TOP

جريدة المدى > محليات > ساوة.. بحيرة يلفها الغموض والإهمال

ساوة.. بحيرة يلفها الغموض والإهمال

نشر في: 2 مارس, 2012: 10:05 م

 المثنى / المدى تغيب المظاهر السياحية عن بحيرة ساوة بمحافظة المثنى، كما تعاني من غياب مشاريع الاستثمار فيها، وقلة عدد زائريها نظرا لعدة أسباب يتقدمها الطقس الحار وارتفاع ملوحة المياه التي لم تسمح حتى بتربية الأسماك فيها. لم يلحظ السائق رحيم الأسدي وهو يقترب من بحيرة ساوة أية مظاهر تدل على أن هناك مرفقا سياحيا ذا خدمات تجعل منه مقصدا للزوار، بحسب ما نقل عنه موقع "إيلاف" الإلكتروني.
ورحيم الذي يعمل سائقا لباص سياحي، يزور ساوة لأول مرة بصحبة تلاميذ مدرسة ابتدائية في ناحية المحمودية، تفاجأوا بأن البحيرة التي طال شوقهم لرؤيتها لم تكن سوى مسطح مائي تعلو ضفافه الأتربة والأوساخ، وتحيط به الصحراء والأملاح.وعلى الرغم من جمال المنظر الفريد من نوعه، والمتمثل في بحيرة مترامية الأطراف في صحراء واسعة، إلا أن غياب المظاهر على كونها مرفقا سياحيا، أصاب التلاميذ والمرافقين بالإحباط.ومنذ عقد الثمانينات من القرن الماضي كانت هناك محاولات لجعل بحيرة ساوة مقصدا للسياح، ونافذة لتمتع أهالي محافظة المثنى جنوب العراق بمنظر الصحراء والطبيعة، إلا أن كل المشاريع التي أقيمت كانت تجارب فاشلة، ولم يتبق من المرافق التي بنيت مثل المظلات والأرصفة والممرات سوى أطلال بائسة.كما لم يتبق من المطاعم ودور الاستراحة التي بنيت على شكل خيام سوى هياكل تلعب في داخلها الريح.وتمتد بحيرة ساوة على مساحة نحو تسعة كيلو مترات مربعة، ويتراوح عمقها بين ثلاثة إلى خمسة أمتار وتحيط بها حافات من الصخور والأملاح المتكلسة.وحين اقترب المعلم حميد حسن الذي رافق التلاميذ في رحلتهم، لم يجد من بناية المطعم الذي شيد سوى هيكل مجرد من مظاهر الحياة.وعلى طول الطريق المؤدي إلى البحيرة، لا توجد علامات مرورية أو إرشادية توحي لك باقترابك من مرفق سياسي هام.وبحسب كريم الجنابي (مدرس)، الذي يسكن على مسافة عدة كيلو مترات من البحيرة، فإن محاولات مشاريع الاستثمار في المنطقة باءت بالفشل، بسبب انعدام التنسيق بين الجهات المنفذة والسلطات المحلية المعنية.ويتابع: "بناء مرافق سياحية لا يكفي لوحده لإحياء المنطقة، لأنها إذا بنيت فستتحول إلى أطلال مثل السابق بسبب غياب الزائرين"، مشيرا إلى أن "الأمر يحتاج خطة عمل متكاملة يشترك فيها الإعلام والجهات السياحية ورجال الأعمال وخبراء السياحة والاقتصاد".ويضيف الجنابي "لا يجرؤ المواطن على القدوم إلى المنطقة بسبب انعزالها، وتطرّف المناخ وقسوته لاسيما في الصيف". وعلى الرغم من أن هناك زائرين يقصدون البحيرة، إلا أن أعدادهم قليلة جدا، ولا تحقق مردودا اقتصاديا لمن يسعى إلى الاستثمار في المنطقة، وتخلو البحيرة من مظاهر الحياة البحرية فيها بسبب الملوحة. وبحسب الجيولوجي سعيد حسن، فإن هناك محاولات سابقة جرت من قبل جهات علمية لتربية الأسماك فيها لكنها لم تنجح. وعايش حسن زيارة بعثة علمية روسية إلى البحيرة في السبعينات من القرن المنصرم لغرض دراستها لاسيما وأن هناك نظريات تفيد بارتباط مياهها ببحر قزوين.ويتابع: "تعلو البحيرة سطح الأرض بنحو خمسة أمتار، مما جعلها تبدو كحفرة عميقة لا يراها الناظر من بعيد".وفي ركن من أركان البحيرة الشاسعة تلمح سيارة وبجانبها أناس افترشوا الأرض، للتمتع بمنظر الطبيعة الخلاب، وهم أفراد عائلة أبو حسين، الذين جلبوا معهم كل ما قد يحتاجونه من شراب وطعام لمعرفتهم بقفر المكان حيث لا تتوفر أي خدمات.ويشير أبو حسين إلى أن المكان لم يتغير في ملامحه طيلة عقود، وظلت البحيرة فقيرة بإمكانياتها السياحية، مضيفا أن العديد من الخبراء الجيولوجيين زاروا البحيرة ودرسوا تكويناتها، لكن الإعلام لم يبد أي اهتمام بالنتائج التي توصلوا إليها حول البحيرة.ومنطقة البحيرة عبارة عن منخفض في وديان الهضبة الصحراوية وتبعد مسافة كيلو مترات عن نهر العطشان .ويلتقط أبو حسين الذي درس الزراعة في جامعة بغداد صورا نادرة لكهوف تنتشر على طول شاطئ البحيرة، حيث يأمل بنشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) كجزء من التعريف بها، قائلا: إن هذه الكهوف تكونت بفعل الأملاح التي تذوب بين الصخور، من بينها صورة لكهف بعمق ثلاثة أمتار.وحين يقترب الشخص من البحيرة يلمح ظاهرة الرغوة البيضاء التي تشكل منظرا خلابا وهي تحتضن الشاطئ.لكن المنطقة تعاني من النفايات التي تلعب بها الرياح، مثل الأكياس والعلب الفارغة والتي تجد طريقها أحيانا الى قاع البحيرة ما بساهم في تلوثها.ويرى كامل الطائي الذي يزور البحيرة بصحبة صديقه وابنه، أن الطقس المتطرف يبعد الزائرين عن البحيرة.ويقول: إن أطفاله رفضوا زيارة البحيرة للمرة الثانية بعدما وجدوا المنطقة عبارة عن صحراء مقفرة، عند زيارتهم الأولى لها قبل سنة، السبب نفسه الذي يجعل أهالي محافظة المثنى يصدون عن زيارتها.والزائر للبحيرة لن يجد ماء صالحا للشرب على سبيل المثال بل ولا تتوفر مجار للصرف الصحي، ما يشكل عائقا أمام تطوير المنطقة وجذب الزوار إليها.وارتبطت البحيرة بقصص دينية بحسب رجل الدين جعفر الياسري الذي يقول: أن هذه البحيرة مقدسة لدى المسلمين لأنها كانت منبع تدفق المياه الذي أغرق الأرض في عهد النبي نوح (ع)، وإن تدفق ماء البحيرة، ينسبه البعض إلى إنه من علامات قيام الساعة، مشيرا إلى أن البحيرة أفاضت الماء يوم ميلاد الرسول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة
محليات

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة

بغداد/ المدى توقعت هيئة الأنواء الجوية، تساقطاً للأمطار حتى الجمعة المقبلة. وذكر بيان للهيئة، أن "طفس الثلاثاء سيكون غائماً مع تساقط زخات مطر خفيفة إلى معتدلة وتكون على فترات في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram