لطفيّة الدليميوحدهم الشعراء والكتاب والفنانون من ينبه الى  بشاعة العنف  وأخطاء الساسة ووحدهم من يتحدث عن الحب والأمل والجمال ومعاناة البشر وعن طريق الفن والأدب  يلفتون الانتباه  إلى ما حدث ويحدث من مآسِ في عالمنا. و هم  أول  من يدافع عن  حرية الكلمة وقد يقدم  بعضهم حياته ثمنا  لكونه كاتبا أو صحفيا أو فنانا   ويقف الكتاب والفنانون في وجه  الحروب  والاستبداد والإرهاب  و لا يكتفون بالمواقف المحدودة الأثر في بلدانهم بل  يتجاوزونها إلى إسهامات عالمية  في القضايا التي تخص الحريات ومساندة ضحايا الإرهاب والقمع الفكري..
  من  مقر شركته المتخصصة ببيع الكتب  في سان فرانسيسكو أطلق الشاعر الأمريكي بو بوسوليل مشروع  ائتلاف المتنبي  بعد حادثة التفجير في 2007، ثم  اتسعت فعاليات  المشروع   لتغطي عددا من الولايات والجامعات الأميركية، كما  امتدت أنشطته  خلال السنوات الخمس إلى مدن وجامعات ومكتبات بريطانية وجامعات في بولندا ودول أخرى في أوروبا وشملت الأنشطة قراءات شعرية ومحاضرات ولقاءات فنية وإقامة معارض لفن إخراج الكتب، وشارك كتاب وفنانون وشعراء من أمريكا وايطاليا وبريطانيا واستراليا في معظم الفعاليات المكرسة لتذكير الناس بأهمية الكتب  في عالمنا، وقد كنت من أوائل المنتمين للائتلاف وواكبت نشاطاته عبر المراسلات مع بو - واستخدم بوسوليل مقالتي  كموضوع تعريفي بالمشروع ولا يزال يرسلها مع كل دعوة إلى الأشخاص والجامعات، كما شاركت  الكاتبة الإيرانية آزر نفيسي بمحاضرة في فعاليات شارع المتنبي تحدثت فيها عن العراق وأهمية أن نعرف كل شعب من تاريخه وثقافته وليس من خلال السياسة، وقالت إن استذكارنا لشارع المتنبي يعني أيضا احتفاءنا بالحياة وأننا بالفن والأدب نستطيع تحقيق المساواة بين البشر. وفي الذكرى الخامسة لتفجير شارع الكتب الذي صار رمزا عالميا للنضال من اجل الكلمة الحرة- تقام اليوم وبالاشتراك  بين مركز دراسات الشرق الأدنى  ومكتبة   باول فعاليات موسعة في لوس أنجلس وسان فرانسيسكو للاحتفاء بمشروع المتنبي وإعادة الاعتبار لأهمية الكتب في حياتنا  وستبدأ الأمسية في الساعة 7 مساء،  5 آذار بافتتاح معرض النشرات  وفن الكتب وأغلفة الكتب  التي أسهم في  إبداعها فنانو طباعة عالميون وكتاب  وستقدم قراءات  مستلهمة من  الحدث  ويشارك في القراءات: ديما هلال، جين هوفر،ايلين ليبكين عفاف ناش، جيم ناتال، ارام سارويان، انيت ستراندبرغ وشولي وولبي وبوسوليل  وسوف تقدم مكتبة باول عرضا لفيلم (شمعة من اجل مقهى الشابندر) لمخرجه عماد  علي من مدرسة بغداد للسينما..ومن جانب آخر ستقام فعاليات في جامعة نبراسكا يشارك فيها قسم الفن وتاريخ الفن وقسم اللغة الانكليزية وكذلك أساتذة فنون وطلبة وشعراء وكتاب - تقول إحدى  المشاركات طالبات من جامعة نبراسكا: - أؤمن بأن الفن والأدب يمتلكان  قوة هائلة  للتعبير عن مشكلات عالمنا  وإنني إذ اشترك بفعالية (شارع المتنبي) فمن اجل أن أبرهن عمليا  على هذا الإيمان بقوة الفن والكتاب، وقد ألهمتنا  أستاذة فن الكتاب  كارين كونك  أن نستخدم التقنيات التي تعلمناها في دروسها لنبتكر أعمالا  تعبّر بشكل  بارع عما حدث في يوم 5  آذار، في قلب بغداد الثقافي، وسوف نقوم بإحياء ذكرى  ضحايا شارع المتنبي وسيتحدث المشاركون عن  حرية الكلمة  ودورها في شفاء الروح الإنسانية وبالتزامن  تقام فعاليات في مدن بريستول ولندن واكستر في بريطانيا.  أما فعالية مدينة لنكولن فسوف تكرس لإحياء ذكرى شهداء المتنبي وتتضامن - عن طريق الأصوات الشجاعة- مع ضحايا الأحداث المأساوية في عالمنا،وسوف يجري تكريم أسماء الضحايا عبر الشعر والفن ويتزامن مع هذه الفعاليات قراءات  ومعارض فنية في بوسطن  ومدينة اكستر البريطانية وقراءات ومعرض في مكتبة ويستمنستر في لندن وفعاليات أخرى في دبلن تمثل جميعها نشاط الجهد البريطاني المساهم في المشروع.. في رسائله الأخيرة لي - يتحدث بو بوسوليل   بحزن عميق عن الصحفي الراحل (انطوني شديد)  الذي توفي في سوريا قبل أيام، ويقول (كان من أهم المساندين   لمشروعنا  وكان يتحدث عن أهمية هذا المشروع  ويردد دائما: بو سنذهب معا إلى بغداد ونحتسي الشاي على ضفاف دجلة لنحتفل أخيرا بوصول معرضنا الشامل إلى المكتبة الوطنية في بغداد ويضيف بو:لقد كان  شديد  يحب بغداد  وشارع المتنبي  وهو رجل شجاع  لا يكتب عن القادة بل عن عامة الناس الذين يلتقيهم في الشارع. وقد كتب مقالته  عن شارع المتنبي عندما كان مراسلا في بغداد  وستظهر مقالته في الانطولوجيا مع  مقالة لطفية الدليمي ومحاضرة الكاتبة الإيرانية آزر نفيسي إلى جانب الشعراء سارة براوننغ ومارك ايبيلي وتوماس كريستنسن ومقالة موسى الناصري، وسوف أقرأ رسالته لي في الاحتفالية بقلب يتصدع حزنا)، أما عن المعرض الشامل فيخبرنا&amp