 الموصل/ نوزت شمدين أكد عضو في مجلس النواب عن محافظة نينوى أن الدوائر والمؤسسات الحكومية والوزارات تعاني من الترهل والفساد الإداري والمالي بشكل واضح، فيما ذكر المعهد العراقي للمراقبة والشفافية في محافظة نينوى تراجع الفساد الإداري والمالي في المحافظة في الآونة الأخيرة.
وقال فارس السنجري عضو مجلس النواب عن نينوى، خلال حضوره اللقاء الجماهيري السادس الذي نظمه المعهد العراقي للمراقبة والشفافية، وحضرته "المدى": إن الدوائر والمؤسسات الحكومية والوزارات تعاني الكثير من الترهل والفساد الإداري والمالي. وأضاف أنه "لذلك تأتي أهمية هذه الندوات واللقاءات الجماهيرية، لأنها تحاول الوقوف على أسباب الفساد والترهل، ومحاولة إيجاد حلول لها، من خلال التعاون بين الموظف والمواطن، كونهما يمثلان طرفي المعادلة". فيما لفت رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة نينوى محمد شاكر الغنام، إلى أن هنالك مظاهر عدة للفساد، لا تقتصر على الرشوة فقط، وقال: "إن تقاعس الموظف أو المكلف بخدمة عامة عن أداء واجبه شكل من أشكال الفساد". وضرب الغنام مثالاً على ذلك بالقول: "أنه كان يزور مستشفيات مدينة الموصل ليلاً، ورصد فيها خللاً كبيراً في ما يخص ملازمة الطبيب المقيم الدوري للمريض، أو تواجده في الردهة نفسها تحسباً لأي طارئ"، مشيرا إلى أن الأطباء المقيمين يتواجدون في الكافيتريا، أو في أماكن أخرى خارج الردهة. وبين أن "إجراءات اتخذت لمعالجة ذلك، وقد اختلف الوضع الآن"، مؤكدا ضرورة العمل على معالجة باقي الظواهر المشابهة في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية.اللقاء حضره أعضاء مجلس النواب عن محافظة نينوى، وأعضاء مجلس المحافظة، وقائممقام قضاء الموصل، فضلا عن ممثلي منظمات مجتمع مدني، بهدف مناقشة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وما حققه فريق المراقبة والشفافية من إنجازات خلال الفترة الماضية، إضافة إلى حوار مفتوح أجري مع المواطنين وعدد من المسؤولين. مديرة المعهد العراقي للمراقبة والشفافية سهيلة حسن، أوضحت في حديثها لـ"المدى"، أن الندوة تناولت مشروع المعهد للنزاهة في 15 محافظة، الذي حددت له مدة سنتين، ونتيجة للنجاح الذي حققه تم تمديده ستة أشهر أخرى، على حد قولها. وأضافت أنه خلال تلك الفترة المضافة تم العمل على برنامج لتنمية قدرات الشباب، وكذلك للتدريب على الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، مبينة أن من شأن اللقاءات الجماهيرية، التعريف بمخاطر الفساد بشتى أنواعه ومسمياته، على الدولة وتطلعاتها نحو البناء والتقدم، واصفة "حضور أعضاء من مجلس النواب ومجلس المحافظة، ومسؤولين إلى اللقاء وتفاعلهم معه، مؤشرا على زيادة الاهتمام الرسمي والشعبي بضرورة القضاء على ظاهرة الفساد". من جهته ذكر رئيس فريق مراقبة الفساد في نينوى ماهر العبيدي في حديثه لـ"المدى"، أن المعهد العراقي يواصل خلال هذه الفترة تنفيذ برنامج طموح للحد من حالات الفساد، إذ يعمل على تنفيذ إستراتيجية خمسية تمتد لغاية العام 2014، تتضمن العمل بشقين هما، العمل على الوقاية من الفساد، والثاني مجابهة المفسدين وإحالتهم إلى القضاء ليناولوا جزاءهم العادل وفقاً لحكام القانون. ونبه العبيدي إلى أن نتائج أولية أظهرت تقلصا لحالات الفساد بفضل تعاون المواطن في رصدها، وهذا تقدم كبير، يوحي بالثقة لتقديم المزيد من الجهد، من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو القضاء على ظاهرة الفساد بالكامل. وعن مدى نجاح اللقاء، يقول العبيدي: أن "لقاءات جماهيرية خمسة أقيمت خلال الفترة الماضية، وفي لقائنا السادس، كان هنالك حوار مفتوح بين المواطنين أو ممثليهم من أعضاء مجلسي النواب والمحافظة، مع المسؤولين وعلى نحو مباشر، والتفاعل يعني النجاح، وهذا ما قد تحقق"، بحسب ما ذكر.لمياء الدباغ عضو مجلس محافظة نينوى، أشارت إلى أن مجلس المحافظة قام خلال اللقاء بعرض دليل مطبوع كانت قد أعدته عن مشاريع المحافظة ضمن ميزانية تنمية الأقاليم للعامين 2010 و2011، وقامت بتوزيعه مؤخرا كبادرة من المجلس لإشاعة جو من الشفافية، وإطلاع الجميع على كيفية إنفاق مبالغ ميزانية تنمية الأقاليم والمشاريع التي تم إنجازها.