كربلاء / أمجد علي يتفق العديد من المعلمين والمدرسين وهم يحتفلون بعيدهم، على تحسن المستوى المعيشي للملاكات التربوية بعد العام 2003، لكنهم يؤكدون أن معاناتهم أصبحت أكبر بسبب القوانين والأوامر التي أضاعت هيبة المعلم.ويقول المعلم علي الأسدي في حديثه لـ"المدى": أنه يشعر بالفخر كلما جاء عيد المعلم، مضيفا
"أشعر بالفخر عندما أرى تلامذتي أصبحوا زملاء ليّ في المهنة أو أطباء أتردد على عياداتهم لتلقي العلاج، أو مهندسين يصممون لي خارطة منزلي، أو حتى عمالا مهرة".وأضاف أن "المعلم الآن لم يعد ذلك المعلم الذي إذا سار في الشارع هرب التلاميذ، ولا أقصد بذلك السطوة والقسوة بل الاحترام". وبين الأسدي أنه "لم يعد للمعلم هيبة فالتلميذ الآن يلاسن المعلم، وأعتقد أن مهنة التعليم تحتاج إلى قوة وسطوة ومهابة، وهذا ما افتقدته العملية التربوية نتيجة للاجتهادات الخاطئة للبعض الذين راحوا يطبقون المعايير الغربية على المجتمع العراقي".وأشار إلى أن هؤلاء "يناقضون أنفسهم فمرة يقولون ليس كل ما في الغرب يصلح لنا، ومرة يأتون بما يطبقه الغرب ليطبقوه هنا، والنتيجة أن كل شيء أصبح معكوسا"، على حد قوله.ويشير المدرس كاظم الطرفي في حديثه لـ"المدى"، إلى أن المعلم الآن أفضل حالا من زمن النظام المباد وخاصة سنوات الحصار، حين تراجعت قيمته وموقعه في الخارطة البنائية للبلد، بحسب تعبيره.ولفت إلى أن "النظام المباد كان يخاف العملية التربوية لذلك قام بتبعيث التربية والتعليم ، ونشر فيها عيونا تترصد كل شاردة وواردة، فأصبحنا نخاف أن نتحدث مع طالب حتى لا نتهم بمعاداة النظام"، موضحا أن ذلك أدى إلى تراجع مكانة المعلم فضلا عن الإجحاف الذي ناله من ناحية الراتب إذ كان الأقل في سلم الرواتب الوظيفية.وتابع بالقول: ان "تراجع المستوى المعيشي جعلنا أحيانا لا نكترث بالمهنة والتعليم، وأقول بصراحة ان ما حصل في ذلك الزمن هو الذي تسبب ببقاء الوضع على حاله الآن، وكنت آمل أن تحل المشاكل التعليمية بكل جدية وإخلاص".ويتحدث المدرس عبد الأمير عبد الحسين لـ"المدى" قائلا: ان الأسرة التربوية تعاني عدة مشاكل، أبرزها عدم سن قوانين تحمي المدرس عند الاعتداء عليه سواء داخل المدرسة أم خارجها.وأكد أن العديد من المعلمين والمدرسين يتعرضون للاعتداء والتهجم من قبل أولياء أمور التلاميذ والطلبة، عازيا ذلك إلى وجود قوانين وتعليمات ساعدت على جعل الأولياء أكثر تجاوزا، لافتا إلى أن الكثير من المشاكل أصبحت تحل عن طريق العشائر أو مراكز الشرطة لان قوانين التربية لم تكن بالقوة الكافية لردع الجاني.وشدد عبد الحسين على ضرورة أن يقوم مجلس النواب بتشريع قوانين أفضل من القوانين النافذة حاليا.المعلمة زينب الحسناوي قالت في حديثها لـ"المدى": ان المعلم الآن أفضل بكثير من معلم تسعينيات القرن الماضي من ناحية الراتب فقط، لكنها تساءلت "هل هذا الراتب يوازي سنوات الخدمة أم هل يجعل المعلم بعيدا عن المغريات، هذا هو السؤال الأهم"، بسحب رأيها.وتضيف ان المستوى المعيشي تحسن كثيرا خاصة بعد أن تم تحريك تسكين الرواتب ومنح مخصصات الخطورة وغيرها. إلا ان الحسناوي تقول: إن "المشاكل لم تحل بل زادت، وهناك تدخلات من كل الجهات، حتى المشرفون التربويون يتعاملون معنا على أساس الانتماءات والأفكار التي يحملونها ويريدون تطبيقها في المدارس بحجة التربية وغيرها". ونبهت إلى أن ذلك يأتي على حساب التعليم "وهذا ما ينعكس على المعلم أو المعلمة وبالتالي فإن التدخل في كل شاردة وواردة يعني إرهاق الأمور بجوانب لا علاقة لها بالمهنية"، مضيفة أنه ليس هناك دعم للمعلمين "لأن هناك شكوكا بأن يقف المعنيون بالأمر إلى جانب المعلم إذا ما حصل شيء وأصبحت هناك شبهة". ومضت الحسناوي تقول: "الجميع يعيش في دائرة الخوف خاصة أنه بإمكان أولياء الأمور الآن اللجوء إلى الإعلام أو تقديم شكوى إلى التربية بقضايا وهمية لأن أولادهم أو بناتهم لم ينجحوا فيعد ذلك في باب الخصومة أو العداوة"، منوهة بأن "انتماء ولي الأمر لهذا الطرف أو ذلك يعني توجيه العقوبة للمعلم"، على حد قولها. وطالبت الحسناوي وزارة التربية بـ"إعادة النظر في جميع القرارات والتعليمات، بما فيها ضرب التلميذ لأن مجتمعنا يختلف اختلافا كليا عن المجتمعات الأخرى، فما زال الأب يضرب ابنه وما زالت الأم تعنف ابنها وابنتها فلماذا لا يستطيع المعلم ذلك". من جهته، قال أمين سر نقابة معلمي كربلاء تحرير محمد كاظم في حديثه لـ"المدى"، بعد تهنئته الأسرة التدريسية في العراق بمناسبة عيد المعلم: إن "المعلم هو باني الإنسان الحقيقي وعمله غاية ومنطلق الحياة"، بحسب تعبيره.ولفت إلى أن للمعلم معاناة في الزمن الجديد تكمن في عدم وجود سياسة تربوية شاملة تخص البلد ما أدى إلى الارتجال بالقرارات بشكل ملفت للنظر، مضيفا "نستطيع القول أن مشكلات المعلمين هي في طريقة احتساب الراتب وكيفية احتسابه بعد التقاعد وهو ما أدى إلى عزوف المعلم عن التقاعد وإفساح المجال إل
معلمـو ومدرسـو كربـلاء يطالبـون بتغييـر القوانين التي أثرت فـي العملية التربوية

نشر في: 3 مارس, 2012: 09:34 م