقاربه.وقال التقرير إنه بالرغم من الأرقام المرعبة لضحايا جرائم الشرف في العراق، فإن إقليم كردستان الذي تتولى رئاسته حكومة علمانية هو المنطقة الوحيدة التي تشهد تحسنا في حقوق المرأة على عكس بغداد حيث تبرز الأحزاب الإسلامية الدينية. بعض الإعلاميين الكرد حمًّل الدين والفتاوى التي تصدر من الجهات المعنية بأنها وراء تنامي ظاهرة العنف الموجّه ضد المرأة الكردستانية فالإعلامي الكردي بدران أحمد حبيب نشر على موقع أكانيوز قبل مدة مقالا بعنوان: (الدين متورط في قضية العنف ضد المرأة) تطرق فيه إلى قضية ختان المرأة وموقف رجال الدين منه،منتقدا المواقف الضبابية لهم في مسألة تحريمه أو تحليله. بعد إلغاء وزارة المرأة في الكابينة الحكومية السابقة طالبت منظمات المجتمع المدني بتأسيس مجلس يكون حلقة وصل بينها وبين الحكومة مكون من ثمانية أعضاء وله مقر وحيد في أربيل وإحدى مهامه الرئيسة هي رصد ومتابعة حالات العنف ضد النساء.أديبة عبدول عضوة المجلس صرحت للمدى قائلة: ظاهرة العنف ضد النساء برأيي الشخصي أسبابها عديدة وهي منتشرة في المناطق الريفية التي تسودها الأعراف العشائرية وامتدت بمرور الزمن إلى المدن، فلابد للجهات الإعلامية المختلفة في إقليم كردستان توعية المجتمع بالمخاطر الجسيمة لهذه السلوك المشين،فالأب يقتل ابنته والأخ يقتل أخته، لذا يجب إنزال أشد العقوبة بالفاعلين،وأدعو القضاء إلى عدم التساهل مع تلك الجرائم،فالقانون هو الفيصل والرادع لتحجيم الظاهرة وتداعياتها، كما أجد من الضرورة بمكان توعية المرأة الكردستانية بعدم اللجوء إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من الضغوطات،فهناك الآن دور حكومية خاصة منتشرة في محافظات الإقليم الثلاث توفر الحماية والعناية للنساء وأدعوهن إلى مراجعة تلك الدور في حال تعرضهن للعنف والاضطهاد الأسري. الأرقام تتحدّث قصص محزنة عن فتيات يهربن إلى المجهول من قتل محتم بسبب علاقة عاطفية مع شاب، ونساء يقتلن أو يحرقن بحماية أعراف جرمية تسمى " غسل العار " والتي انطوت تحتها جرائم أخرى لاعلاقة لها بغسل العار، أرقام وإحصاءات رسمية ومن منظمات محلية ودولية مهتمة بهذه الظاهرة تؤكد أن محاولات حكومة إقليم كردستان من قرارات ولجان مختصة استطاعت أن تحد بصورة جزئية من ظاهرة تشوه معالم التطور العمراني والاقتصادي في الإقليم.وشكلت حكومة الإقليم لجنة متابعة للحد من هذه الظاهرة بعد أن أخفق قانون أصدره مطلع الألفية الجديدة برلمان كردستان يقضي بعدم تخفيف العقوبة في حالة "غسل العار" في كبح العنف ضد النساء.ورغم الجهود الحكومية إلا أن الظاهرة طافية على السطح خصوصا مع اهتمام منظمات مجتمع مدني بهذه القضية تقرير وزارة حقوق الإنسان أكد عام 2007 أن 533 امرأة أقدمن على الانتحار أو تعرضن للقتل خلال عام 2006. وأظهر أن عدد النساء اللاتي انتحرن أو قتلن عام 2005 كان 289 امرأة لكنه ارتفع إلى 533 امرأة عام 2006،وازدادت نسبة الانتحار بين الضحايا من 22% عام 2005 إلى 88% عام 2006 كما ارتفعت نسبة القتل من 4% عام 2005 إلى 6.34% في 2006. وأشار إلى أن "غالبية النساء اللواتي يتعرضن إلى العنف تتراوح أعمارهن بين 13 و18 عاما.وحدد التقرير أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة بالضرب والاعتداء الجنسي والوعيد بالقتل والسب والقذف والزواج القسري والخطف والتحريض على الزواج والإبعاد عن الدراسة بالقوة. وقال مسؤول في حكومة الإقليم إن تشكيل اللجنة يأتي نتيجة اهتمام الحكومة بإيجاد حلول،وهناك لجان أخرى من وزارات الأوقاف والتربية والداخلية والعدل لمواجهة هذه الظاهرة.تقول عضوة برلمان كردستان ومسؤولة لجنة المرأة فيه " فيام " للمدى: إن جرائم الشرف موجودة في كل أنحاء العراق، وبسبب التكتيم الإعلامي عليها فإنها تكاد تكون غير واضحة للرأي العام وهي موجودة في كرد
جرائم "غسل العار " في كردستان تحميها التقاليد المتخلّفة والتطرّف الديني
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 2 مارس, 2012: 08:02 م