حدثت في جلسة مجلس النواب ليوم السادس من آذار 1950 مشادة كلامية بين بعض النواب المعارضين ومؤيدي الحكومة، تخللتها الكثير من ألفاظ قاسية من قبل المؤيدين . واذا بمجموعة من نواب المعارضة قرر ترك الجلسة احتجاجا ، وبادر قسم آخر الى كتابة استقالاتهم ، ثم تضامن عدد آخر من النواب معهم ، حتى اصبح عددهم 37 نائبا ، قدموا استقالتهم جماعيا ، وهم من الحزب الوطني الديمقراطي والاستقلال والجبهة الشعبية وبعض النواب المستقلين ، في مشهد نادر في تاريخنا السياسي .
رفضت رئاسة المجلس الاستقالة الجماعية ، وعدتها سابقة خطيرة من شأنها ايقاف الحياة السياسية وتزيد من الشرخ بين السلطة ومخالفيها . وفي اليوم التالي اجتمع النواب المنسحبون في بيت السيد عبد العزيز القصاب احد اقطاب المعارضة ، وقابلوا رئيس الوزراء توفيق السويدي الذي ابدى رغبته بعودتهم الى المجلس وترضيتهم وتحقيق مطالبهم ... غير ان السلطة كانت مرتاحة من تلك الاستقالة ، فما كاد ديوان الرئاسة يتلو الاستقالة حتى قبلت فورا ، مما عزز الاعتقاد بانها مبيتة لابعاد المعارضة عن المجلس . وسارعت الحكومة باجراء الانتخابات في مناطق المستقيلين الذين قاطعوا تلك الانتخابات التكميلية .لقد كانت الاستقالة الجماعية لنواب المعارضة في عام 1950، نقطة مهمة في تاريخنا الوطني ، وحلقة من حلقات الصراع بين السلطة والحركة الوطنية في الهزيع الاخير من العهد الملكي .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: الاستقالة الجماعية للنواب
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 مارس, 2012: 09:40 م