TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: اغتيالات وحواجز تفتيش

وقفة: اغتيالات وحواجز تفتيش

نشر في: 3 مارس, 2012: 10:03 م

 عالية طالبعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي نعيشه في أغلب المدن العراقية مؤخرا، إلا أن موجة الاغتيالات والتفجيرات المنظمة لا يمكن أن تغادر أمكنتها المفضلة فينا ، فتزدهر لتحصد أرواحنا القلقة التي لا تدري حين تغادر صباحا أنها  ستعود محمولة .
 هذه العودة المتتالية لا تبزغ إلا بسبب الصراعات السياسية بالإضافة إلى التراخي الأمني، و التدخلات الخارجية التي لا يحلو لها غير اللعب في الساحة العراقية التي يشكل هدوؤها قلقا لحاضرها ومستقبلها . ورغم تعدد الأسباب التي تقف وراء ازدهار الحالة أو غيابها إلا أن الطامة الكبرى في معالجة الحالة التي يتسلمها المواطن بطريقة لا تشي  بعمق كفاءة الأجهزة الأمنية ولا باستخباراتها  الحقيقية ولا  بوسائلها المتطورة في القضاء على أية ظاهرة  سلبية  من جذورها حتى لا تعود للنمو والازدهار متى يروق لها ذلك.هذه الوسائل المرتبكة في التعامل مع عودة الاغتيالات والخطف ومفاوضاته التي تنتهي عادة بحصول الخاطف على مبالغ ضخمة مقابل التهديد بقتل المخطوف ، لم ترق تلك الوسائل الأمنية  إلى مستوى التحرك  النشط للعصابات المنظمة ولعصابات الاغتيالات سواء للسياسيين أو للأجهزة الأمنية ذاتها ، وبقي المواطن يتسلم مشاركته في الدخول في مطيات الطوابير الطويلة  التي تنتجها المفارز الأمنية  تباعا كلما تصاعدت  الاغتيالات دون إن تفلح هذه الحالة بإيقاف  أو إرباك  مشاريع الاغتيالات بقدر إرباكها  لانسيابية الحياة اليومية للمواطنين .هل يمكن أن نشهد زمنا تتعامل فيه الأجهزة الأمنية مع مستجدات ملفاتها بطريقة  مختلفة عن إيجاد نقاط تفتيش  تتوزع كل بضعة أمتار تهدر فيها طاقة تحمل المواطن ويضيع فيها وقته وترتبك مشاريعه الشخصية وهو يلعن الساعة التي  خرج فيها من بيته ؟!ليس وضع العراق حالة خاصة لم تمر بها الشعوب والدول ، بل على العكس تماما، فقد سبقتنا  تجارب كثيرة  لدول عانت الأمرين من ملفات مشابهة واستطاعت أن  تفتتها تدريجيا وتقضي عليها دون أن  تضخم أجهزتها الأمنية بنقاط تفتيش وميزانيات مليونية  وأعداد غفيرة من منتسبين  لا يعرفون حقا كيف يتعاملون  جيدا مع عصابات منظمة ومدربة على اختراق حتى الدوائر الأمنية بمنتسبين يسهلون لها  الاختباء  تحت مظلة المؤسسة الأمنية والعمل بحرية قاتلة وهي واثقة من مقدرتها على التمويه والاستفادة من مواقعها الحساسة .وكثيرا ما يبدو ضحكنا كالبكاء ونحن ننتظر في تلك الطوابير المزدهرة باستلاب حقوقنا ونحن نسمع تعليقات بعضنا من  نوافذ  سياراتهم وهم يرددون لماذا لا يعملون مفارز تفتيش داخل أجهزتهم ؟ لسنا نحن من نقوم بحمل الكواتم بل  نحن ندفع ضرائب تعويضية لمن يحملها !!وإن كان مرور ساعة وساعتين على طريق  لا يتحمل تجاوزه أكثر من خمس دقائق عملية اقتصادية واستثمارية لجهد وإنتاجية المواطن فإن لنا إن نتخيل كم  تهدر من جهود  وطنية في يوم واحد  يظهر تراكمها حجم الهدر الإنتاجي لبلد هو بحاجة إلى كل دقيقة عمل ليعوض  ما حل من دمار بكل بناه التحتية  التي ما زالت تراوح في أماكنها الخرساء لأسباب أمنية واقتصادية واستثمارية وتكنولوجية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram