TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :سوريا وما بعد حمص

في الحدث :سوريا وما بعد حمص

نشر في: 4 مارس, 2012: 09:07 م

 حازم مبيضين بين إعلان مصدر أمني في دمشق، أن الجيش السوري سيطر كلياً على حي بابا عمرو في حمص، وإعلان العقيد المنشق رياض الاسعد ان مقاتلي الجيش السوري الحر نفذوا انسحاباً (تكتيكياً) من هذا الحي, تكمن تفاصيل الوضع السوري المقبل, وما بين قول دمشق إن عناصر الجيش النظامي يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى،
ومعرفة أن المسلحين المناوئين لنظام الأسد ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية, وأن قوات الجيش تتابع ملاحقتهم في احياء جوبر والسلطانية وتل الشور, تكمن الرؤية لما ينتظر سوريا, بغض النظر عن الترويج لمقولة أن قوات النظام قصمت ظهر التمرد, وأن سقوط بابا عمرو يبشر بانتصار وشيك على التمرد المستمر تصاعداً منذ ما يقارب السنة.كان صحيحاً القول إن ظهر التمرد قصم, لو كان حي بابا عمرو هو البؤرة الوحيدة للمتمردين, غير أننا نعرف وباعتراف النظام أن هناك بؤراً أخرى ما تزال ملتهبةً حتى في حمص نفسها, وأن ناراً تحت الرماد, مازالت تنتظر الانفجار مرةً أخرى في وجه النظام وضده, في درعا وإدلب وريف دمشق, وأن الذين امتلكوا الجرأة بعد نصف قرن من حكم البعث على المطالبة برحيل قائده, لن يتخلوا بسهولة عن اكتسابهم لتلك الجرأة, خصوصاً بعد أن فقدوا الكثير من أهلهم على يد قوات النظام السوري, في حراكهم الذي بدأ سلمياً في درعا, وكان كل ما يطلبه هو إقالة المحافظ الذي أساء استعمال سلطته, وأهان الناس معتمداً على ما توهمه من قوة الأمن, واستكانة الناس الذين اعتقد أنهم تعودوها, ولم يعودوا قادرين على قول لا.صحيح أنه كان لسقوط بابا عمرو أن يمثل ضربة قوية لخصوم الأسد, لكن علينا تذكر قاعدة تقول, إن الضربة التي لاتميتني تقويني, وهنا سيكون جديراً بالملاحظة أنه بالتزامن مع سقوط بابا عمرو, اندلعت الاشتباكات للمرة الأولى بين قوات نظامية ومنشقين في محافظة القنيطرة, وأسفرت عن مقتل خمسة عشر عنصراً من الجانبين تحت أنظار قوات الاحتلال الاسرائيلي المقيمة في الجولان منذ أكثر من أربعة عقود, كما اندلعت اشتباكات الجمعة بين القوات الحكومية والمتمردين في درعا,  وأن علينا ملاحظة أن حالة العداء للنظام السوري تتفاقم يومياً في مجلس التعاون الخليجي وبعض دول الربيع العربي, وأن الموقف الروسي المؤيد للنظام ليس نهائياً بحال من الأحوال بدليل موافقة موسكو على مناقشة أسلوب تعاملها مع الأزمة السورية مع عدد من وزراء خارجية دول الخليج، وبدليل أن بوتين نفى أن تكون روسيا تقيم علاقة خاصة مع سوريا, على الرغم من إعلان الخارجية الروسية  أن عناصر من القاعدة يقاتلون في سوريا, ضمن وحدات مسلحة ضد القوات الحكومية.قد تؤدي سيطرة القوات الحكومية على حمص إلى هدوء ظاهري على السطح في المدينة, وربما في مواقع أخرى, لكن ذلك لن يؤثر بشكل نهائي وقاطع على التغيرات التي عصفت بالمجتمع السوري, فالنظام يتعرض اليوم إلى ضغوط من مجاميع كانت محسوبة عليه, وتضررت بفعل استمرار الأزمة, وعلينا هنا ملاحظة أن ذلك يترافق مع انقلاب كوني شامل ضد النظام السوري يتمحور في معظمه حول وجوب تنحي الرئيس الأسد, وتحميله مسؤولية ما جرى, وعلى سبيل المثال فان واشنطن برغم تذبذب مواقفها, أعلنت أن أيام الأسد في الحكم معدودة, وأن الأمر لم يعد متعلقاً بماذا ولكن بمتى, وأوباما أكد أنه يعمل مع المجتمع الدولي لتسريع ذلك, وساركوزي أغلق سفارته في دمشق ودعا لمحاكمة الأسد, وفي واقع الأمر فإن عدداً محدوداً جداً من دول العالم تتخذ مواقف إيجابية من النظام السوري, ومؤكد أن ذلك النظام, وإن انتصر في حمص, لن يكون قادراً على الصمود طويلاً في وجه العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram