استقالت وزارة عبد الوهاب مرجان في الثالث من اذار 1958 بسبب عدم الانسجام الوزاري ، وكانت الاوساط السياسية تعرف ان الوزارة المقبلة ، سيضطلع بمهام رئاستها نوري السعيد ، لكونه صاحب الاكثرية النيابية ، فضلا عن الاحداث الجسيمة التي تواجه البلاد بعد اعلان الوحدة المصرية السورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة التي لم تخف عدائها لنظام الحكم في العراق وحلف بغداد والمعسكر الغربي . وهي امور لايستطع احد مواجهتها سوى نوري السعيد .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1958 تالفت وزارة نوري السعيد الرابعة عشر من 16 وزيرا ، وكان امامها اولا اقرار الاتحاد العربي بين العراق والاردن في مواجهة وحدة سوريا ومصر . وفي عهد هذه الوزارة تقدم عدد كبير من السياسيين بمذكرة الى السعيد تطالب باجراء اصلاحات سياسية وفق رغبات الشعب (قدمت بعد عشرة ايام من تاليف الوزارة)، بعد ايام من نشر بيان جبهة الاتحاد الوطني الاول الذي طالب باسقاط وزارة السعيد و تحقيق الحريات العامة , وهذه الجبهة انبثقت ممثلة الاحزاب الوطنية المعارضة. كما شهد عهد الوزارة بدء المفاوضات حول الدستور المشترك بين العراق والاردن ، وتعديل القانون الاساسي العراقي وفقا لذلك . كما قام السعيد بحل المجلس النيابي واجراء انتخابات جديدة ، فاز فيها 118 نائبا بالتزكية من اصل 148 نائبا ، كما حاول نوري السعيد اقناع الكويت للدخول الى الاتحاد العربي . غير ان العهد لم يطل بهذه الوزارة ، اذ قدمت استقالتها في 19 مايس من السنة نفسه ليتفرغ السعيد لرئاسة حكومة الاتحاد العربي بين العراق والاردن ، فعهد الى احمد مختار بابان بتاليف وزارة عراقية جديدة ، حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 لتنهي كل شيء .
حدث في مثل هذا اليوم: الوزارة السعيدية الأخيرة
نشر في: 2 مارس, 2012: 08:27 م