اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أهالي مدينة الصدر يخيفهم السكن العمودي.. "نحن أبناء عشائر"

أهالي مدينة الصدر يخيفهم السكن العمودي.. "نحن أبناء عشائر"

نشر في: 3 مارس, 2012: 09:12 م

 بغداد/ وائل نعمة.. عدسة/ محمود رؤوف سقطت حجارة جرم سماوي على تلك البقعة المكتظة بالسكان في كوكب الأرض ...يقولون إنها تجلب الخير وستغير ملامح المكان إلى الأفضل! انتظر سكان مدينة الصدر تسع سنوات وتأثير الحجارة الهاوية عليهم بدأ يعمل بشكل عكسي وبعثرت المنطقة بشكل فوضوي، انشطرت المنازل إلى اثنين وثلاثة،
 والعائلة ازدادت من ستة  إلى 70 فردا ، شبكة المجاري والماء والكهرباء توزعت اذرعها كالإخطبوط ، البطالة تمددت فوق كل أحياء المدينة حتى أصبحت علامة مسجلة ، أرامل، نساء بلا معيل ، أيتام خُطفوا آباؤهم من وسط الطريق... كلام المسؤولين والنواب القادم من السماء تبخر بعد سقوط أوراق الاقتراع في الصناديق المغلقة، وحجبت الرواتب والامتيازات والسيارات المصفحة أنظارهم ، وراح الجمهور الذي لا يزال ينظر بحرقة إلى إصبعه البنفسجي يشعر بالغبن لأنه صدق ما ذهب إليه المرشحون في وقت الانتخابات! ماذا كانوا يقولون؟"بكبسة زر سنكون في دبي"!! ... فوق "خرقة" خضراء افترشها رجال كبار السن يتوسطهم شاب في الثلاثينيات فوق ارض متعرجة أمام منزل صغير بوابته حمراء صدئة ، يقول أبو سجاد وهو يرتدي دشداشة و(يشماغ جنوبي وعكال) متحدثا مع زملاء البساط "لم نر المسؤول بعد الانتخابات، صورا لنا في آخر لقاءاتنا معهم قبل أكثر من ثلاث سنوات  بأن مشاكلنا ستحل بكبسة زر ... إنهم يحترفون التخدير"، فيرد عليه الرجل الثاني الأكبر منه سنا، ولم يكن يعتني بمظهره جيدا فقد طوى "اليشماغ " فوق رأسه كيفما أتفق "اختنقنا من ضيق المكان، الشباب يريدون الزواج وأنا اسكن مع الحجية في المطبخ" . مدينة الصدر توزعت قطع الأراضي فيها في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بين 144 مترا و110 أمتار، على الرغم من أن بعض الساكنين القدماء ممن سمعوا وعاشوا تلك الفترة "القاسمية " يؤكدون ان الاراضي منحت بمساحة 300 متر ولكن جرى التحايل عليها من قبل بعض الموظفين الفاسدين وقلصت إلى المساحة الحالية . مع تقدم السنين والحال هو الحال (البطالة والفقر)  بينما العائلة تضخمت وتوسعت حتى ضغطت على جدران المنزل فانفجر الموجودون بداخله إلى الجلوس في الشوارع والتسكع في اغلب الأحيان. يشير الشاب الثلاثيني الذي كان يجالس المسنين في قطاع 42،  وغير القادر على احتساب عمره الدقيق لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، إلى ان قدمه اليسرى قد ثقبت بسبب مرض السكري، ويضيف "منذ عام وأنا لا أعمل ، اسكن مع أهلي ونتضايق احدنا من الآخر ...نحن خمسة إخوة وتزوجنا في داخل البيت"، كان جعفر يعمل في البناء مرة، ومرة أخرى في أفران الصمون قبل أن يصاب بالمرض ، ليس لديه عمل ثابت ، وتزوج منذ 6 سنوات ولديه طفلتان ، يقول وهو يرفع قدمه ببطء عن الأرض "إخوتي يتكفلون بمصاريفي الآن، ولكن مشكلتنا الأكبر هي صغر المكان الذي نسكن فيه".كيف سيكون الحل؟بالمقابل، الأمانة كانت تسعى إلى حل موضوع الاختناق بطريقة أخرى، مشروع 10 × 10 الخاص ببناء مدينة الصدر الذي يتضمن إنشاء 82 ألف وحدة سكنية، فضلاً عن عدد من المستشفيات والجامعات والدوائر الحكومية، كانت تعتقد بأنه سيرضي جميع الأطراف في المدينة.قيمة هذا المشروع بلغت 200 مليار دينار على أن ينفد خلال فترة تستغرق عشر سنوات ،وأن 55 شركة أبدت رغبتها في الاشتراك في إنشائه من جنسيات كورية وهندية وإيرانية وتركية وأمريكية، كما انه حظي بموافقة مجلس الوزراء ضمن الموازنة الاستثمارية من العام الماضي.المتحدث باسم الأمانة يؤكد لـ"المدى "بأنهم استكملوا فتح العطاءات ودراسة العروض وأحيل التنفيذ إلى أربع شركات إيرانية، وتايلندية وتركية، فضلا عن أخرى من جنسيات مشتركة .حكيم عبد الزهرة يوضح بان المشروع سيوفر كل مستلزمات السكن العصرية من الشقق الفاخرة إلى المؤسسات الخدمية الأخرى، وسيتم على مرحلتين، تبدأ الأولى بالعمل خارج المدينة (وراء السدة )، والثانية في داخل المدينة.فكرة لا ترضي الجميع! مجموعة الرجال في قطاع 43 يرفضون فكرة المجمعات السكنية العمودية، يقول أبو عباس وهو يسكن في منزل مشطور نصفين (72 مترا) ويتزاحم في داخله إحدى عشرة نسمة "نحن عشائر ولا نقبل أن نشترك مع الجيران ببوابة واحدة"، وعلى الرغم من أن المنازل في القطاع ملتصقة ببعضها لدرجة لا يمكنك في داخلها أن تحتفظ بسر، والدار المقطوعة تعود لعدد من الأشخاص (ورثة) ويخاف الرجل أن يطرد في المستقبل ، إلا انه لا يزال مصرا على عدم  القبول بشقة جديدة في مجمع سكني حديث بمواصفات عالمية.وتشتكي امرأة عجوز ترتدي ملابس سوداء، ويتوسط ذقنها "دكات خضراء" كأنهما نقطتان شارحتان، من الروائح الكريهة المنبعثة من داخل الدار، تقول وهي تجلس القرفصاء في بوابة المنزل الآيل للسقوط وتحيطها مجموعة من الأطفال "البلدية تريد مبلغا كبيرا حتى تقوم بفتح المجاري" ، المجاري الطافحة أمام المنازل يرفض عمال البلدية  ان يقوموا بمعالجتها إلا في حالة جمع مبلغ من الأهالي وهو ما يرفضه اغلب السكان . العجوز تقول " لدي ثماني بنات وولد واح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram