TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : يا دعاة الفصل بين الجنسين.. لا تكذبوا

سلاما ياعراق : يا دعاة الفصل بين الجنسين.. لا تكذبوا

نشر في: 5 مارس, 2012: 09:44 م

 هاشم العقابيلا يمكن لي أن اعدد، في عمود محدود الكلمات، امثلة عن تطفل من لا لهم خبرة بالعملية التربوية، من رجال دين وسياسيين وحزبيين وحتى ممن لا يجيدون القراء والكتابة، لتسميم عقول الناس بأكاذيب ما انزل الله ولا علماء التربية، بها من سلطان.
كم يحزنني ان اقرأ او استمع لبعض "المتفلسفين" حول مخاطر الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات من دعاة "المفهومية" و "الصدقية" تحت ذرائع دينية واخلاقية. لم اسمع أيا منهم اتى بآية او حديث نبوي حث على الفصل بين البنين والبنات في بيوت العلم. ولانهم يتصورون أن الناس مثلهم لا يفقهون، على قاعدة "كل يرى الناس بعين طبعه"، يدّعون كذبا بان هناك بحوثا في الغرب، وهو طبعا كافر وفق تصنيفهم، اثبتت ان الاختلاط عيب ومضر. أحدهم، كمثال من عشرات الامثلة، بعد ان سبق اسمه بعبارة "الكاتب والصحفي العراقي" افتى انه: "في الوقت الذي تنتشر فيه المدارس الثانوية والإعدادية المختلطة في العراق نجد ان احدث البحوث والتقارير الأوربية والأمريكية تشير الى ان الاختلاط له مضار سلبية على المستوى العلمي للطلاب والطالبات". طبعا لم يعطنا مصدرا واحدا لتلك الدراسات.لا ينكر ان هناك بحوثا لا تعد قام بها علماء متخصصون في الغرب لدراسة فوائد ومضار الاختلاط، لكن اغلبها خلص لنتيجة ان الفصل بين الجنسين لا تأثير له على التحصيل العلمي للطلبة. يقول البرفسور سميثرز آلان، أستاذ التربية في جامعة باكنغهام، الذي يعد من اكثر علماء التربية احتراما ببريطانيا: " نصف قرن من البحث لم يظهر أي مزايا ايجابية للتعليم في المدارس التي يفصل فيها البنين عن البنات". ولعلم دعاة الفصل بين الجنسين، ان الصيحات القليلة بالفصل بين الجنسين في الغرب، لم تكن بدوافع اخلاقية، كما يدعون، بل اغلبها جاء من تجمعات نسوية تنادي بنظرية، لا تخلو من نفس عنصري، مفادها ان البنات اكثر ذكاء من البنين وفصلهن عنهم سيجعل تحصيلهن الدراسي أفضل. لكن اختبار تلك النظرية من خلال بحوث رصينة اثبت خطأ تعميمها. فاثر ندوة علمية اقيمت خصيصا لدراسة فوائد واضرار الفصل بين الجنسين ببريطانيا، كتبت صحيفة "الجارديان" بخط عريض: "المدارس غير المختلطة .. لا فائدة للبنات" Single-sex schools “'no benefit for girls”.ولو كان هناك سقوط اخلاقي نتيجة الاختلاط، كما يدعي غير المتخصصين لا بالأخلاق ولا بالتربية، لانعكست على تحصيل الطلبة ومستواهم العلمي.وان كانت البينة على من أدعى، كما يقال، فهاكم: في نتائج الامتحانات العامة للدراسة المتوسطة والثانوية بالعراق للعام 2008- 2009، كانت المدارس التي حققت نسبة نجاح مئة بالمئة في محافظة الناصرية لوحدها هي المدارس المختلطة فقط. وهي على التوالي: ثانوية الازدهار المختلطة، ثانوية السبطين المختلطة، متوسطة السادة المختلطة ومتوسطة المجاهد المختلطة. ولم تحقق اي من المدارس غير المختلطة مثل تلك النسبة المذهلة.انها نتيجة تبعث على الفخر وتعد تجربة رائدة اثبت بها ابناؤنا وبناتنا بان الاختلاط علامة خير وطمأنينة. فان كانت حصيلة الاختلاط مشرّفة ومشرقة لهذا الحد في مدارسنا المتوسطة والثانوية، فقطعا ستكون اكثر إشراقا في الجامعات. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram